د. زيد بن علي الفضيل*
لم يكن فقد أهلنا في سلطنة عمان لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بالأمر السهل الذي يمكن تجاوزه ونسيانه بسهولة، إذ ليس بمقدور أحد أن ينسى ذاته، وذلك هو قابوس الانسان والحاكم الذي شكل بحكمته وبصيرته ومحبته لأهله في كل أرجاء السلطنة وباقي أرجاء وطنه العربي بوجه عام عمود ارتكاز رئيسي نستشعر جميعا معه بالأمان.
غاب من ضرب لنا أفضل الأمثلة في قواعد السياسة الشرعية كما يقول الفقهاء، وغادرنا بكل هدوء وسكينة من مثل بعمقه وإدراكه السياسي أفضل النماذج التي طمح لبلوغها خبراء العلوم السياسية ومنظريها في وقتنا الحالي.
لم يكن إنسانا خارقا في تكوينه، لكنه كان مستوعبا لقيم التاريخ ومضامينه، مدركا لأثر المكان الذي ينتمي إليه ومدى تأثيره، مؤمنا بأن القوة الصادقة تكمن في حجم الإيجابية التي يجب بلوغها محليا وإقليميا ودوليا.
لهذا وغيره كان قابوسا يسترشد الناس به حين تدلهم عليهم الخطوب، وتظلم أمامهم الطريق، فلا يجدوا لهم من مخرج سواه، آملين أن يرشدهم بحكمته وبصيرته.
رحم الله سلطان الحياد الإيجابي قابوس بن سعيد، وأخلفه علينا بخير خلافة، والأمل معقود بأن تستمر السلطنة في نهج قابوسها، فما أحوج الأمة اليوم لمنارة يسترشدون بها طريق الخلاص.
كاتب وباحث وإعلامي سعودي