خولة كامل
ان ظهور فيروس كورونا كوفيد 19 جلب معه قلقا ورعبا كبيرين في العالم، وحمل العديد من حكومات العالم على تشديد الاجراءات الاحترازية والتي من شانها الوقاية من الإصابة بالفيروس وتجنب تفشيه وانتشاره، لذا بات الخوف من الفيروس الشغل الشاغل للعديد من الناس في العالم. وفي خضم معركة المجتمعات البشرية لمواجهة الفيروس، لم يفطن البعض بأن كورونا يحمل معه بالإضافة إلى الإصابة بالمرض جانبا من الإيجابية، فقد سلط الضوء على أولئك الذين يروجون للشائعات، محاولين ضرب وحدة المجتمعات، واللعب على وتر الاختلافات والتناقضات بين أفراد المجتمع الواحد، كما اختبرت هذه الأزمة قوة البنية الصحية للعديد من الدول التي اجتاحها الوباء، وبينت كيف ان الكثير من الأنظمة الحكومية قد افتقرت للشفافية الكاملة، في التعامل مع الإصابات التي تعد بالآلاف على نطاق عالمي، وعدم الافصاح عن الحالات التي انتقلت لها العدوى في بداية ظهور الفيروس، فآثرت الكتمان على الإعلان عنه وتنبيه العالم لمخاطره.
وكما أن وباء كورونا قد وضع أصبعه على الجرح، وذلك في دفع الأنظمة الدولية على تقديم المساعدة وبشتى الوسائل والطرق للحد من انتشار الفيروس وتمدده، وليكون علامة فارقة على اختلال موازين القوة، حيث تصدرت الصين المشهد بتقديم العون والمساعدة للدول التي انتشر فيها المرض كايطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول، فهل سيكون المشهد بعد انحسار مرض كورونا مختلفا عما كان قبل ظهور المرض؟!!!.
لقد كشفت أزمة كورونا عن ضعف في اتحادات وروابط عالمية، وأكبر مثال على ذلك الاتحاد الاوروبي الذي تخلى عن التزاماته تجاه العديد من أعضائه الذين تفاقم لديهم الفيروس وأصبحوا بؤرة لتفشي المرض، بخاصة ايطاليا والتي صادف وفاة ٨٠٠ شخص في يوم واحد بفروس covid-2019، مما دق ناقوس الخطر من امكانية أن تنسحب كثيرا من الدول من منظومة الاتحاد الاوروبي الذي أثبت فشلا في احتواء الفيروس في هذه الدول. فقد صرح رئيس صربيا رفض دول الاتحاد الاوروبي تزويد بلاده بأجهزة طبية وكمامات بسبب حظر الاستيراد والتصدير كاجراء احترازي من قبل الاتحاد الاوروبي للحد من انتشار فيروس كورونا، إلى جانب الأخبار التي تحدثت عن استيلاء الحكومة التشيكية على شحنة كمامات روسية كانت متوجهة إلى ايطاليا.
ان المحنة التي يواجهها العالم، ستنقشع عاجلا ام آجلا باذن الله، ولكن العالم سيصحو على كوارث لا قبل له بها، وستخوض الدول صراعات ونزاعات لزيادة الهيمنة والسيطرة على موارد العالم لا يعلم مداها الا الله.