شؤون عمانية- جمانة اللواتي
اشتكى عدد من أولياء أمور الطلاب المقيدين في مركز التوحد بصحار من عدم توفر خدمة نقل الأبناء من وإلى المركز، مطالبين بضرورة حصولهم على جميع الخدمات التي تساعدهم على التعلم وتطوير المهارات بحسب بطاقة «معاق» المصروفة لهم وحسب ما تنص عليه المادة (5) من الفصل الثاني في قانون تأهيل المعاقين الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 63 / 2008 م.
واعتبر اولياء الأمور في تصريحات أدلوا بها لـ «شؤون عمانية» أن تعليم الطلاب دون التكفل بنقلهم أمرا غير منطقيا خصوصا أن الكثيرين من أولياء الأمور لا يقدرون على تحمل النفقات.
وعن تفاصيل الأزمة، أشارت ولية أمر أحد الطلاب، أم ميثة، إلى أن الأطفال في مركز التوحد بصحار كانوا يتبعون مركز «الوفاء» وتوفر لهم الحكومة جميع الخدمات ومن بينها خدمة النقل والتدريب والتأهيل.
وأضافت في حديثها مع صحيفة «شؤون عمانية» أنه بعد إنشاء شركة «جسور» مركز التوحد في صحار، تم نقل الطلاب من مركز الوفاء إلى المركز الجديد، دون توفير خدمة النقل لهم، لافتة إلى أنهم تواصلوا مع بعض المسؤولين مثل مدير الشؤون الإدارية ووزير التنمية الاجتماعية الذي وعدهم بحل الأزمة ومتابعة قضية نقل الطلاب.
وأكدت أنه بعد أسبوع من تقديم الشكوى للوزير، وصلهم الرد بعدم توفير خدمة نقل الطلاب في مركز التوحد بصحار.
وقالت «أم ميثة»: «أثناء متابعتي لحل الموضوع كنت أتواصل مع مؤسسة جسور وكنت أتمنى أن تأتينا مبادرة منهم لتوفير النقل باعتبارها أسست المركز وقامت ببنائه ولكن للأسف لم يحصل ذلك وإنما صرنا نحن أولياء الأمور ندفع ثمن بناء هذا المركز للحكومة بدل أن نستفيد منه ليتعلم أبناؤنا الذين كانوا يتلقون التعليم سابقا دون مقابل».
وتابعت أن تكاليف قل الطلاب من وإلى المركز تشكل عبئا على كثير من أولياء الأمور، وهو ما دفع البعض لاتخاذ قرار عدم ذهاب الأبناء للمركز والجلوس في المنزل لعدم مقدرتهم على تحمل نفقات النقل.
يُشار إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية صرحت أنها تتابع ما يتم تداوله في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بخصوص مقابلة الوزير لإحدى الأمهات أثناء افتتاح مركز التوحد بصحار، معبرة عن شكرها لاهتمام الأسر والأفراد بشريحة الأطفال ذوي الإعاقة.
وقالت الوزارة إنها تبذل كل الإمكانيات المادية والبشرية لتوفير الخدمات التأهيلية و تجويدها للطلاب من ذوي الإعاقة، موضحة أن مركز التوحد بصحار أقيم على نفقة مؤسسة «جسور»، لخدمة أطفال طيف التوحد وتديره مؤسسة «الأجيال المشرقة للتأهيل».
وذكرت الوزارة بأنها تقوم منذ عام 2010 م بشراء خدمة التأهيل والرعاية للأطفال من ذوي الإعاقة في مختلف محافظات السلطنة وفق آليات متبعة مع هذه المراكز، ولا تشمل خدمة النقل من وإلى المنزل، وأن هناك 33 مركزا من القطاع الخاص تقوم الوزارة بشراء خدمة التأهيل منها لعدد (1388) حالة من الأطفال ذوي الإعاقة وجميعها تعمل بنفس الآلية، معبرة عن أملها من كافة الأسر والأفراد بالتعاون والتكاتف من أجل الاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقة.
يذكر أن مركز التوحد بصحار أنشأته مؤسسة «جسور» بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية وتم افتتاحه مطلع شهر ديسمبر الجاري تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني، وزير التنمية الاجتماعية.
ونشرت مديرية صحار للتنمية بيانات جاء فيه أن مركز التوحد بصحار يعد المركز الأول تحت إشراف الحكومة على مستوى السلطنة، وأن عدد المسجلين به بلغ 69 حالة في الصباح و 37 حالة في المساء.
ويعمل مركز التوحد بصحار على إعادة تأهيل وتدريب وعلاج مرضى التوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عامًا.