شؤون عمانية- جمانة اللواتي
كورونا (كوفيد _ 19) .. فيروس غامض ظهر في الصين وانتقل إلى بقية دول العالم ، لا زالت الدراسات والأبحاث تُجرى عليه بشكل مستمر لمعرفة ماهية عمله ، إلا أن أغلبية المختصين أجمعوا في أن خطره الأبرز يكمن في سرعة انتشاره ..
وهذا ما حدث فعلا ، حيث شهدت الأسابيع الماضية إصابات عديدة في مختلف دول العالم وقفزت أرقام القابعين في الحجر الصحي بشكل مقلق .
وقد اتخذت السلطنة عدة إجراءات وقائية واحترازية، من أبرزها تعليق الرحلات والدراسة وحث الناس على البقاء في منازلهم، كما قامت مؤخرا باتخاذ قرارات صارمة مثل إغلاق المحلات والأسواق والمراكز التجميلية وغيرها للحد من انتشار الفيروس.
ومع هذا الظرف الاستثنائي الذي أجتاح العالم، حل القلق والارتباك بطبيعة الحال على طلبتنا الذي يدرسون خارج الوطن وهم يعايشون الوضع في دول الابتعاث، ومن جانب آخر يتابعون المستجدات في السلطنة .
“شؤون عمانية” تواصلت مع مجموعة من سفراء الوطن لتسأل عن أوضاعهم وترصد مشاعرهم .
أهلنا قلقون
قالت ولاء العجمي ( طالبة في جامعة ميلواكي بالولايات المتحدة الأمريكية ): نحن نواجه قلقاً كبيراً بِشأن الفايروس المتفشي في أغلب دول العالم، حيث أنه من الصعب جداً أن نصف الأفواج الهائلة من الناس في جميع المحلات التجارية، لدرجة أنه يصعب علينا الحصول على زجاجات الماء، فقد نقطع مايقارب العشرين دقيقة أو أكثر للحصول على الماء .
وأوضحت : وجدنا تفاعلا إيجابيا جدّاً من الجامعة بحيث أنها قامت بتمديد عطلة الربيع من أسبوع إلى أسبوعين لتضمن سلامة الطلبة بسبب كثرة السفر في هذه الفترة ،وسنعتمد على المحاضرات عن بعد ، بعد أسبوعين بمشيئة الله ، كما أن الملحقية الثقافية لم تكف عن مواصلة ارشاداتها المستمرة ومتابعتنا ، وقد أوضحت للراغبين طريقة العودة للسلطنة خلال هذه الفترة مع مراعاة توافق الجدول الزمني مع الجامعة نفسها-إن سمحت الجامعة بذلك-.
واسترسلت: لقد سبب هذا الفايروس هلعاً لبعض الطلبة، والبعض الاخر أصبح لا رغبة لديه في مواصلة الفصل على طريقة التعليم عن بعد ، ومنهم من أصبح ينتظر العودة لعمان ليكون بين أفراد عائلته ، كما أنه لم يكن سهلاً علينا الحجر الصحي في بلد الابتعاث ؛ فكيف لنا ان يلزم كل منا غرفته ونحن بحاجة ماسة للتكاتف في هذه الفترة!!!.
وختمت حديثها قائلة : نحن نثق تمامًا أن هناك حكومة ترعانا ومؤسسات دولة يهمها أمرنا، وأنها تتابع هذه الجائحة بشكل منهجي، لكننا في الوقت نفسه نتحمل ضغوطات نفسية شديدة تتمثل في الشائعات وقلق الأهل، ووجودنا في بلد الغربة حيث تنقطع المواد الاستهلاكية والضرورية ويصعب علينا الحصول على الكثير من المستلزمات الأساسية علاوة على الأسعار المرتفعة .
ستمر الأزمة:
بدورها، قالت شذا الخروصية ( طالبة في جامعة بورتلاند بالولايات المتحدة الامريكية ) : لقد انتابنا الهلع عندما سمعنا بالأحداث الحاصلة ونحن في الغربة بعيدا عن الأهل والوطن ، كما أن الملحقية لم تتواصل معنا في البدء ، في الوقت الذي رأينا فيه عددا من الملحقيات التابعة لدول شقيقة قد أرسلت الرواتب لطلبتها بالإضافة إلى المعقمات كما ساعدت من أراد العودة إلى بلاده مما زاد من خوفنا ، وعندما تواصلنا من ملحقيتنا واستفسرنا عن الخطوات التي علينا اتباعها ، أرسلت لنا قائمة بالجامعات التي تسمح لطلبتها بالعودة إلى دولتهم والجامعات التي لا تسمح بذلك و التي قد يؤدي خرق قوانينها إلى إلغاء البعثة.
و ختمت الخروصية حديثها قائلة : بإذن الله ستتحسن الأوضاع وستمر الأزمة على خير.
تأخير قرار تعليق الدراسة:
وقال علاء اللواتي ( طالب في إحدى جامعات سكوتلاند ) : للأسف الشديد نحن نواجه وضعًا لا نحسد عليه ونبذل مجهودا كبيرا لاتخاذ أفضل القرارات بيد أننا لا نعلم مدى صوابها وتأثيرها علينا .
وأوضح : لقد تأخرت الجامعة كثيرا في اجراء تعليق الدراسة وإغلاق المؤسسات كما أن البيانات التي صدرت من الملحقية والتعليم العالي كانت مربكة لنا كطلبة بعض الشيء حيث أنها تحملنا كل المسؤولية في اتخاذ القرارات وانهاء الالتزامات المالية واجراءات السكن وغيرها .
واستطرد : بعد تفشي الوباء في المنطقة وإغلاق العديد من الجامعات ، قررت جامعتنا أخيرا تعليق الدراسة ولكنها لم توضح أي شي بخصوص المشاريع الدراسية والأبحاث مما جعل بعض الطلبة يضطرون للبقاء وعدم العودة للوطن لاسيما من هم على غرار وضعي الشخصي ؛ حيث أنني على مشارف التخرج وأحتاج للبرامج والحواسب الآلية الموجودة في داخل الجامعة .
التعميم الذي أفزعنا :
من جانبها قالت س.س ( طالبة في جامعة ستراثكلايد بالمملكة المتحدة ) : عندما ظهر فيروس كورونا في الصين لم نولي الخبر أهمية كبيرة وواصلنا التركيز في دراستنا وأنشطتنا بحكم أننا طلبة مبتعثين ، ولكن لاحظنا بعد تاريخ 3 مارس 2020 بأن نسبة الإصابات بالفيروس في أوروبا بدأت في التزايد مما دفعنا إلى أخذ الموضوع بجدية والتقصي عنه وبعدها بأيام معدودة بدأت الحالات بالتفاقم بشكل مقلق وصرنا نلاحظ نفاد المعقمات والكمامات من الأسواق وبدأنا نواجه صعوبة في توفيرها .
وتابعت: هنا ظهر دور الملحقية الثقافية التي أخذت بالتجاوب مع الطلبة والرد على استفساراتهم ، ومع هذا واصلنا كطلبة حضور المحاضرات بشكل طبيعي في الحرم الجامعي والعمل على المشاريع الدراسية في مختبرات الجامعة ، وبعدها طرحت الحكومة خطتها لتصدي الفيروس والمتمثلة في السماح لكوفيد _ 19 بالانتشار لـ 60 % من السكان مما سيؤدي لتكون حصانة جماعية وفق بعض الدراسات العلمية المتبعة.
وعلقت : كطلاب لا نستطيع الاعتراض على التعميم ولسنا مخولين أصلاً للانتقاد ولكن بطبيعة الحال انتابنا القلق والخوف وبدأنا بالانعزال وعدم الخروج الا للضرورة الملحة ، مع العلم بأن المشاريع الطلابية الجماعية كانت مستمرة ونحن ملزمين بحضورها ، أما فيما يخص المواد الغذائية فقد بدأ الناس يشترونها بكميات كبيرة وواجهنا مشكلة في عدم الحصول على كل ما نحتاج له ، ولحسن الحظ تم تقديم أحد مخصصات الصيف في هذه الفترة تزامنا مع تحويل الدراسة عبر الإنترنت في معظم الجامعات والتي بناءً عليها سمحت الجامعات للطلبة بأن يعودوا إلى أوطانهم ، وعليه فإن الملحقية عممت بأن الطلبة الذين سمحت لهم جامعاتهم بالعودة إلى بلدانهم فإنها ستكون عونًا لهم ، إلا أن عدداً من الجامعات لم تتبع نظام التعليم الإلكتروني وبالتالي يوجد عدد لا يستهان به من الطلبة غير قادرين على مغادرة بلد الدراسة ويواجهون وضعا لا يمكن تجاهله ؛ إذ أن الحياة في المنطقة مستمرة والمدارس والأسواق لم تغلق ، ولهذا فإننا كطلبة نشعر بالضيق كوننا بعيدين عن الوطن والعائلة في هذا الظرف ، بالإضافة إلى خوفنا على صحتنا والتغيير المفاجىء الذي حل على نشاطاتنا اليومية ووضعنا الدراسي وتبعاته على تحصيلنا الأكاديمي .
خائفون جدا ! :
أما زينب البحرانية ( طالبة في إحدى جامعات ميشيغن بالولايات المتحدة الامريكية ) فقالت : في البدء أود أن أثني على جامعتي التي تعاونت معنا بشكل كبير و أغلقت صفوف الدراسة فور انتشار الجائحة في الولاية ولم تنتظر وصولها إلى منطقتنا لتتخذ هذا الإجراء ، وتزامن مع هذا الإجراء إغلاق المكتبات والمطاعم والنادي الصحي بالجامعة كما تم التأكيد على ضرورة أن يكون التواصل مع طاقم الجامعة عن طريق البريد الإلكتروني فقط .
وواصلت : الدراسة مستمرة عن بعد بدون أية عراقيل والهيئة التدريسية متعاونة مع الطلاب بشكل كبير وتسعى جاهدة لتخفيف وطأة التوتر لديهم .
وأضافت البحرانية : نعتب على ملحقيتنا التي تأخرت في تواصلها مع الطلبة، فمثلا أرسلت بريدا إلكترونيًا يدعو الطلبة إلى عدم السفر خلال إجازة الربيع بسبب الأوضاع الراهنة ولكن الإجازة كانت قد بدأت منذ مدة عند العديد من الطلبة والذي كانوا في سفر لقضاء عطلة الربيع ، كما أنها تأخرت في إرسال المستحقات الشهرية بعدما فرغت أغلب الأسواق من المنتجات الأساسية نتيجة خوف السكان من الفيروس و توافدهم على الأسواق لشراء الاحتياجات الغذائية والمنزلية .
ووصفت مشاعرها قائلة : نحن متوترون جدًا وخائفون !، لا نستطيع التركيز في دراستنا والضغوط هنا كبيرة علينا من ناحية السكن وتدبير احتياجاتنا في حال تم إغلاق كل شيء ، هذا بإلاضافة إلى كمية الأخبار المقلقة التي تتدفق علينا بشكل يومي من السلطنة وأمريكا .