يوسف علي البلوشي
لقد كانت متابعة الخطاب السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- مرتقبا من أبناء شعبه، ومن دول العالم ككل خاصة التي وضعت عمان تحت عينها لترصد الوضع الراهن للسلطنة.
الخطاب السامي للسلطان هيثم جاء بخطوط عريضة وعميقة وفي صميم احتياجات المرحلة المقبلة لاستمرار نهضة عمان المتجددة، وتمحورت ركائز الخطاب حول إشارات تغيير الواقع بما يلبي طموحات الشباب والوطن.
لقد كان الخطاب اقتصاديا بامتيازٍ غير مسبوق وباهتمام متعمق لأدق التفاصيل، بما يتماشى مع تحديات ومتطلبات المرحلة القادمة، لاسيما أنه طريق لعهد جديد تنبثق سياستها من قاعدة صلبة تؤكد خمس عقود من النهضة المباركة، مركزة على تنمية الموارد البشرية واستدامة القطاع الاقتصادي وأهمية العمل المؤسسي وصناعة فرص العمل وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهنا تأكيد على رؤية 2040.
وأدهش الخطاب السامي لجلالته جميع المراقبين من مواطنين ومقيمين ومراقبين، حيث وضع جلالته يده على ما يشغل المواطن في المرحلة المقبلة، وأكد على أهمية الشأن الاقتصادي وتحسينه بما يواكب التطلعات.
إن مضامين الخطاب جاءت لتكون خطة عمل للمستقبل، وأيضا خارطة طريق واضحة تلبي طموحاتنا وتطلعاتنا للمرحلة القادمة، وتستوجب مشاركة الجميع الفاعلة، لا سيما المواطنين والمقيمين، بهدف تحقيق أهداف الخطة الطموحة، وأن نعاهد الله وجلالة السلطان على أن تكون خدمة عمان نصب أعيننا دائما وأبدا.
جاء التركيز في الخطاب السامي على ثوابت مهمة وضرورية في المرحلة الحالية، وهي كبح جماح التوسع الهيكلي في الجهاز الإداري للدولة، ومحاولة ضبط مساق خط الإنتاج فيه بما يتواكب مع المرحلة الحالية، كما كان في أولويات مولانا أعزه الله التعليم الذي يجب أن يجد مشهدا مختلفا ومميزا يواكب الحداثة والتقنية، وفعلا جاءت كلمة جلالته في ذلك بحيث أنه يعطي للتعليم دفعة جديدة وروحا إضافية من خلال الارتباط بمؤسسات التعليم العالمية وأيضا قولبة الشأن التعليمي بما يتسق مع معطيات المرحلة.
الاقتصاد هو الجانب الذي يؤرق كل الوطن، ومولانا وضع يده على الجرح الكبير الذي يجب أن نتعاضد عليه جميعا من خلال خفض المديونية والانتباه على التشغيل وغيرها من القضايا المهمة، لندلل على وجود رغبة حقيقية بالتغيير والإصلاح إلى الأفضل، وما كان التشديد على التعليم والبحث العلمي وتمكين الشباب ومراجعة التشريعات والقوانين ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة إلا من أجل تحقيق تقدم ملموس ينعكس على مستوى العطاء في البلد.
تواءمت وجهات النظر في أن الخطاب جاء لتكون عمان هي الأولى، وهو ما نعيش وما يجب أن ندفع حياتنا من أجله، وهو رسالة واضحة أنه ستكون هناك نهضة عمانية ثانية والتي ستجعل من عُمان دولة أكثر شمولا وتعاطيا مع المتطلبات التي تشهدها المنطقة ورغم أننا في تطور وازدهار إلا أننا يجب أن نسخر ذلك في خدمة عمان وازدهارها.
ومع الأهمية في صناعة القرار الذي أكده مولانا السلطان أعزه الله، والذي يتيح سرعة الإنجاز في الإجراءات، وأيضا في التقدم والمواصلة فإن هذا ينعكس على كل المجالات بلا شك.
حفظ الله عمان وسخر الله لقائد عمان ومسيرتها المظفرة سبل النجاح والازدهار.