شؤون عمانية _ سارة نبيه
على غرار كل الدورات السابقة، سلطنة عمان تسجل حضورها الرمزي في الدورة السادسة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بمدينة الدار البيضاء خلال الفترة من 07 إلى 16 فبراير 2020.
المعرض المنظم من طرف وزارة الثقافة المغربية، تحول إلى ملتقى سنوي عالمي لدور النشر وصُناع الثقافة والكتاب والمبدعين والمفكرين من مختلف دول العالم، حيث يمثل محطة مهمة للتلاقح وتبادل الخبرات المعرفية والحوار شمال – جنوب .
مشاركة السلطنة في هذه الدورة حملت بصمات وزارة الإعلام العمانية التي عوضت غياب وزارة التراث و الثقافة التي دأبت على تمثيل السلطنة في فعاليات المعرض.
تميز رواق السلطنة بعرض مجموعة متنوعة من الكتب والمؤلفات ذات المشارب المختلفة، سياسية ،أدبية ،اجتماعية ، فقهية وتاريخية… تمثل حسب تصريح المشرف على الرواق، الدكتور صلاح بن راشد الغريبي، إصدارات مجموعة من الفاعلين بالسلطنة منهم : الجمعية العمانية للكتاب والادباء والنادي الثقافي وجريدة عمان بالإضافة الى مؤسسات حكومية اخرى شاركت بإصداراتها في المعرض .
مشاركة السلطنة وإن اتخذت طابعا رسميا ورمزيا فقط، إلا أنها أغنت المعرض وفتحت أفقا مهما لزواره المنشغلين بسؤال البحث عن الخاص والمشترك في الثقافة والتراث العمانيين، محمد الأمين ولد محمد مصطفى واحد من الباحثين الموريتانيين المعجبين برواق السلطنة، حيث صرح ل “شؤون عمانية ” عن مدى إعجابه بالإصدارات المعروضة، خاصة المطابقة منها لمجال تخصصه في الأبحاث البيئية والتي اعتبر السلطنة ذات ريادة فيها.
الرواق الذي حج إليه العديد من تلامذة المؤسسات التعليمية بحثا عن شروحات ومعارف تتعلق بتراث السلطنة وتاريخها وزخم الحركة الأدبية والثقافية فيها، شكل أيضا فرصة للطلبة العمانيين المقيمين بالمغرب، لمواكبة التطور والتراكم الذي يعرفه الإنتاج المعرفي ببلدهم ، كما مثل الرواق – حسب الدكتور صلاح بن راشد- فرصة لتجديد التلاقح والانفتاح بين مكونات الثقافة العربية، متمنيا أن تكون المشاركة القادمة للسلطنة ذات بُعد ثقافي ومعرفي أوسع يسمح بهوامش أكبر للانفتاح على المتلقي المغربي والعربي من خلال ندوات ومحاضرات تقربهم أكثر من الإمكانات الغنية للسلطنة في مجالات الصناعة الثقافية والمعرفية المرتكزة على تراث غني ومتفرد صنع للدولة شخصيتها المتميزة.