حمد بن سعيد بن سالم المجرفي
أغلب الأشخاص أو الأصدقاء تشاطرهم عمرك ويطول أند بقاءهم فى القلب ، ثم يرحلون فجأة ، وتصبح أنت بالنسبة لهم كأن لم تكن فى حياتهم ، فطيلة الأيام التي مكثوا فيها بالبقاء وهم يحدقون فى عينيك وتعنى بهم بجُلّ اهتمامك حتى يصبحون جزءا منك أو روحا أنت صانعها ، وحين غادروك انقلبت أهواؤهم وسيغادرون مكانا جميلا ، يغادرون ركن المكان الجميل الذي استعادوا منه قوتهم ، وعلمهم حس المسؤولية ، وألهمهم شعور الإحساس ، يرحلون غرورا وتكبرا ، فلا شكرا لكرم الضيافة ولا جزيلا لجمال الاستعطاف ، يستوطنون قلوب الغير متبليين الضحكة رياءا ونفاقا ، يكشرون بالأنياب ويبحثون عن فرصة الإنقضاض على مشاعر نقية تحمل الوفاء .
تهرول بعيدا لا تعي بما تخلفه من حمم النيران ببراكين الأشواق ، ولا تؤول عناءا وجهدا بما يخلفه الرحيل ، ما يحلو لها سوى راحتها ، تتبسم وكأنها تخبر من رحب بها بأننى جئت اليك فترة نقا أو للإسترخاء ، فتتبسم لها أعجاب تنحني خجلا ، وتكن بضحكاتها للئام ، تبسط لها الود فتسحب البساط ، وكأنها تخبرك ليس هناك مجال للبقاء ، تغزو بداخلك فيختلج الفؤاد ويتسع صدرك لترحاب ، تناديك وبداخلها خوف ورعب ، تدمى الجرح ، تواسي الحزن وتدعك الدمعة ، تشفق لينا ورحمة ، ومتي ما تشبعت من الإهتمام رحلت بلا اسئذان ، فلا شكر لما قدمته برحابة الصدر ولا سلام .
لو كانت العطور تفوح فوعها للحمقى من البشر لما استقامت الأعواد ، وما نمت الأغصان ولا أينعت الزهور
فيقال بأن الورد يذبل متى ما غاب عنه الاهتمام ، عكس أغلب البشر يتمرد متى ما وجد الاهتمام .
لذا المعاملة هي الأخلاق ، إذا لم تكن فى غير أهلها علينا بأن نكون نحن أهلها .