فايزة محمد
عندما أطل علينا العام الجديد 2020 برقمه المميز، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تنهال على المواطنين بعشرات وربما مئات الشائعات يوميا عن كثير من القضايا المرتبطة بالوطن والمواطن.
ووسط هذه الشائعات حمل إلينا العام الجديد كثيرا من الصدمات التي لا نزال نعيش بعضها حتى الآن، كان أولها الرحيل المفجع للمغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه-، وقبل ذلك بأيام قليلة كان الخليج على شفا حرب طاحنة بعد مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني في العراق والرد الإيراني بقصف قاعدة يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق، ثم ظهرت أخبار عن ظهور فيروس في الصين يحمل اسم كورونا، تسبب في عدة إصابات ووفيات.
هذا الخبر الأخير المتعلق بالفيروس دفع الناس للإقبال على المواقع الإخبارية المختلفة في الانترنت وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل معرفة آخر أخبار الفيروس الذي كانت جميع التوقعات تشير إلى أنه لن يتجاوز حدود الصين، لكننا جميعا تفاجأنا أنه عابر للحدود والقارات، ولا يحتاج إلى جواز سفر أو إذن من أجل عبور الحدود الدولية.
لقد تجاوز هذا الفيروس حدود دولة الصين في زمن قياسي ليجتاح العالم بأسره، ودفع أكثر من نصف سكان المعمورة إلى العزل المنزلي من أجل توخي السلامة وعدم الإصابة بالفيروس.
في السلطنة كانت وزارة الصحة وعلى رأسها معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة تتابع الوضع الوبائي في الصين أولا بأول، سواء عبر تصريحات معاليه أو عبر بيانات متتالية تنشر على حسابها الرسمي بموقع تويتر، حيث نشرت بتاريخ 31 يناير 2020 “عدم تسجيل أي حالات لفيروس كورونا المستجد في السلطنة، غير أن وفود أي حالة هو أمر محتمل”.
وأكدت الوزارة أنها على أتم الاستعداد لرصد والتعامل مع أي حالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، كما أنها ستُبقى المواطنين والمقيمين على اطلاع بالمستجدات من خلال القنوات الإعلامية الرسمية حول أي مستجدات.
وبالفعل، كانت دائرة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة تزوّد وسائل الإعلام المختلفة بآخر أخبار الوضع الوبائي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، وكان حساب وزارة الصحة على تويتر الذي يديره شباب الإعلام الإلكتروني بالدائرة، يعمل على توعية المواطنين وتعريفهم بالفيروس والإرشادات الصحية اللازمة للوقاية منه، وذلك عبر نشرات تثقيفية باستخدام الوسائل المختلفة كالمنشورات المكتوبة والفيديوهات المرئية.
الوسائل التي استخدمها الإعلام الالكتروني بالوزارة جعلت أنظار المتابعين تتجه إلى هذا الحساب للاطلاع على التفاصيل الدقيقة للفيروس أولا بأول، خاصة بعد انتشار الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي عن إصابة شخص بالفيروس هنا أو رصد حالة هناك، حتى أضحى شعار وزارة الصحة على الحساب هو علامة مسجلة للثقة في الخبر.
وبتاريخ 24 فبراير نشرت وزارة الصحة على حسابها بموقع تويتر، تسجيل أول حالتين بفيروس كورونا المستجد في السلطنة، ومنذ هذا التاريخ وأنظار جميع العمانيين تتجه يوميا إلى حساب الوزارة لمعرفة آخر المستجدات حول الإصابات بكورونا في السلطنة، وخلال ثوانٍ من نشر الخبر يتم نشر التدوينة في جميع مجموعات الواتس آب حتى لا يكون هناك مجال لنشر الشائعات.
إن هؤلاء الشباب الذين يعملون ليل نهار في هذا الحساب من أجل نشر الأخبار المتعلقة بمستجدات الفيروس في السلطنة يستحقون التحية والاحترام، خاصة أنهم -كما علمت- يعملون على مدار الساعة دون كلل أو ملل ولا يحصلون على إجازات.
ومن يتابع هذا الحساب يجد أن بعض الأخبار تُنشر في الساعات الأولى للصباح مثل خبر وفاة الحالة الخامسة بكورونا الذي نُشر اليوم، وبعضها تنشر في ساعات متأخرة من الليل والبعض الآخر في منتصف النهار.
وفي ختام مقالي لا أستطيع إلا أن أقول: “إن إيمان هؤلاء الشباب بوطنهم وولائهم الصادق لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- الذي يتابع تطورات فيروس كورونا في السلطنة متابعة دقيقة أولا بأول، وكذلك إيمانهم بأن الجد والإخلاص في العمل هو طريق المجد والرفعة لهذا الوطن العزيز، هو العامل الأول لتميزهم وإخلاصهم في العمل، فألف تحية لهم.