وفاء بنت سالم
عدوي العزيز
كنتُ أكثر تفاؤلاً بالناس من حولي والعالم الذي يحوينا، لكن هذا التفاؤل جعلني أكثر برودًا وتخشبًا..
صرتُ أكتب وأتحدث عن أمورٍ لا تهم أحد، وأبتسم حين لا يستدعي الموقف ذلك، ثم أني صرتُ أشعر بالملل أو التوتر بعد مرور ساعة وأكثر أقضيها برفقة الأصدقاء..
تتضايق صديقتي من ذلك، تقول بأنها هي الأخرى تضيق ذرعًا من العالم الذي خلقته لنفسي..
وأنها كثيراً ما كانت تُريد أن تعلن للملئ أني إنسان غير طبيعي..
ثم أني صرت أسأل نفسي ما أن عدت بأدراجي من العاصمة إلى بلدتي :كيف لي أن أستقيل من الحياة دون أن أفكر مطولاً بكل الذين حولي وبدون أن أشعر بالذنب والعتب يرافقني لأني فكرت في نفسي مرة..
يقول لي مختص نفسي أني مصابة بإكتئاب حاد، والحقيقة أنا لا أصدق الأطباء النفسيين ففي رأيي هم أكثر مرضًا من مرضاهم ولستُ إحدى مرضاهم مهما قدموا لي مشورتهم الطبية..
ثم من الذي قرر أن يجعل الأرق والقلق والتفكير في الغد مرض نفسي
فأنا أرى أن الوضع طبيعي، وأن اللاطبيعي أن لا ينتابك شيئًا منهما..
يصف لي الطبيب بعض الفيتامينات المساعدة على طرد الأرق والقلق وشحوب الوجه، ولكن هذه الأدوية لا تصنع إلا شيئ واحد (تراكمات دهنية وزيادة غير طبيعية في الوزن)
إذا كان الوضع كذلك فما فائدة هذا الكم الهائل من ترهل الجسم في محاربة الأرق وغيرها من الأمور التي تجعلك يقظًا وأنت مغمض العينين..
أعتذر لكل الأطباء الذين قلت لهم أنكم لا تجيدون تشخيص الحالات ولست أعني منهم الطبيب النفسي الذي من سؤال بسيط أدركتُ أنه خطر على نفسه قبل مرضاه..
والذي حين قلتُ له ذلك ثار غضبًا مني.
أنت تبدو أحيانا غريبا على كل شيء، ففي لحظة تدور مع عقارب الساعة وفي اللحظة الآخرى عكسها وحقيقة أنا أرى أن الوضع طبيعي جداً جداً..