مسقط _ شؤون عمانية
خلافا لما هو متعارف عليه من طبيعة الانسان الاجتماعي بالفطرة، يأتي فيروس كورونا (كوفيد ١٩) ليغير سلوك الأفراد، فتذوب التجمعات وتتفارق ويبقى الحذر ناقوسا يدق في عالم الوباء فتتصدر القرارات والإجراءات الاستباقية من الدولة للحد من انتشار العدوى
تقول الدكتورة فاطمة بنت أحمد الحكمانية – رئيسة قسم الصحة المهنية بدائرة الصحة البيئية و المهنية بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض : لتحقيق التباعد الاجتماعي في مكان العمل تنقسم مسؤوليته على رب العمل و العامل إذا تطلب الذهاب الى العمل في هذا الوقت من الجائحة على رب العمل التأكد أن العاملين والمقاولين الفرعيين على علم بالتدابير الوقائية ضد مرض كوفيد 19 في مكان العمل و مخيمات العمال و تعزيز ثقافة غسل اليدين أو تعقيمها و يجب على مسؤول العمل تعزيز تدابير التباعد الاجتماعي (2 متر بين الأفراد) لتقليل الاتصال الوثيق مع الآخرين و الحد من الاتصالات المباشرة بين العمال قدر الإمكان وتجنب التحية الجسدية مثل المصافحة والمعانقة وما إلى ذلك ، و في حالة استخدام وسائل النقل المشتركة يجب التأكد من تباعد أماكن جلوس العمال و حث العمال على البقاء في مساكنهم بعد ساعات العمل، و اخيرا يجب وضع أليه لمراقبة أعراض الجهاز التنفسي والحمى لدى العمال ( مثال: إستخدم مقياس الحراره عن بعد للجبهة إذا كان متاحًا) و تحديد قنوات الاتصال بوزارة الصحة أو الشؤون الصحية بالمحافظات في حالة الحاجة للإبلاغ عن عامل مريض في مخيم العمال. أما بالنسبة لمسؤولية العامل يجب المحافظة على نظافة اليدين و المحافظة على ممارسات النظافة التنفسية الجيدة ( تعني تغطية الفم والأنف بالكوع المثني، أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور) و الامتناع عن مشاركة معدات الوقاية الشخصية (مثل الخوذات والقفازات وأقنعة الوجه) والأدوات المكتبية.
والمحافظة على التباعد الإجتماعي أثناء العمل أو أثناء الجلوس في مطعم المخيم و في حالة ظهورالحمى أو أعراض تنفسية يجب الإمتناع من الذهاب للعمل و طلب المشورة الطبية و إبلاغ مسؤل العمل.
والتباعد الاجتماعي يستطيع أن يكسر أشد السلاسل الفيروسية انتشاراً؛ وعلى العكس تماما في حالة عدم التباعد، فالمصاب بعدوى فيروس كورونا (كوفيد 19) قد ينقل المرض كحدا أدنى الى ثلاثة اشخاص وثلاثة اشخاص يستطيعون نقل العدوى إلى تسعة اشخاص وتسعة اشخاص يستطيعون نقل العدوى الى فردا 27 في تواتر لا منتهي.
قد يكبح جماح هذا الفيروس العنيد فقط إتباع الطرق الوقائية وفي مقدمتها التباعد الاجتماعي لذا فإن عنصر المسؤولية مشترك بين الجانبين الحكومي والمجتمعي ودور الفرد نفسه يعتبر خطا اساسيا في مجابهة الفيروس فاتباع الارشادات العامة التي تؤكدها وزارة الصحة وتشدد على ضرورة تطبيقها كوجوب ملازمة الناس لمنازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع تجنب الأماكن العامة والتجمعات الاجتماعية غير الضرورية كالأفراح وغيرها وترك مسافة مترين بين الأشخاص خاصة الأماكن العامة.
بينما على الصعيد العائلي في المنزل تستمر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة بشرط ترك مسافة فيما بينهم لا تقل عن مترين وتجنب المصافحة والأكل في صحن واحد فيما تتدخل الدولة في الحد من انتشار جائحة كورونا كوفيد ١٩ باتخاذ بعض القرارات فتحظر جميع الأنشطة والتجمعات في المجتمع فتغلق المتنزهات والشواطئ والأماكن التجارية كالأسواق المفتوحة والمراكز مبقية على محلات الأغذية والصيدليات والخدمات الأساسية ، وقد اتخذت الدولة بعض الاحترازات الاستباقية كغلق المدارس و الجامعات و تعليق الصلاة في المساجد والمصليات ودور العبادة ومرافقها وتفعيل نظام “العمل عن بعد (المنزل) و عقد الإجتماعات عن طريق قاعات الانترنت الافتراضية وتتخذ حكومة السلطنة التدرج المنطقي وفق مراحل انتشار الجائحة ، حيث أن لكل مرحلة قراراتها واجراءتها كحظر التجول الجزئي أو الكلي على حسب الصورة الوبائية في البلد
ويجب تكثيف الحث على التباعد الاجتماعي أكثر مما سبق حيث يعد دخول السلطنة للمرحلة الخامسة من الوباء وهو وجود نقل مجتمعي (ويعرف النقل المجتمعي هي وجود حالات يكون فيها مصدر العدوى غير معروف ولا يمكن تتبع مصدر العدوى سواء الى السفر أو المخالطة لحالات سابقة) مما يتسبب بخطورة تكمن في عدم معرفة السلطات بالحالات المصابة بفيروس كوفيد ١٩ وبالتالي صعوبة اتخاذ التدابير اللازمة لعزلها قبل نقل العدوى الى اشخاص اخرين خاصة أن بعض الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم الأعراض
ويؤكد الخبراء أن التباعد الاجتماعي هو السلاح الأقوى لاحتواء وباء كورونا (كوفيد-19) عبر التقليل من عدد الإصابات.