أمل العلوية *
فايروس كورونا هو حديث اليوم الذي أصبح يتصدر حديث المجالس في كل بيت بعد أن أثر في العالم أجمع، وبالتأكيد طال هذا التاثير المجتمع العماني من خلال تاثيره البالغ على تغيير نمط حياتنا اليومية على كافة الأصعدة العملية والشخصية .
على أية حال ما سأتناوله اليوم في مقالي هو عالم اأعمال الرقمي وكيف أنتقل نقلة نوعية في خدماته بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
بدايه مقالي أود ان أؤكد على جهود حكومتنا الرشيدة في الحث على ترسيخ التجارة الالكترونية وتاسيس قاعدة قويه للتعاملات الحكوميه والتجارية على حد سواء، وبطبيعة الحال لا يخفى على أحد أننا بالأمس القريب كنا نستخدم المواقع والمنصات الالكترونية كأمر اختياري ولكن مع ظهور الجائحة العالمية أصبح الأمر إلزاميا وضروريا من المجتمع ككل لتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات للحد من ظاهرة تفشي فيروس كورونا.
لذلك بات استخدام المواقع والمنصات والقنوات الإلكترونية والرقمية للتواصل الاجتماعي أو للشراء أو للأعمال هي الأداة الفعالة والآمنة وغير الخطرة ناهيكم أن الحكومة استطاعت أيضا أن تستغل هذه الجائحة في تعزيز خدماتها الإلكترونية لتصبح حكومة إلكترونية بامتياز، كما أنها استطاعت بفضل المواقع والمنصات وقنوات التواصل الإلكتروني والرقمي كذلك من التواصل المباشر مع الجمهور لرفع مستوى الوعي بخصوص كيفية التعامل مع فيروس كورونا وتسهيل أعماله واحتياجاته من خلال منصاتها الإلكترونية والرقمية ،كما أن الحكومة استطاعت أيضا أن تقيس مدى تفاعل المستهلك مع المحتوى، الخدمه، أو المنتج وكيف لا والاعلام الرقمي أصبح اليوم أقوى من أية وسيلة تقليدية استخدمت من قبل.
لذلك على الصعيد الاجتماعي أوصت الجهات المختصه بضرورة التباعد الاجتماعي في الوقت الحالي وحثت في نفس الوقت على التواصل عبر منصات وقنوات وصفحات التواصل الاجتماعي فهي الوسيلة الناجحة والآمنة حاليا لتعزيز أواصر القربى وصلات الرحم على الرغم من أن تلك المنصات والقنوات والصفحات الاجتماعية كانت بالامس تعتبر نوع من أنواع الرفاهية لكنها اليوم أصبحت عكس ذلك بعد أن أصبحت ضروره ملحه.
أما على صعيد عالم الاعمال التجارية، فقد كان بالأمس امرا اختيارا لرائد الاعمال بأن يسوق منتجاته وخدماته بالطرق التقليدية او الالكترونية، أما اليوم فقد بتنا نرى تنافسا شديدا من قبل رواد الاعمال لتقديم خدماتهم ومنتجاتهم عن طريق المواقع والصفحات والمنصات الإلكترونية معززا بتسهيلات من شركات الخدمات البريدية،(من الباب للباب ) مما يتيح للمستهلك أن يتسوق وهو في منزله بأريحية تامة وفي اي وقت يشاء.
لا ننسى هنا أن ننوه أن الانسيابية والتناسق والتجانس في الأعمال والخدمات بين كافة المؤسسات الحكوميه والخاصة وعالم ريادة الاعمال والمستهلك الذي اضفته شركات الاتصالات حيث لعبت دورا كبيرا في تلبية احتياجات المجتمع من خلال تقديم عروض وباقات تتناسب مع حاجه السوق والمجتمع حاليا في ظل هذه جائحة كورونا.
كما أن الظروف الراهنة خلقت فرص عمل في مجال التصميم والتسويق الالكتروني ومطوري البرامج والمواقع والتطبيقات المتعلقة بالتسوق عن بعد والتسويق الالكتروني، حيث شجعت الأفراد والمؤسسات وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة على ابتكار حلول ذكيه لتسهيل الاعمال والخدمات.
مما سبق ذكره نستنتج أن المجتمع العماني أثبت قدرته العالية على التعامل مع الأزمات ومع حالات الطوارئ عن طريق استخدامه لبيئة اجتماعية وتجارية إلكترونية نشطه على الرغم من التحديات الحالية، كما نستنتج أيضا أن حكومتنا الرشيده قامت بدورها على أكمل وجه في توجيه كافة أفراد المجتمع سواء فيما يخص الخدمات الصحية و ما يخص الاحتياجات اليومية و المهنية، كما أنها نجحت كذلك في توجيه رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لاستغلال المنصات الإلكترونية لعرض منتجاتهم للمستهلكين بعروض تنافسية .
كما نستنتج أيضا بأن الانتقال إلى العالم الرقمي بصورة كاملة أصبح ضرورة ملحة بعد هذه الجائحة لخلق بيئات عمل وتواصل آمنة بأسلوب مختلف يتسم بالمرونة والسرعة عبر مواقع و تطبيقات ومنصات التواصل الرقمي.
السؤال المهم الآن : … ماذا سيحدث بعد كورونا ؟ يا ترى هل ستبقى هذه الطفرة الرقميه والإلكترونية التي نشهدها كما هي الان؟ هل ستتطور وتصبح أكثر فاعلية وسرعة ودقة وأمان ؟ هل ستكون هي الاختيار المثالي والدائم للافراد والمؤسسات ؟ هل سنشهد واقعا عمانيا متحولا نحو التعاملات الرقمية والإلكترونية أم ماذا ؟
*أمل بنت عبدالله العلوية
باحثة دكتوراة في التسويق الالكتروني
Email: Amal.alawi8484@gmail.com