محمد بن عيسى البلوشي*
التوجيهات السامية الكريمة التي تفضل مولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم بإعطائها إلى حكومته في إجتماع مجلس الوزراء الأخير، والمتمثلة في “تهيئة كل الظروف للارتقاء بمستوى الأداء على كافة الأصعدة” هي خارطة طريق ملزمة لجميع مؤسسات الدولة أن تعمل لرفع مستوى أدائها بما ينسجم ومرحلة العمل الوطنية المتجددة.
من المعروف لدى الجميع بأن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – لا يتحدث عن أمر الا وهو من الأمور المهمة التي يرى مولانا -أعزة الله- أن نهتم بها ونعالج تحدياتها لنعظم عوائدها، وهذا ما إعادتنا عليه في جميع لقاءات جلالته سواء لمجلس وزرائه الموقر أو في مجلس عمان المهيب أو في لقاءات جلالته مع أبناء شعبة الاوفياء في سيوح عمان الشامخة، وهنا نقر بأن توجيهات جلالته السديدة هي مسار عمل لمرحلة جديدة من بناء نهضة عمان الحديثة.
وبالعودة إلى أصل التوجيه السامي لمجلس الوزراء الموقر والذي يتطلع مولانا السلطان المعظم خلاله إلى الخير والنماء لوطننا العزيز وأبناء شعبه الاوفياء، يتبين بأن على كل مؤسسة أن تعيد النظر في إجراءاتها وأن تراجع مسارات العمل لديها بكل عناية ودقة في عملية تسمى ب “هندسة الإجراءات” من أجل الوصول إلى أدوات ذات كفاءة عالية ويطلق عليها ب”الإجراءات الذكية” والتي ترتقي معها المؤسسات بمستوى أدائها العام.
هناك مؤسسات لا تزال تعمل ببطئ ولديها من الإجراءات البيروقراطية ما يحول دون تقدمها، وعليها اليوم أن تضع توجيهات مولانا المعظم نصب عينها، وتعمل على تنفيذها بما يتواكب مع متطلبات العمل الوطني، وادعو رؤساء جميع الوحدات في مختلف قطاعات العمل الادارية والخدمية والاقتصادية إلى تبني مناهج عمل أكثر كفاءة وتتوافر بها مقومات التجديد والتحديث، وإعطاء الفرص لأصحاب الأفكار والموهبه والشغف لأحداث التطوير الممنهج فيها، وذلك حتى تظل تلك المؤسسات على خط التماس مع التوجيهات الوطنية العليا.
إن على مؤسسات الدولة جميعها أن تعمل على “تهيئة كل الظروف للارتقاء بمستوى أدائها على كافة الأصعدة” كما أراد لها باني نهضتنا المباركة، ونؤكد بأن على جميع منتسبي تلك المؤسسات المساهمة في تحقيق هذه الإرادة السامية الكريمة كلا في مجاله وتخصصة ووظيفته.
*كاتب وصحفي إقتصادي