عبدالحكيم المصلحي
مدير عام مركز بيانات الجبل الأخضر
خطط إستمرارية العمل : في ظل تعايش العالم في الوقت الراهن مع جائحة وباء فايروس كورونا 19 والتي أدت الى التوقف الشبه تام للحياة العملية والإجتماعية وأثرت بشكل كبير على الوضع المالي والتجاري للحكومات والشركات بسبب عدم جاهزية الجميع لمثل هذا الوباء الغامض. أظهرت الكثير من المؤسسات ردود فعل مختلفة في محاولة منها لضمان إستمرارية العمل و الحفاظ على سلامة مواردها وموظفيها. البعض فقط من هذه المؤسسات والتي تمتلك خطط واضحة لإستمرارية العمل في هذه الظروف قد فعّلت خططها ولكنها لم تكن مستعدة بشكل تام فعلياً بسبب التساؤلات التي تتعلق بالمخاطر الغير مدرجة مسبقاً مثل إحتمالية إقفال مؤسسة بالكامل وإحتمالية إغلاق مناطق داخل السلطنة كما هو حاصل الآن بفرض حجر صحي لولاية مسقط وولاية مطرح مما أثر على سير الكثير من الاعمال االجارية للمؤسسات, لصعوبة تنقل الموظفين ما بين المناطق. وللأسف توجد العديد من المؤسسات والشركات وأخص هنا بالذكر الشركات المتوسطة والصغيرة التي لا تمتلك خطط حقيقية لإستمرارية العمل أثناء الأزمات مما أدى إلى التخبط في إتخاذ القرارات وتنفيذ أفكار فردية غير مدروسة في تنفيذ الحلول التقنية المؤقتة التي قد تعرض بعض المؤسسات الى خسائر مادية، والأهم من ذلك تعرضها للقرصنة.
الحلول المؤقتة: قامت بعض المؤسسات الحكومية والخاصة خلال هذه الفترة بشكل جزئي ومؤقت بشراء او إستئجار حلول تقنية إما لتُفعل خاصية العمل عن بعد واو عقد الاجتماعات عبر الإنترنت عن طريق البرامج المتاحة مما اضطرهيئة تنظيم الاتصالات برفع الحجب والسماح باستخدام البرامج العالمية بشكل مؤقت مع غياب وجود معرفة بالحلول المحلية او تفعيلها بشكل واسع في السابق. وفي الجانب الآخر ظهرت بعض المؤسسات التي لم تتمكن خلال الفترة السابقة بتحويل معاملاتها الورقية الى الكترونية مما أحدث شلل تام للمعاملات وتوقفها وأدى الى آثار جانبية سلبية للمستفيدين. اما بالنسبة للشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة فقد تأثرت بشكل كبير وفي وقت قصير حيث تعتمد معظم هذه الشركات على الدخل اليومي والشهري والتي ترتبط بشكل مباشر مع تكاليفها اليومية والشهرية وفي حالة التوقف المفاجئ لتقديم الخدمات تتوقف معها العوائد فقط اما بالنسبة للتكاليف فتبقى حيث تعتمد هذه المؤسسات بشكل كبير على تواجدها الملموس مثل المحلات والمقاهي والمطاعم والخدمات الاخرى.
ولذلك وبسبب سرعة إنتشار الوباء قامت بعض المؤسسات بالتعاقد مع تطبيقات محلية لعرض منتجاتها وبشكل عشوائي غير مدروس من ناحية التكلفة وإجراءات التوصيل وغيرها من الأمور المهمة. كما قام البعض منها بإستخدام برامج او مواقع جاهزة لعمليات العرض والبيع للمنتجات والخدمات. لوحظ ان العديد من الشركات في قطاعي التأمين والصرافة والتي تتطلب من المستفيد التواجد إما لإبراز البطاقة الشخصية أو المستندات الرسمية قد فعّلت قنوات التواصل المباشر عن طريق برامج الواتس اب أو الرسائل القصيرة لمواصلة تقديم الخدمة وهنا تكمن الخطورة حيث يمكن إستغلال هذه الطريقة من قبل المحتالين وتفعيل أرقام وهمية للحصول على البيانات.
الحلول : نرى في هذه الأزمة التي احتلت العالم بأسره دروس جديدة يجب النظر فيها ودراستها بشكل دقيق أهمها ضرورة وضع خطط إستمرارية العمل لكل المؤوسسات الحكومية والخاصة خلال الأزمات, بالإضافة إلى مراجعة شاملة للخطط الموجودة والتي تم تنفيذها خلال هذه الأزمة. يجب النظر في الخطط من جميع النواحي ودراسة المخاطر المحتملة ونسبة تأثيرها على الأرباح والأعمال على المدى القصيروالبعيد ولا تقتصرهذه الخطط على عمليات التحول الرقمي والتقنيات والبرامج والاتصالات فقط إنما تشمل عدة خطط للتنقل بين المواقع الجغرافية والإفتراضيه في حال تم تطبيق العزل لإحدى المناطق الحيوية. وهنا أنصح بإعادة النظرفي عمليات سير الإجراءات الحالية للعمل سواء كانت إالكترونية او يدوية وتقليص هذه الخطوات لأقل عدد ممكن او تقليل عدد الاعتمادات التي تتطلب المرور على عدد كبير من الموظفين. ولهذا الغرض يجب إضافة خصائص وتقنيات الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء الى المشاريع الحالية والمستقبلية والتي ستقلل من عدد الموظفين بشكل كبير في جميع الإجراءات للمعاملات وتزيد من نسبة دقة البيانات.
من جهة أخرى, تنفيذ هذه الاجراءات في الوقت الراهن مكلفة نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد, ولذلك وُجدت الشركات المزودة لخدمات مراكز البيانات والخدمات السحابية المحلية لتقديم العديد من الخدمات التي تساعد في إستمرارية العمل. حيث تقدم هذه الشركات حلول وقائية للمؤسسات وأداوات وبرامج تنقية خاصة لإستدامة الأعمال وتطوريها بتكاليف أقل وجودة عمل وحماية عالية لما تمتلك من خبرات متخصصة في هذا المجال وإستثماراتهم المستمرة في الكوادر البشرية والتقنيات لحماية المركز وتقديم الخدمات السحابية.
بالنسبة للمؤسسات التي لم تقم بعملية التحول الرقمي الشامل لعملياتها فهناك العديد من الحلول والإجراءات التي يمكن إتباعها لتسريع عمليات التحول الرقمي بوضع جدول زمني والبدء بالمشاريع الأكثر أهمية والتي يعتمد إعتماد تاماً عليها المستفيد والمؤسسة ويمكن للموؤسسات البدء على الفور بإستخدام الموارد التقنية في مركز المعلومات المحلية للبدء في تجربة البرامج وتفعيلها ونشرها عوضاً عن عملية شراء وتجهيز بنية جديدة للمشروع مما سيقلل التكاليف الرأسمالية وتكاليف الصيانة.
يجب أن تفكر الشركات الصغيرة والمتوسطة في استخدام منصة سوق حالية مثل Markeetex في عُمان بدلاً من امتلاك موقع إالكرتوني فردي حيث تحتاج إلى استثمار في الوقت والمال في عمليات التوصيل والصيانة وغيرها. علاوة على ذلك ، تحتاج الشركات إلى زيادة الجرعات التسويقية عبر الإنترنت باستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تنشيط الإعلانات المدفوعة وتحسين محركات البحث على منصات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهم وخدماتهم بدلاً من الاعتماد كليًا على المؤثرين الإجتماعيين, سيقودهم ذلك إلى النمو والانتقال إلى السوق الدولية من خلال تقديم خدماتهم ومنتجاتهم على موقع الويب مثل amazon و ebuy.
نحن كشركة مركز بيانات الجبل الأخضر والتي تم تأسيسها عام 2019م بشراكة من الصناديق الاستثمارية والقطاع الخاص والتي تهدف الى دعم مشاريع التحويل الرقمي في البلاد وأيضاً إلى وضع السلطنة في مصاف الدول التي يمكنها إستقطاب الشركات التقنية العملاقة وذلك ببناء مراكز معلومات بمواصفات محددة ومطابقة للإشتراطات الخاصة بشركات التقنية العالمية ونقدم خدمات الاستضافة وخدمات الحوسبة السحابية والخدمات المتعلقة بإستمراية العمل عن طريق موقعين ، مركز معلومات في محافظة مسقط وآخر تم تجهيزة في محافظة الداخلية بنيابة الجبل الأخضر.