مريم الشكيلية
لا يزال العالم يشيد بالتجربة العمانية والمشهد العماني الذي أبهر الجميع في مجريات الساعات الأولى من السبت الحزين، يومها أثبت العمانيون أولا وفائهم للقائد -طيب الله ثراه- السلطان قابوس بن سعيد، وثانيا لما عرفه العالم عنهم من شعب يتّسم بالرقي رغم جسامة الحدث.
العمانيون تخطّوا أصعب تجربة في تاريخهم، ليس هذا فحسب وإنما قدموا دروسا للعالم، وهذا لم يحدث عبثا وإنما هي حكمة قائدٍ فذٍّ، خبَر الحياة بكل تفاصيلها وكانت لديه بصيرة وتفكير وبعد نظر، وإلا كيف كتب تفاصيل جنازته وأوصى بها، وإن دلَّ هذا فإنما يدل على حكمة هذا القائد، وكان هذا اليوم –يوم الرحيل- كأن السلطان قابوس حاضرا يشرف بنفسه على مجريات وتفاصيل ذلك اليوم الحزين.
في المقابل كان وفاء شعب لقائدهم، فرغم الحزن والصدمة لرحيل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- ورغم أن الشعب العماني لم يوضع في اختبار كهذا من قبل ولا حتى ظن أنه سيشهده؛ إلا إنه سطّر أروع صورة للثبات والانضباط، ورغم أن الحدث جلل إلا إنه حمل عمان وحب القائد لما تقتضيه وما تطلب منه من السير بكل ثبات.
هذا الشعب غرف من القيم والمبادئ التي أرساها القائد العظيم على مدار خمسين عاما من التفرد والتميز والرقي، وكان هذا اختبار من الاختبارات الصعبة التي مر به، لكن الجميع كان يؤدي ما عليه من انضباط بعيدا عن الفوضى.
لقد كانت تمر على الشعب العماني الساعات الثقال، وعلى الرغم من ثقلها إلا إنه كان يؤدي ما عليه بكل ثبات حبّا لعمان والقائد الراحل، لهذا لا يزال العالم يحاول فهم هذه التجربة الفريدة، في الوقت الذي كثرت فيه التحديات والفوضى على الصعيد العربي والعالمي.