مسقط _ شؤون عمانية
مع بداية انحسار درجات الحرارة في معظم محافظات السلطنة ودخول الموسم الشتوي، يتدفق مئات الآلاف من الزوار خلال هذا الموسم في الفترة من شهر أكتوبر إلى نهاية شهر ابريل قادمين من مختلف دول العالم للاستمتاع بجماليات البيئة العمانية بكل مكوناتها، حيث الجبل والسهل والرمال الشاسعة وسواحلها الممتدة لـــ 3165 كيلومتر، وفي كل هذه المعالم تتكامل جماليات الطبيعة مع المقومات الحضارية والتراثية.
وقال صالح بن علي الخايفي مدير دائرة الترويج والتسويق السياحي بوزارة السياحة بأن الموسم السياحي الشتوي بمثابة المحرك الرئيسي للاستقطاب السياحي والذي تتضاعف فيه الجهود الترويجية من قبل الشركات والمؤسسات السياحية في جميع محافظات السلطنة بهدف الاستعداد لاستقبال السياح لهذا الموسم، وتكثيف الحملات الترويجية للموسم القادم بما يحقق لهذه الشركات والفنادق والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كذلك زيادة النمو والسعي إلى استقطاب أعداد أكبر من السياح بما ينعكس على نمو العائدات السياحية لديها.
وأضاف الخايفي إن المنشآت الفندقية البالغ عددها في السلطنة بنهاية عام 2018م 412 منشأة فندقية وتضم ما مجموعه 22.182 غرفة تغطي كافة المستويات التصنيفية والتي تتوزع في محافظات السلطنة المختلفة ، وتسعى هذه المنشئات على تقديم جودة الخدمات من خلال الاهتمام بالمرافق وتقديم العروض المصاحبة وإيجاد برامج ترفيهية وسياحية للزوار بما يحقق النمو الذي تنشده هذه الفنادق في نسب الأشغال
كما أشار الخايفي إلى أن الجهود والاستعدادات لهذا الموسم السياحي لا تقتصر على ما تقوم به الفنادق من تقديم العروض الترويجية ، وانما كذلك هناك عمل دؤوب تقوم به الشركات السياحية من اجل زيادة الاستقطاب في عدد السياح والذي عادة ما يتم التحضير له قبل عدة أشهر سواء من خلال الترويج للموسم في الفعاليات والمعارض الدولية أومن خلال تقديم الحزم السياحية المتكاملة بما فيها سياحة المغامرات والتخييم وسياحة الغوص كما تحرص هذه الشركات والفنادق على المشاركة في ورش العمل التي تنظمها وزارة السياحة في الأسواق السياحية المستهدفة من قبل السلطنة ، موضحا بأن الشركات السياحية تلعب دورا محوريا في نمو القطاع السياحي من خلال ما تقوم به من جهود في جذب السياح والتعاقدات مع نظيراتها من الشراكات المتخصصة في تسيير الرحلات السياحية إلى مختلف الوجهات السياحية من العالم.
وبين مدير دائرة الترويج السياحي ، ومع ما يمثله هذا الموسم من أهمية للقطاع إلا أن وزارة السياحة تعمل في الجانب الآخر على الترويج للسلطنة كوجهة سياحية لكل المواسم بحكم ما تزخر به من تنوع في اختلاف ظروف الطقس من محافظة إلى أخرى ، مما عزز هذا التوجه إلى جعل السلطنة وجهة سياحية على مدار العام وتقليص تأثير انخفاض السياح في موسم الصيف على الحركة السياحية من خلال توجيه السياح لوجهات ذات الطقس المعتدل صيفا ، مع التركيز على الموسم الشتوي بحكم ما يشهده هذا الموسم من طول الفترة وكذلك اعتدال الطقس الجاذب للحركة السياحية في كل ربوع عمان.
أما في جانب الوسائل الترويجية التي تتبعها الوزارة لاستقطاب الحركة السياحية ، فقد أشار صالح الخايفي بأن الوزارة ووفق الرؤية التي حددتها الاستراتيجية السياحية تقوم بالترويج للسلطنة في كثير من المحافل والفعاليات الدولية وهي جهود تكاملية كل في مجال عمله ، فلدى الوزارة 9 مكاتب للتمثيل سياحي وهي تغطي أكثر من 15 سوقا عالميا وإقليميا في عواصم الدول الأوروبية والآسيوية والسوق الخليجي ، إضافة إلى مشاركة السلطنة في المعارض العالمية وتنظيم ورش العمل والتي تتمثل أهدافها في تنظيم لقاءات واجتماعات بين الشركات السياحية العمانية مع نظيراتها من الشركات العالمية في هذه الأسواق واستعراض البرامج والعروض الترويجية التي تشجع السياح لاختيار السلطنة كوجهة لهم ، إضافة إلى تنظيم الوزارة وبشكل سنوي رحلات تعريفية سواء كان ذلك لمتخذي القرار في الشركات السياحية العالمية، أو من خلال استضافة المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الإعلاميين بهدف نقل ما يرونه تجربة ومعالم طبيعية وتاريخية وثقافية وغيرها من مناطق وعناصر الجذب السياحي بهدف التعريف بها وتشجيع السياح الراغبين في السفر باختيار السلطنة ضمن وجهاتهم السياحية.
كما تطرق الخايفي إلى أن الوزارة وفي طور مواكبتها للعملية الترويجية بما يتناسب مع التوجه القائم في دول العالم المختلفة بتوظيف الترويجي الإلكتروني مع الترويج المتبع بالطرق التقليدية فأن الوزارة قامت منذ عام 2016 بإنشاء موقع الكتروني متخصص في جانب الترويج السياحي ليكون إضافة ومستقلا عن الموقع الإلكتروني العام للوزارة، ويتبع هذا الموقع الترويجي وجود حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي بلغات الأسواق المستهدفة بما فيها اللغة (الإنجليزية، الإلمانية، الفرنسية، الروسية)
ونوه الخايفي أنه لابد من التوازن في التعاطي مع قطاع السياحة بحيث لا يفوق حجم الطلب العرض في المنشآت السياحية أو العكس، مؤكدا أن الوزارة حريصة كل الحرص على التوازن الذي يحافظ على مستوى الجودة في القطاع السياحي .
وبين أن الوزارة تعمل حاليا على حملة ترويجية خلال الموسم الشتوي تستهدف المجتمع المحلي من المواطنين والمقيمين إلى جانب السياح من الدول الخليجية وسيتم توسيع نطاق الحملة لتشمل الأسواق السياحية الأخرى كالسوق الهندي وبعض الأسواق الأوروبية.
وقال الخايفي: إن حملة الترويج السياحي للموسم الشتوي سيتم تنفيذها إلكترونيا عبر الإعلانات المدفوعة وتصميمها لتراعي احتياجات كافة الفئات من السياح بالشكل الذي يحقق مطالب وتطلعات كافة الأذواق السياحية، حيث سيتم نشر محتوى سياحي يظهر المقومات والبيئات السياحية بالاضافة إلى المعالم التراثية والحضارية والمنتجات الحرفية التقليدية والفعاليات والأنشطة ذات العلاقة بالجوانب السياحية التي تهم الزائر في مختلف منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة وخاصة حساب “اكتشف عمان“.وسوف تركز هذه الحملة الترويجية على مسارات سياحية يسلكها السائح مع الفترة التي يحتاجها للوصول إلى الموقع السياحي، إذ يتم نشر محتوى هذه المسارات بأيام تسبق عطلة نهاية الأسبوع والاجازات الوطنية والاجتماعية والدينية لمساعدة السائح لتحديد وجهته السياحية، وتتضمن هذه المسارات أيضا إرشادات سياحية خاصة بالأمن والسلامة كجزء من توعية الزوار بالجوانب المتعلقة بسلامتهم.
وتقوم الشركات السياحية بعمل حزم وبرامج سياحية للزوار وفق اهتماماتهم السياحية للاطلاع على المعالم السياحية المختلفة في السلطنة من خلال الحجوزات المسبقة والتعاقدات مع الشركات النظيرة في دول العالم.