العمانية _ شؤون عمانية
منطقة ” قوع الجوبة” بولاية محوت بمحافظة الوسطى هي إحدى الوجهات السياحية الجميلة التي يتوافد إليها الزوار من مختلف محافظات وولايات السلطنة لمشاهدة البساط الأخضر الذي تكتسي به وخاصة عند هطول الأمطار وجريان الأودية والشعاب.
وتتميز المنطقة بوجود شجرة ” السعادي ” التي تشكل مراعٍ خضراء لمربي الماشية والإبل، كما يقصدها الزوار من داخل وخارج السلطنة
للراحة والاستجمام والتنزه.
كما أن هناك أنواع أخرى من النباتات التي تنمو بها منها: (الرمرامة، والقطب، والجفعا، والمطراء، والوعرين، والهوتا، والخزامى، والخمخام، والظفره، والثمام، والنجيع، والبسورة) ويستمر تواجد بعضها لفترة تقارب
من 10 أشهر لكونها تنبت في السهول والهضاب.
ويتتبع مالكو الإبل والماشية أماكن تواجد العشب والمياه في حركة تنقل يطلق عليها بالـــــ ( نيوع ) بهدف تغيير أماكن الرعي والبحث عن أعشاب ونباتات جديدة تعرف عنها قيمتها الغذائية للإبل والماشية ولكونها تخفف عن كاهل مالكي الحيوانات تكلفة الأعلاف كالبرسيم والشعير وغيرها.
وعادة ما تتأثر ولاية محوت بالمنخفضات الجوية التي تمر بها السلطنة في أوقات مختلفة من السنة، حيث تكون الأجواء باردة وملبدة بالغيوم مما يشكل عوامل جذب إضافية لمنطقة ” قوع الجوبة” ويستطيع السائح أن يفترش أية بقعة داخل البساط الأخضر لينعم بالأجواء الرائعة.
ويستبشر أهالي ولاية محوت بهطول الأمطار على ولاية المضيبي إذ يأذن مدى قوة هذا الهطول ومدى قوة تدفق الأودية باتجاه الجنوب لأهل البادية بالولاية بتحرك الأهالي لاستقبال الوادي الذي يستمر عدة أيام إلى أن يصل إلى منطقة ” القوع ” الخصبة وهي المكان الوحيد بالولاية الذي تظهر فيه النباتات المختلفة ومن أبرزها ” السعادي “.
كما يمكن لنبات ” السعادي” أن يظهر بمنطقة “قوع الجوبة” في حالة سقوط الأمطار على جبال الحجر وجريان وادي حلفين بمحافظة الداخلية أو بعض الأودية الأخرى.
ويحافظ مربو الإبل والماشية وبقية الأهالي بهذه الولاية على هذه النبتة ويتفقون على عدم السماح بمرور المركبات الى داخل منطقة “قوع جوبة” ويضعون طرقاً محددة للمارة ليحافظوا على نبتة “السعادي” وغيرها من
النباتات والأعشاب الموجودة في المنطقة من التخريب.
وتقوم الجهات الحكومية المختصة بالمحافظة على هذه المنطقة من خلال تنظيفها بشكل مستمر ووضع اللوائح الإرشادية للزوار والسواح لتعريفهم بمسالك التجوال داخل المساحات الخضراء.
الجدير بالذكر أن ولاية محوت تتميز بوجود مناطق سياحية سواء في البر أو البحر، كما تتميز بجوها البارد خلال فصل الصيف والدافئ خلال فصل الشتاء، وهو ما يتيح للسائح التعرف على أصحاب الإبل والحياة البدوية الطبيعية من خلال الجلوس في ” العزب البدوية ” والاستمتاع بوجبة (القرص) المعروفة لدى الأهالي والتي تتكون من الخبز المعد على الجمر مع اللحم وحليب الإبل أو الغنم، والاستماع كذلك الى شلَّات “الونه” و”التغرود” و”الطارق”.
