سالم بن عامر بن سعيد العيسائي
إنضم الإمام العلامة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديّم الرواحي البهلاني إلى أربع شخصيات عمانية تم اختيارها سابقاً ضمن قائمة اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالمياً، وهذه الشخصيات هي: عالم اللغة الكبير ومؤسس علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي ، والطبيب والصيدلاني راشد بن عميرة، والموسوعي والمصلح الاجتماعي الإمام نور الدين السالمي، والفيزيائي والطبيب أبومحمد الازدي الصحاري المعروف بـ (ابن الذهبي).
إن عمان ماضياً وحاضراً تزخر بالكثير من العلماء والمفكرين الذين تفاعلوا مع الحضارة الإنسانية فأنتجوا لنا تراثاً علمياً خالداً، وهو ما يحتم علينا الاهتمام والعناية والتعريف به من خلال تشجيع الباحثين على سبر أغوار هذه الكنوز العلمية، و إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية داخل وخارج السلطنة يشارك فيها باحثون عمانيون وعرب للتعريف بهؤلاء العلماء وبمساهماتهم الفكرية والعلمية، كما أنه بات من الضروري إطلاق أسماء هؤلاء العلماء على الشوارع الرئيسية في العاصمة مسقط، و تسمية كليات جامعة السلطان قابوس بأسمائهم أو إطلاق أسمائهم على القاعات الكبرى في الجامعة وغيرها من المبادرات التي تخلد ذكرهم في نفوس الناس.
كما أن على الإعلام العماني أن يضطلع بدور مهم في التعريف بهؤلاء العلماء، و يتمثل هذا الدور في إنتاج مسلسلات وأفلام تروي سيرهم ودورهم في خدمة عمان والإنسانية في المجال العلمي والفكري والأدبي، وطرح المسابقات الثقافية حولهم، ورعاية الأمسيات العلمية التي تتضمن قراءات في تراثهم العلمي والفكري، وهو دور يتقاطع مع دور المنتدى الأدبي والنادي الثقافي والجمعية العمانية للكتاب والأدباء.
إضافة الى ما سبق فإننا نتطلع إلى أن نرى المناهج الدراسية وهي تنضح بتاريخ العلماء العمانيين والتركيز عليها بشكل أكبر، لأن هذه المناهج تخاطب عقول الناشئة وهي الفئة التي ينبغي أن تستهدف بغرس مبادئ الولاء والانتماء وقيم الهوية العمانية،فالفخر بهؤلاء العلماء والقادة والمفكرين واجب وطني لما قدموه من إنجازات خلدت إسم عمان في صفحات التاريخ بأحرف من نور، وبفضلهم أصبحت عمان تزاحم الحضارات والدول الأخرى التي قدمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء.