شؤون عمانية- جمانة اللواتي
نعى الشعراء من داخل السلطنة وخارجها فقيد الخليج وسلطنة عمان المغفور له السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – ، و باحوا بما يختلج في صدورهم إثر هذا الخطب الأليم عن طريق أقلامهم التي سطروا من خلالها حروف الوفاء و الرثاء لمن بنى نهضة عمان و تفانى من أجلها ..
حيث كتبت الشاعرة ذكريات العجمي قصيدة رثاء أطلقت عليها عنوان ” صمتٌ في حرم الوداع ” وقالت فيها :
أسدلْ ستار الوصلِ وانحبْ باكيا
وانْعَ الأبَ الحاني مُسجًّى غافيا
عزِّ الشروقَ فشمسُه غرُبتْ وما
وجد الشروقُ سوى التفجِّعِ ناعيا
والأرض من دمع السماء تفايضَتْ
والشعب دمعٌ ساجمٌ، فتَلاقَيَا
أبتي عمانُكَ بعد ظلّك أُيْتِمَتْ
تحتاج كفّكَ، هل تكون مواسيا؟
أبتي نقلبُ ذكرياتِك لا نرى
إلا ابتسامتك الحنونة ماضيا
إلا يديك تلوِّحانِ، ونظرةً
تحكي سنينكَ إذْ ذبُلْنَ تفانِيا
وخطاك يا أبتي لعطفك شاهدٌ
وحديثَك العذبَ استحال قوافيا
أبتي وحقّك لا يفي بكَ شاعرٌ
راض البلاغة رائحًا لك غاديا
اليوم خانَ الحرفُ يُتْمَ بيانِه
اليوم أسلمه وحيدا ذاويا
لا شيء غيرُ الصمت يحوي غصةً
والدمع يحتضن الوداعَ القاسيا
أبتي سيسألني صغيري أينهُ
*(قابوسُ، بابا)* ما تراه جوابيا؟
أأقول ضمّ القبرُ عني وجهَه
وأراه في كل الحنايا حانيا
أأقول راح ولستُ أرجو عودةً
لا يا أبي، ما زلتَ فينا باقيا
لك بصمةٌ لا تمّحي، لك طلةٌ
رقصتْ بها كفُّ المواطنِ عازيا
و قال الشاعر عقيل اللواتي في رثاء المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يرحمه الله:
هنـيـئاً لِـقـاكَ بِـرَبٍّ حَـفــي
بحُسنِ خِتامٍ وأنتَ الصَّفـيْ
ويبقـى العَــزاءُ بأنَّ الرضَــا
بحكمِ القضاءِ هو المرتضى
وتبقى القلوبُ بخَطبٍ جَلَلْ
وتبقى الدموعُ بحُزنِ المُقَلْ
وتبقى بقلبي العظيمَ الهدى
حبيـبًا مُهـابًا بطُـولِ المَـدى
بكتكَ السَّـماءُ بغيثِ الدِّيَمْ
بكتكَ عُـمـانُ بكتكَ القِـيَـمْ
و قال أيضا :
مألُكةٌ إلى السماء الأرئفُ به منا:
أتاكِ الأبُ الحَـانـي فكونـي له حُـبّـا
هـناءً سقى الدنيا سَـلامًا مَـلا القَـلبـا
حنانيكِ للأغلى الذي نالَ ما يُرضي
حَبيـبًا أتى عَـينًا فكوني له الهُـدبا
فإنَّـا لـه نَـدعـو وإنَّـا بـه نَـسمـو
فكوني له سَـعْـدًا وكوني لهُ قُـربـى
و عزى الشاعر البحريني ” مجتبى التتان ” قائلا :
لِلمَجْدِ أنتَ البدءُ والتأسيسُ
وإليكَ في لُغَةِ العَطاءِ دُرُوسُ
فَرْدٌ ولكنْ في عَطَائِكَ أُمَّةٌ
وبِكَ السَّلامُ يُحِيطُهُ التَّقْدِيسُ
هذا الخَلِيجُ إليكَ مُمْتَنٌّ وكَمْ
تَهْوَاكَ فيهِ ضَمَائِرٌ ونُفُوسُ
يا حاكماً نَعَمَتْ (عُمَانُ) بِحُكْمِهِ
نَمْ مُطْمَئِنَّ القلبِ يا (قابُوسُ)
و نعى الشاعر زعيم العجمي فقيد الوطن بقصيدة رثاء أطلق عليها عنوان ” فالمصاب جليل ” قال فيها :
ياراحلًا ورحيلُهُ تهليلُ
ماكنتُ أحسبُ ذا الفراقَ يهولُ
قِفْ بُرهةً وانظرْ بكاءَ عُمانكمْ
هذي الدموعُ على الخدودِ تسيلُ
دعْنا نمتِّعُ ذي العيونَ بشخصِكمْ
لاتعْجلِ التوديعَ فهْوَ مَهولُ
مهلًا كفوفَكَ لاتلوِّحْ راحلًا
رفقًا بشَعبِكَ فالمصابُ جليلُ
قابوسُ ياذاكَ المُفدَّى دائمًا
دعْها سويعاتِ الفراقِ تطولُ
إنْ غابَ طيْفُكَ عنْ بصيصِ عيونِنا
ماغابَ عنكَ الذكرُ والتبجيلُ
و عبرت ” فاطمة جعفر ” عن حزنها بخاطرة جاء فيها :
أبتاه يا قابوس..
برعم الحب في قلوبنا بطيفك قد نما منذ طفولتنا الباكره..
لطالما امتلأت عيوننا فرحاً بطلتك المهيبه في مقدمة كتبنا المدرسيه..
لطالما عشقنا عملتنا التي تحمل صورك الزاهيه رمز فخرٍ واعتزازٍ لعمان..
لطالما صدحت أصواتنا وشدت باسمك بهجةً يوماً بعد يوم..عاماً بعد عام..
رباه ما أروع تلك الألحان..
أبشري قابوس جاء..فلتباركه السماء
قابوس للمجد تبادى ..فابنوا معه الأمجادا
يا قابوس..يا قابوس يا خير أبِ
رباه ما أعذب ما كان نداؤك لنا دوماً..”أيها المواطنون الأعزاء”!!!..
حقاً ولدنا في عصرٍ نغبط أنفسنا عليه ونحمد الله على العيش فيه..
فأنت بنيت لنا صروح العلم فارتقينا سلالمها بكل يسر وسلاسه..
وأنت أقمت لنا المشافي في ربوع البلاد فكانت لنا دواءً من كل داء..
وأنت أفشيت السلام في كل بيتٍ.. في كل بقعةٍ..فصارت عمان..ادخلوها بسلامٍ آمنين
لا شيء يعدل فقدنا اليوم..
لا شيء يمحو الحزن فقد استوطن الأعماق..
ولكن..بشراك يا أبتي..
لقد نما البرعم الصغير بداخلنا وامتدً بستاناً مزهرا تواقاً للعطاء..مثلما أنشأته..مثلما ربيته..
وجذوره الضاربة تبقى أبداً..قائدي قابوس..
ماضون خلفك لا شِقاق ولافِتن..