سعاد علي العريمي
“الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم، وتلمّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتتطلعاتهم، ولا شك أنهم سيجدون العناية التي يستحقونها”..
من الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- .
بهذه الكلمات استبشر الشباب العماني بأن القادم أجمل، فما يحتاجه الشباب العماني هو الاستماع إليهم وتلمّس حاجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، يا خير خلف لخير سلف.
الشباب العماني الذي سجلتم له كل التقدير أثبت كفاءته في مختلف المجالات والميادين، شباب يتسم بالصبر والشجاعة والولاء لوطنه وقائده، وينصت لولي الأمر بإذعان كامل، ينفذ أوامره ويؤدي عمله بإخلاص، وقل أن نجد له مثيلا.
لذا، لا نشك في أن الشباب سيلقى عناية تجعله ينسى ما واجهه من تحديات خلال الفترة الأخيرة من قلة فرص العمل، ومن هدر لسنوات عمره الأكثر قوة وعطاء، فكم من شاب وشابة أوصدت أبواب فرص العمل في وجوههم وهم بحاجة ماسة لما يؤمّن احتياجاتهم واحتياجات أسرهم، ومن فتح بابا في وجههم كان بابا ضيقا ومرهقا بساعات عمله المتواصلة.
هناك الكثير من الوظائف لا يتجاوز فيها راتب الموظف 300 ريال عماني، وتبعد عن مقر سكنه 300 كيلومتر، فماذا سيفعل براتب كهذا؟! نصف راتبه سيكون لوقود سيارته الذي أرهق فئة كبيرة من الشعب العماني بزيادة أسعاره عقب رفع الدعم الحكومي، وماذا سيأكل مع هذا الغلاء في كل الأسعار حتى المواد الغذائية؟! وأي مال سيضعه لأسرته ليؤمن احتياجاتهم.
راتب 300 ريال لا يكفي مصروف شخص واحد، فكيف يقضى به حوائج أسرته التي قد يزيد عددهم عن الثمانية أفراد، وكيف يدفع فواتير الكهرباء والماء وغيرها من الالتزامات؟!.
أحزنتني جدا قصة أحد الشباب العماني الذي يعمل بقطاع حكومي براتب زهيد، استغرب زملائه من عدم تواجده بصالة الطعام بشكل دائم، وبعد بحث صدموا بأنه يختصر وجباته لوجبة واحدة لأن راتبه لا يكفي متطلبات أسرته، وهناك غيرها الكثير من القصص المؤلمة لمعاناة الشباب العماني.
فكم من سائق سيارة أجرة يواصل ليله بنهاره يجوب مسافات بعيدة، ناقلا ركاب من محطات مختلفة قد يمر أسبوع أو أكثر وهو لا يستطيع العودة لأهله، إلا وقد أجهد نفسه في مقابل الحصول على مبلغ يستطيع من خلاله توفير أقل المستلزمات لأسرته والتي لا تتعدى المأكل والمشرب والمصروف اليومي.
وكم من صياد تجلده أشعة الشمس في البحر، مواصلا ساعات نهاره في معارك مع الأسماك التي ترهق ساعديه في رحلة الحصول عليها، مخاطرا بحياته ليصدم بتجار يخفضون أسعار الأسماك إلى حد أنها لا تكفي وقود قاربه في اليوم التالي.
كل صور المعاناة هذه نود من كل قلوبنا أن تتحول إلى صور من البهجة والفرح لشعب يحب عمان وقائدها حد التضحية الصادقة بأرواحهم.
نثق بقيادتكم سلطاننا المعظم هيثم بن طارق ونثق بأنكم ستكونون السند والعون لشعبكم وبالأخص شبابه، من خلال توفير فرص عمل لهم وعطاءات تتناسب وحجم جهودهم الجبارة، وكل التقدير والتكريم.
فلكم كل الشكر والتقدير على أنكم أسعدتم قلوب شباب عمان الصبور المخلص.