جمال النوفلي
استيقظت صباح هذا اليوم عند الساعة السادسة والنصف تماما على هزة قوية ارتجف منها بناء الفندق فكدت أقع عن سريري الصغير، لكن قارورة الماء التي اشتريتها بالأمس من المحل المجاور وقعت، ووقع معها صدري من الفزع، وهرعت أسرع إلى نافذة الغرفة لأعرف ماذا جرى في الدنيا فلم أر شيئا سوى الهدوء والسكينة، كانت الهزة قد اختفت، ونافذة غرفتي تطل على فناء رطب مربع ومغلق تحيط به عدة أبنية وتتسلق على جدرانه نباتات مزعجة، كل شيء حولي كان ساكنا وطبيعيا وكأنهم لم يشعروا بالهزة الأرضية، فترسخ في ذهني أن الهزة هي وليدة خيال عابر أو حلم مزعج روادني أثناء النوم فعدت إلى الفراش لأكمل نومي، إلا أن الهزة لم تلبث أن عادت مرة أخرى بعد ربع ساعة ونهضت مرتعدا وخرجت من باب غرفتي لأرى إن كان أحد غيري من قاطني الغرف الأخرى قد شعر بالهزة، لكني لم أجد إلا ظلاما خانقا يملأ الممرات والسلالم، فعدت.
ظل الاهتزاز العنيف يغير علي مرة كل ١٥ دقيقة أو كل ١٠ دقيقة، فلم أستطع إكمال نومي ورحت أقرأ بعض كتبي التي جلبتها معي من عمان حتى تأتي الساعة الثامنة موعد لقائي مع نسيم، وفي الثامنة والنصف أرسل صديقي نسيم إلي رسالة واتسابية طلب فيها أن ألاقيه أمام المحل التجاري في الجهة المقابلة لشارع الفندق. وأثناء نزولي رآني أخوه كمال الذي يدير الفندق فحياني مبتسما: بونجور.
لم يكن في وسعي أن أتجاهل ابتسامته اللطيفة، فرددت عليه وأنا أرفع يدي من بعيد: جود مورنج.
ثم سألني عن رضاي عن ليلتي الأولى في الفندق، وأخبرته بشيء من التردد بأنها (ممتازة)، ثم خرجت مسرعا ونظرة توجس طبعت على وجهه وهو يقول لي: ممتازة، حسنا.
كوني في ضيافتهم كان من المفترض أن أجيبه بأن سعادتي بوجودي في هذا الفندق الرائع لا توصف بل فاقت توقعاتي ونالت إعجابي وزييادة، لكنني لم أفعل ذلك ليس لأن الفندق لم يكن يلبي المواصفات ولكن لأن نسيما كان لا يريدني أن أتحدث إلى أحد من أفراد عائلته، أو هكذا كانت توحي لي تصرفاته، وإلا فما معنى أن لا يعرفني على أخيه وأخته ووالديه وأن يصر على أن يقابلني خارج الفندق دون أن يراه أحد، لذلك كان أول ما فعله نسيم عندما التقيته هو سؤالي عما إذا كنت قد تحدثت إلى كمال أثناء خروجي من الفندق أم لا، فأخبرته كذبا بأنني لم أتحدث إليه، وسألني إن كان موجودا على طاولة الاستقبال، فقلت له: نعم لقد كان موجودا، ثم أضفت مطمئنا: لكنه لم يتحدث إلي ولم يسألني شيئا، ربما لأنه لم يلحظ مروري. وهكذا تفرجت أسارير وجه نسيم قليلا وراح يمشي بخطى واسعة نحو مدخل المترو.
في الطريق إلى المترو رأيت كنيسة صغيرة بيضاء اللون وليس أمامها سور حديدي صغير، وكان أبوابه مشرعة، لهذا رأيت بضعة رجال ونساء من كبار السن يجلسون في مقاعد متجهين نحو الأمام، لم يسعني أن أرى ماذا يوجد بالداخل فطلب من نسيم أن نذهب ونرى ماذا يجري في الداخل، فاعترض علي نسيم فزعا من الفكرة، فتعجبت منه وقلت له: ولم لا ندخل. قال: لأننا مسلمون وهم مسيحيون.
ثم راح يفسر لي عندما أخبرته بأنني زرت كنائس كثيرة وصليت فيها مع المسيحيين دون أن يمنعني أحد، وراح يخبرني بأن في فرنسا الأمر مختلف جدا فنحن مسلمون وهم مسيحيون، وأنه على الرغم من أنه وعائلته لا يصلون ولا يطبقون شيئا من تعاليم الإسلام إلا أنهم مسلمون وهكذا يعرفهم الناس في الشارع، لذا لا ينبغي أن يروا في الكنيسة وإلا حصلت مشكلة، من ناحيتي لم أقتنع بكلامه كثيرا بالرغم من أنه أسهب في حديثه على غير عادته، فأنا في قرارة نفسي أحسب أن نسيما رجل غامض، حتى عندما يمشي فهو يمشي صامتا ويكون باله مشغولا بالتفكير أو أحيانا يقلب وجهه شرقا وغربا وكأنه يبحث عن شيء، لا أدري فيماذا يفكر ولكنه يفكر كثيرا وكأنه يتحدث إلى نفسه، ولم تكن له خطة واضحة للأماكن التي ينوي أن يأخذني إليها، كان يمشي مسرعا بخطى واسعة ثم توقف فجأة وسألني للمرة الثانية: إلى أين ترغب أن تذهب، وقلت له: لا أعرف، كنت أرغب في زيارة برج ايفل لكننا زرناه قبل يوم لم يبق لي إلا أن أزور الشانشيليزيه بس.
قال متعجبا وهو يصر على أسنانه:
- بس. !!
- أيوا، ماشي أماكن ثانية أحب أزورها، أهم شي عندي هاذين المكانين.
نظر إلي بتعجب وشفقة ثم قال:
- هناك أماكن كثيرة جميلة في باريس يمكن أن تزورها.
- مثل وين.
- ديزني، والمتاحف، متحف اللوفر، وغيرها، عندك الكاتدرائية.
- لكنك قلت ما يصير احنا المسلمين ندخل كنيسة.
- يصير هناك في شرق باريس، كنائيس كبيرة جدا وقديمة مفتوحة للسياح.
- أمم طيب طيب، ممكن تاخذني جامعة الصوربون.
امتقع وجهه عندما ذكرته له الجامعة وقال:
- ليش تروح الجامعة، مافيه شي هناك، صفوف وقاعات محاضرات، ومكاتب الإدراة.
- بس أنت تخرجت من الصربون صح.
- أيوا ولهذا لا أريد أن أذهب مرة أخرى هناك.
- طيب طيب، خذني حيثما شئت، الأماكن التراثية التي يجب على السائح الذهاب إليها.
فكر نسيم قليلا ونحن نقف على حفرة سلم مترو الذي يأخذنا إلى سكك الأنفاق، ثم قال:
- أولا سنذهب لتناول الايسكريم.
- أين؟
- تعال لي فقط.
واشترينا تذكرتين من المترو بثلاثة يورو، ثم هبطنا في سلالم أوصلتنا مباشرة إلى عمق يصل إلى ٣٠ مترا أسفل الأرض وهناك كان الناس يقفون في خط طويل مواز لسكة المترو، وعندما وصل المترو صعدنا مسرعين وبقينا واقفين بين الأجسام المزدحمة حتى توقف المترو في محطة أبيس بعد أربع محطات تقريبا من محطتنا ونزلنا.
خرجنا من حفرة المترو مع بقية الناس، فوجدنا أنفسنا في ساحة كبيرة مملوءة بالاكشات والمباني العتيقة، وكان هناك طريق يقود إلى سلالم تذهب صعودا بين منازل متلاصقة تشغل تلا كبيرا عالي الارتفاع، فمضى نسيم يصعد السلالم وأنا خلفه حتى إذا ما وصلنا منتصفه توقف عند محل صغير لبيع الايسكريم، قال نسيم وهو يشعر بنشوة اقتراب تحقيق الانجاز: انظر في هذا المحل ستتذوق ألذ أيسكريم في باريس، وطلب لنفسه إيسكريما بمذاق البرتقال مع الفانيلا وطلبت أنا المانجو مع المكسرات، المحل لم يكن كبيرا وإنما صغير جدا يعمل فيه رجل فرنسي واحد في منتصف الأربعين من عمره، لم يكن هناك اي مقاعد للجلوس، كانت الشمس ساطعة شهية في ذاك الصباح والناس كانوا سعيدين بذلك فقد أصبح بإمكانهم بعد ظلام شتاء قارص أن يمنحوا أجسادهم دفئا حقيقيا ونورا يذيب عوالق البرد، فيتحسسون العرق يندى من جبينهم، وكنت أنا عكسهم أشعر بالضيق والضنك بسبب لبسي لمعطف شتوي ثقيل، فخلعته وجلست على السلالم تحت ظل المحل، وهكذا فعل نسيم، وبيقينا ننظر في الصاعدين والنازلين والعابرين والساحة التي تخترقها المواصلات بكل أنواعها، وأنا أتلذذ بطعم الايسكريم المخروطي، وكان نسيم يشعر بسعادة عارمة وهو ينظر إلى لساني وهو يلاحق بقايا الاسكريم المنسابة بين أصابعي كالغول الجائع، وسألني بعد أن انتهيت ليزيد إيمانه بحسن اختياره:
– هل أعجبك الآيسكريم؟
– نعم يا نسيم لقد أعجبني، إنه لذيذ جدا..
ضحك ضحكة واحدة ثم كتمها بابتسامة وهو يقول لي الان سوف آخذك إلى كنيسة ساكري كور، إنها ليست بعيدة من هنا، أتبعني.
وتبعته بين المنازل صعودا حتى وصلنا إلى ساحة سوق الحرامية القديم في المعبيلة في مسقط، وكان فيها فنانون يعرضون لوحاتهم اللجميلة للبيع ويرسمون وجوه من رغب من المارة والسياح، وسألته ما هذا؟ فقال لي: لا أعرف، دعك منهم هيا بنا.
قلت: يا نسيم أنظر إلى هؤلاء المبدعين ولوحاتهم الطافحة بالجمال والحسن، ألا تستحق أن نقف معهم قليلا.
لم يكن نسيم مهتما بموضوع الفن بتاتا لا من قريب ولا من بعيد، أو هذا ما أوحت به تصرفاته، إلا أنه رضي بأن يمنحني خمس دقائق أتجول فيها في الساحة، وسألت باستعباط أحد الفنانين وكان جالسا على مقعد بلاسيتيكي وسط لوحاته التي غلب عليها اللونان الأخضر والبني وكان رجلا قصيرا ونحيلا في الستين أو السبعين من عمره تقريبا بشعر أبيض سألته:
- هل هذه اللوحة لك؟
قال باعتداد:
- نعم
- يعني أنت رسمتها ؟
أجاب وقد أحس بسخفي:
- نعم.
وقلت وأنا أحاول أن ألطف ما أشعرته به من استخفاف:
- هل هي للبيع؟
قال وقد حانت له فرصة رد الاهانة:
- لا.
- ولم لا !
- لأننا ننتعب ونعمل على هذا اللوحات أياما وساعات ثم نأتي لنعرضها على بعض السياح الحمقى.
شعرت وكأنه يعنيني بالسياح الحمقى،
كان في اللوحة الزيتية منزل ريفي صغير حوله حقول خضراء وأزهار لم تكن هناك شمس لكن اللوحة تفيض بالضياء والراحة، لا شك أن المكان هو من المنطقة التي أتى منها الفنان في ضواحي فرنسا، لقد سمعت أن الضواحي في فرنسا جميلة جدا ولطيفة وذات طبيعة خلابة، ثم سألته محاولا تلطيف الحوار: أين هذا المكان الجميل؟ فقال لي:
- هذا شارع الرسامين.
وعاد ليجلس في مقعده،
وكان يقصد هو الساحة التي كنا نقف فيها، وكنت أنا أقصد المكان الآسر الذي في اللوحة، ثم ودعت الرجل وذهبت مسرعا إلى نسيم الذي كان ينتظرني متململا.
وأكملنا مشوارنا نحو الأعلى حتى وصلنا خلف مبنى كبير جدرانه عالية وسقفه بعيد ومكسو بالرخام الأبيض وحوله رسومات وتماثيل للسيدة مريم العذراء وغيرها من القديسين الذين لا أعرفهم، تتوسطه قبة كبيرة بيضاوية الشكل على رأسها صليب كبير، وعلى يمينها وشماليها قبتان بيضاويتان متساويتان في الحجم لكنهما أقل من الوسطى، والرخام الأبياض يكسو كل شيء، ثم مضينا نمشي حتى أتينا أمام المبنى فوجدناه أكثر جمالا وروعة حيث كان أعلى تل كبير يتوسط باريس وتنبسط أمامه حديقة خضراء كأنها سجادة فراسية والسماء خلفه صافية إلا من بعض السحيبات الهائمة، كان منظرا مهيبا وخلابا، ورأينا جماعات كبيرة من السياح يهبطون من حافلات وسيارات تأتي من بعيد أسفل التل، أو يأتون فرادى مشيا من بين المنازل ثم يصطفون في صفوف طويلة مسيجة حتى مدخل الكنيسة، قال نيسم: شوف جمال هذا تل مونمارت وهذه كنيسة ساكري كور، من أشهر وأهم الكنائس في باريس وفي فرنسا، تعرف لماذا لأنها بنيت بعد الثورة يعني بعد سنة ١٨٧٨ تقريبا، هذا المكان كان أصلا مكانا مقدسا من أيام الغاليين والرومان والوثنيين وكان فيه معابد صغيرة لعبادة الكواكب ثم بنيت الكنيسة مكانها، وكان الثوار يخبئون أسلحتهم ومدافعهم هنا أيضا أيام الثورة الفرنسية إن كنت سمعت عنها، استغرق بناؤها تقريبا ٤٠ عاما بسبب الثورة ثم بسبب الحرب العالمية الأولى التي أضرت ببعض أجزائها، انظر اليوم يأتي السياح من كل العالم لزيارتها، أظن سوف يحتاجنا نصف ساعة انتظار في الصفوف حتى ندخل الكنيسة.
وقلت له: ماذا يوجد في الداخل؟ فقال: لا أعرف، لم أدخلها إلا مرة واحدة في رحلة مدرسية عندما كنا صغارا.
حسنا يا نسيم، دعنا إذن نجلس هنا في هذه الحديقة فقد أتعبت قدمي من الصعود، وحيث أن الكنيسة تقع في قمة التل الكبير فإنهم صمموا أمامها حديقة جميلة جدا ومناسبة بشكل متدرج كسلم عريض طويل مفروش بالاخضرار ويربطها نزولا بشارع نهر السين في الأسفل، وكان الناس يجلسون فهيا جماعات وفرادى كبارا وصغارا بملابس صيفية قصيرة وأحذية نظيفة، فتيات مراهقات يفضن أنوثة وهن يقفن أمامك بقميص خفيف ضيق دون كم وصدور صغيرة نافرة تتظر إليك بتوسل ورجاء، وأفخاذ بيضاء مكشوفة كالثلج، بعضهن كنا يتركن خصورهن عارية فترى أسرتهن ضاحكة ماكرة فتثير فيك الجنون، وقال لي نسيم فجأة وأنا متكأ في العشب على كوع سواعدي وشارد في تأملي العميق:
- هل أعجبتك الرحلة يا جمال ؟
- اييه نعم أعجبتني وين تلال العامرات ووين تلال باريس، فيه أحد ما ما تعجبه هذه الرحلة؟
شعر نسيم بسعادة من إجابتي وسكت وهو يعبث في هاتفه جذلا، فأضفت قائلا:
- بس فيه حاجة واحدة ناقصة وتكون الرحلة مكتملة الروعة مائة بالمائة.
- قل لي ما هو ؟
- لو كنت أنت بنت! ، ثم لاحظت صدمته وتداركت معتذرا :
- أقصد يعني لو كان معنا بنت كان أحسن.
صمت نسيم فجأة وتجمد الهاتف في يده، وتوسعت حدقة عينيه وكأنه لم يعجبه كلامي، فقلت له:
- اسمع ، لا أعني أنك مقصر أو شيء من ذلك لا سمح الله، بل أعني لو كان معنا فتاة فرنسية لكنا ضحكنا كثيرا وتحدثنا كثيرا، انظر إلى هؤلاء جميعهم فتيات وفتيان، لا يوجد رجلان جالسان من بعض، نحن نجلس هكذا وكأننا مخانيث.
لم يحول نسيم نظره عني وظل صامتا كاتما غضبه، وربما كان يشعر بحسرة شديدة علي.. ، وشعرت أنا بخطأي ورحت أوضح له وأشرح فكرتي عن أهمية وجود المرأة لأنها نصف المجتمع وأن الرجل لا يمكنه البقاء دون امرأة وأنه لا ينبغي أن يغضب من أجل هذا فهو مثلي ومثل أي رجل حقيقي يتوق إلى الجلوس بجوار فتاة جميلة أو عشيقة بدل الجلوس بجوار صديق ولو بلغ من الصداقة والمعزة ما بلغ فهو لا يعوض المرأة، وبقيت على هذا الموضوع أقلب فيه حتى تناسى عضبه وهدأ روعه، ثم بدأ يحدثني عن العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة بين الزوج والزوجة وبين الحبيب والحبيبة، ثم أحذ يخبرني عن صديقته كاثرين ويصف لي مدى حبه لها، أخبرني أن روحها طيبة جدا وشقراء جميلة عيونها ساحرة بلون العسل وحديثها عندما يستمع إليها ينساب في أذنه كالماء العذب، فقلت له: إذن لماذا لا تدعوها لتشاركنا التجول، هل حقا كما وصفت دعني إذن أرى صورتها. فأخرج صورتها في هاتفه، وكانت أجمل مما وصف، في العشرين من عمرها فقط مبتسمة في غنج كشافة عن لسان وردي كالزهر وأسنان بيضاء لامعة كقرص القمر، وقد وقع جمالها في نفسي موقعا عميقا، فقلت له بتلهف: هل هذه حقا صديقتك كاثرين. فقال وهو يضم الهاتف إلى جيبه: نعم هي صديقتي.
- صديقتك يعني تنام معها وهكذا.
- طبعا، هي صديقتي من يوم الجامعة.
- حسنا، ادعوها تأتي سأعزمها على الغداء قل لها الاستاذ جمال عازمك.
- لا لا هي تعمل الان، هي محامية في شركة تأمين.
- خسارة يا فرحة ما تمت. بس حاول بعدك.
فكر نسيم مليا، ثم قال في تردد وحذر بأنه يعرف فتيات أخريات غير مرتبطات بعمل وغير مرتبطات بأصدقاء، وسألته إن كنا فرنسيات فقال نعم هن فرنسيات وبعضهن من أصول عربية، ثم أخذنا نتصل ونضحك معهن دون جدوى، العربيات كنا أكثر حلاوة وفضولا وكنا يسألنني كثيرا عن عمان، وبقينا هكذا حتى لاحت على بال نسيم فكرة، وهي أن نتصل بماركوس، ماركوس هو مهوى أفئدة الفتيات شاب وسيم وشاطر شعره طويل ينساب على وجهه ورقبته مثل الفنانين، وأحاديثه متنوعة ويعرف أشياء كثيرة في الحياة معرفة رجل في الأربعين من عمره، هو صديق نسيم وصديق داميان، ولن يرفض لهم طلبا إذا ما طلبوا منه مساعدتهم تلبية رغبات ضيفهم، وفورا اتصلنا بماركوس..