مسقط- شؤون عمانية
تمثل مؤسسات الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة خط العلاج الأول في السلطنة والمدخل الاساسي لكافة مستويات الرعاية الصحية (الثانوية والثالثية) وتمثل حلقة الوصل بين المجتمع ومقدمي الخدمات الصحية، وقد التزمت الوزارة بأن تكون الرعاية الصحية الأولية هي المدخل الأول والاساسي إلى بلوغ هدف توفير الصحة للجميع كما نص عليه دستور منظمة الصحة العالمية.
كما تعد خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تقدم من خلال المراكز الصحية والمستشفيات المحلية هي الركيزة الأساسية التي تتاح على نحو شامل لتقديم الرعاية الصحية للفرد والأسرة ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من النظام الصحي الشامل الذي يهدف إلى المساعدة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للفرد والمجتمع.
اشارت الدكتورة بدرية بنت محسن الراشدية مديرة دائرة دعم خدمات الرعاية الصحية بوزارة الصحة أن مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة من مختلف محافظات السلطنة تقدم العديد من الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية، حيث تعتبر الرعاية الصحية الأولية نقطة التقاء بين طالبي ومقدمي الخدمة.
كما تضيف الدكتورة بدرية بأن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية بظهور وباء فيروس كورونا (كوفيد 19)، منها العمل في المنافذ الحدودية والمطارات لتقييم القادمين للسلطنة وتحديد الفئات التي تحتاج للحجر المنزلي أو المؤسسي أو نقل بعض الحالات الحرجة للعناية المركزة بالمستشفيات.
كذلك إبلاغ مؤسسات الرعاية الصحية الأولية ببيانات الأشخاص الذين يحتاجون للحجر المنزلي أو المؤسسي، ومتابعتهم هاتفياً للتقصي عن حالتهم الصحية أو طلب حضورهم اذا تتطلب الأمر.
وقالت الراشدية أن مؤسسات الرعاية الصحية الأولية تقوم بفرز الحالات المصابة بأعراض الحمى والزكام أو الحالات المشابهة لأعراض مرض كوفيد 19 وعمل الفحوصات اللازمة للحالات المشكوك فيها وبالتالي حجر المصابين اما منزلياً أو تحويلهم للمستشفى إذا استدعى الأمر وذلك بعد التأكد من اصابتهم بالفيروس.
وقد تم تحديد الخدمات الصحية المقدمة في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية لتشمل فقط الحالات الطارئة وحالات الزكام والتحصين الموسع للأطفال واقتصار الزيارات إلى عيادة الحوامل على أربع زيارات فقط، أما بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة أوضحت الدكتورة بدرية أنه قد تم تخصيص أرقام الهواتف ليقوم المريض من خلالها طلب أدويته الشهرية وتجهيزها من قبل الكادر الصيدلاني واستلامها بدون انتظار زيارة الطبيب.
وحول أهمية التباعد المجتمعي تدعو الراشدية جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بمختلف محافظات السلطنة بتطبيق هذا المبدأ لتقليل عدد المراجعين، وايضاً التزام جميع الموظفين بإجراءات مكافحة العدوى ونشر التوعية الصحية حول وباء كوفيد 19.
من جانبها قالت الدكتورة هاجر بنت صالح الغيلانية طبيب عام بمركز الخوير الشمالي تعتبر مؤسسات الرعاية الصحية الأولية خط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا فعند وصول المريض يقوم كاتب السجلات الطبية بطرح بعض الأسئلة الهامة التي تساعد على تقييم حالة المريض مبدئياً منها: ما هي الاعراض الحالية التي لديك؟ هل عدت مؤخراً من السفر، هل خالطت أحداً في المنزل عاد مؤخراً من السفر؟، كذلك يتم تحديد مسار المريض من خلال افادته، فإن كانت اعراضه طبيعية
وأضافت: إن لم يكن المريض على سفر فيسلك مسار متلقي الخدمة العادي وفي حال اتضح أن لديه بعض الأعراض المشابهة لفيروس كورونا وقد عاد أو خالط أحد من المسافرين يقوم كاتب السجلات الطبية مباشرة بإعطاء الكمامة الطبية والقفازات ومن ثم يتوجه إلى أحد غرف العزل ( 3 غرف متوفرة لهذه الحالات) ومنها يقوم الطبيب المختص بالتواصل مع هذا المريض عبر الهاتف المخصص بغرفة العزل الطبي، ومن خلال التواصل عبر الهاتف يقوم الطاقم الطبي المختص بطرح العديد من الأسئلة بشكل مفصل والتي ستساعد بنسبة كبيرة في تشخيص الحالة ومنها يقوم الطبيب بارتداء الملابس الواقية وحمل باقي الأوراق الخاصة بالحجر المنزلي والارشادات بحيث لا يضطر الطبيب للدخول والخروج من غرفة العزل لعدة مرات.
استطرقت الدكتورة هاجر في حديثها كذلك يقوم الطبيب ببدء إجراءات المعاينة كاملة (درجة الحرارة، الضغط، الجهاز التنفسي) ومن ثم أخذ عينة من اللعاب عن طريق الفم وعينة من الأنف، كما تقوم المثقفة الصحية بإعطاء كافة الارشادات الواجب اتخاذها في المنزل لحين ظهور النتائج والتي ستغرق في الغالب يومين إلى ثلاثة أيام، وفي حال ظهرت نتيجة الفحص إيجابية يقوم رئيس المركز الصحي بالتواصل شخصياً مع المريض لأخذ مزيد من المعلومات قبل البدء بإجراءات الحجر المنزلي والتي تستمر لمدة 14 يوماً والتواصل بشكل يومي مع المريض للاطمئنان على حالته وأي مستجدات أخرى حول وضعه الصحي.