مريم الشكيلية
في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها عمان مع باقي دول العالم من تفشي وباء كورونا (كوفيد 19) والذي صنف من قبل منظمة الصحة العالمية كوباء عالمي إتخذت السلطنة حزمة من القرارات والتوصيات متمثلة في اللجنة التي أمر المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- بتشكيلها لمتابعة والوقوف على مستجدات الوباء محليا” ودوليا” للحد من إنتشار الجائحة في السلطنه، ومجمل هذه الإجراءات الوقائية هي إجراءات إحترازية لمحاصرة الوباء داخل السلطنة.
وفي الحقيقة فإن الحكومة تبذل جهوداً مشكوره منذ بداية ظهور الوباء في ديسمبر من العام الماضي في جمهورية الصين الشعبية، كما وإن السلطنة -ولله الحمد- تملك مختبرات معتمدة للكشف المخبري؛ ولكن وكما يقال فإن اليد الواحدة لا تصفق يبقى الجهد الآخر وهو متمثل في المواطن والمقيم على حد سواء في إنجاز عمل موحد ومشترك مع ما تقتضية الحاجة والوضع الراهن وهي مسؤولية الجميع، وتتمثل جهود ومساعدة المواطن في الإلتزام والحرص على تنفيذ كافة التعليمات الصادرة من المعنيين والقائمين على متابعة الوضع، وهذا في الحقيقة هو واجب وطني يجب على كل منا أن نسهم فيه حتى نصل نحن وعمان إلى بر الآمان، و عدم قيام كل منا بهذا الواجب الوطني له تبعات كبيرة في السيطرة على هذا الوباء، ويجب علينا أن لا نخرق التعليمات أو نتهاون في تطبيقها حتى نتمكن جميعاً من إنقاذ الوطن حتى لا نحدث إرباك لدى الدولة والقائمين على التصدي لهذا الوباء. كما ينبغي علينا أن نكون واعين أكثر وأكثر بما تمر به السلطنة مع دول العالم وأن نستقي الأخبار من مصادرها الموثوقة وأن لا ننشر أخبارا غير مؤكدة حتى لا نربك الوضع ونعقد الأمور، فهناك عمل علينا القيام به وهو الإلتزام وتطبيق كل ما تصدره اللجنة من قرارات وتوصيات.
كما إني ألفت النظر إلى مسألة الدعاء؛ فالدعاء وقعه عظيم في رفع البلاء وليس أعظم من إن يتوجه العبد إلى ربه متضرعا له بالدعاء الصادق بأن يرفع عنا هذا البلاء وبأن يسلمنا الله منه فقول الله تعالى لا شك فيه حين قال في كتابه الكريم (إدعوني أستجب لكم) فما أعظمها من كلمات إطمئنانية من رب كريم مطلع بكونه وما هذا الوباء وهذا الفيروس إلا جند من جنوده وهو القادر على رفعه عنا….حفظ الله عمان وشعبها من كل شر ومكروه..