الكاتبة: أسماء سويد*
كثيرًا ما تطالب المرأة الذكور – من حولها خاصة والمجتمع بأسره عامة – أن يستوصي بها خيرًا؛ تطبيقا لوصية النبي – صلى الله عليه وسلم -: “استوصوا بالنساء خيرا ..”، مطالبة برد حقها في التعبير عن الرأي، واحترام وجودها وكينونتها، وعدم التعامل معها كخادمة أو مؤدية لدور محدود في حيز وجودها.
قبل أن أشدّ على يد من تطالب بحقوقها والاستيصاء بها خيرا، أحب أن أقول لها:
أختي .. صديقتي.. معلمتي.. ملهمتي..
أيا كان موقعك في هذا المجتمع أرجوك استوصي بنفسك الخير أنت أولا.. نعم.. يطلب منك أنتِ أن تعي كنه وجودك وكينونتك، بالوعي أولا وثانيا ثم ثالثا تبدئي بما تريدي وتستمري وتصلي..
ما هو أدوارك في الحياة؟ أم اختصرتها كلها في ربة بيت، ألفتِ التنظيف، والطبخ، ورعاية الأبناء والزوج، مع التحسر على الذات لتضييع الطموح والأحلام، بعد أن سايرت المجتمع وجمعت أحلامك كلها وجعلت الزواج سدتها وتمامها، لتعيشي أياما معدودة معسولة ثم ما تلبثي أن تصطدمي بواقع مرير أليم.
خذي استراحة بسيطة ودققي في كلامي،
نعم.. وربما احتجتِ لقلم وورقة..
وابدئي..
من أنا..؟
ماذا أريد..؟
كيف أصل لما أريد؟
ماهي العقبات التي أواجهّا، وكيف اتجاوزها، وكيف أتواصل مع ذاتي بطريقة صحيحة، كي أستطيع التواصل مع من حولي كما يجيب؟
ماهي نقاط قوتي؟ ماذا آتاني الله من إمكانيات ومهارات؟ في ماذا أبرع؟ وماهي بصمتي وتميزي في الحياة؟
ماهي نقاط ضعفي..؟ هل وعيت عيوبي؟ ماهي الثغرات في شخصيتي؟ ما الذي يثير انفعالي وما الذي يغضبني؟ ماذا ينقصني من تطوير وتحسين في شخصيتي لأكون الملهمة والفعالة في أي دور أمارسه؟
هل حقا أنا في المكان الصحيح الذي يسرني الله له “كلٌ ميسرٌ لما خلق” أم أنني أخترت مجالا أو دورا لا يتناسب مع شخصيتي لأن ذلك ما أتيح لي؟
هل أنا مؤثرة في محيطي ولي دور إيجابي مع نفسي، أسرتي، عائلتي، صديقاتي، مجتمعي، ولايتي، وطني أم أن وجودي وعدمه سواء؟
أرى عزيزتي إن منحت نفسك وقتا لتقفي معها وقفة بسيطة في بداية طريق الوعي والإدراك لتجيبي على تلك الأسئلة، التي تحتاجين أن تطرحيها وتتقني الإجابة عليها بشفافية ووضوح تام؛ ستكونين حقا قد بدأت بالاستيصاء بنفسك خيرا، وإن ملكت إجابات واضحة؛ لن تعودي بحاجة لمن يعزز فيك الطموح، ولن يستطيع أحد أن يسرق حلمك أو يغير مسارك أبدا، ستكونين المرأة الواعية الناضجة ذات الرسالة الملهمة المؤثرة الفعالة الإيجابية أينما كنتِ وحللتِ.
لذلك سيدتي أيتها الأنثى.. أيتها المرأة.. أيتها الأمة.. أيتها الملهمة: كوني أنتِ.. لأنكِ تستحقين..
*المدربة أسماء سويد، كاتبة ومدربة في تطوير الذات