حسان عمر ملكاوي*
في الشدائد تظهر الرجال، وفي المحن تظهر المعادن، وفي الأزمات يبرز التعاون، وفي الظروف العصيبة يظهر الإنتماء للوطن والمكان، وفي أوقات الحاجة تظهر فزعة ونخوة الإنسان للمجتمع والكيان.
ونحن أمة كرمنا المولى بدين حنيف يحث ويوجب على التعاون والعطاء والتلاحم والتكاثف والتوحد كالبنيان المرصوص والجسد الواحد، وإضافة إلى أن ذلك بالأصل هو واجب ديني فهو أيضًا يمثل قمة السلوك الأخلاقي والمقياس للتطور الحضاري وخير سلوك إنساني وقضاء الحوائج لذة لا يعرف طعمها إلا من منّ عليه المولى عز وجل بأن جعله وسيلة وسبب لقضاء هذه الحاجة وذلك فضل عظيم من الخالق عز وجل.
ولا شك أن العالم أجمع يواجه أزمة قد تكون هي الأكبر منذ قرون مضت، وفي مثل هذه الظروف فإن التكاملية والتشاركية مطلوبة وتتحقق بتقديم كل شخص ما يستطيع من فكر توعوي وطاقة إيجابية وجهد بدني ودعم مالي لكل الصناديق الوطنية أو مساعدة من تعسرت أحوالهم وتأثرت دخولهم التزاما بتعالمينا الدينية إننا مجتمع الجسد الواحد والبنيان المرصوص.
نعم هناك أشخاص هم من يستحقوا أن نقتدي بهم وهم من على كل قادر سلوك طريقهم في البذل والمبادرة؛ لأن الواجب يحتم على كل فرد أن يقوم بما يمليه الضمير واستوجبه الظرف لخدمة الأهداف المجتمعية والتى تسعى لأمن اجتماعي وغذائي وحماية الفرد استهلاكيا أو صحيا أو تعزيز البحث العلمي ….. الخ من أوجة الخير في الإنفاق والعطاء والبناء لأن امتلاك مال أو علم أو طاقة أو فكر …. إن لم يتم توظيفها ضمن الأهداف الصحيحة فإننا نسأل عنها يوم القيامة ونكون في الدنيا حراس مال أو صندوق مغلق لمعلومة.
ومرة أخرى أكرر أن الإنتماء يقاس بما تعطي لا بما تجني أو تأخذ من أهداف دنيوية.
والإنتماء يكون للدين والأمة والإنسانية والمجتمع والأوطان التي نحمل جنيستها وهويتها أو نعيش في أكنافها وظلالها وتستفيد من رخاءها واستقرارها.
وختاما فإنني لست في صدد الحديث عن أشخاص أو ذكر أسماء؛ ولكن والله العظيم والشاهد على ما اقول أنني ومعي الكثيرون نفتخر ونعتز بكل شخص او مجموعة بادروا سواء في السلطنة الحبيبة أو في أردننا الغالي أو شتىء أنحاء المعمورة في مثل هذه الظروف لتقديم الفزعة والواجب بعيدا عن المصالح الشخصية، وكل منهم يستحق مقالاً، وقد سمعت وقرأت وشاهدت ولمست وعشت كثير من أمثلة لها ترفع القبعه ويكتب لها القلم عفويا شكرا وتقديرا واحترام والله اسأل أن يجزيهم وإيانا كل الخير في الدنيا والأخرة.
وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.
*كاتب أردني مقيم في السلطنة