الكاتبة: لمى دعدوش*
“دموع المرأة… إرادة”
لفتت نظري تلك العبارة… وخالجني شعور يهمس في داخلي،
كيف جمعت النقيضين؟
أين الدموع من الإرادة؟
وأين هي بينهما؟؟
قد تستغرب يا صديقي من تلك القوة التي تملكها المرأة -ولا عجب في ذلك- لطالما كانت النظرة للمرأة، تلك النظرة الفوقية التي تبثها الضعف وتشعرها به وتؤكده فيها -سواء من الرجل للمرأة أو من المرأة للمرأة- وتأتي دموعها السخية خير دليل على ضعف ذاك الكائن الذي لا يستطيع فعل شيء.
إلا أنه قد آن الأوان لنبصر حقيقة غابت عن أبصارنا وبصائرنا لفترة.
إنها رؤية ذاك الكائن الذي تكمن القوة في ضعفه، والمنعة في لطفه، والكبرياء في قامته.
المرأة قادرة على تحويل مسارها ومسار كل شيء حولها (إن أرادت هي ذلك).
تستطيع أن تتحول من قمة ضعفها إلى قمة قوتها…
تستطيع أن تخرج من تلك الدموع المنسابة على وجهها… قرارات قوية… صائبة … بعزيمة لتحدث تغييرا جذريا في موضوع ما.
لطالما كانت وما تزال قوية بروحها المعطاءة، على الرغم من رقتها ورقة مشاعرها.
لطالما استطاعت فعل المستحيل.. لطالما ضحت.. لطالما قدمت.. لطالما كانت مثال العطاء اللامشروط .. والحب اللامشروط .. والخير اللامشروط..
تجد في داخلها تناقضات الحياة واختلافها،
وروعة الاتفاق وجماله،
حازمة في لين، قوية في ضعف، جريئة في حذر، حكيمة في فكر،
(بلا مبالغة ولا مجاملات)
لم أجد عقلا فهم المرأة؛ إلا وفهم سر الحياة،
ولا قلبا وسع المرأة؛ إلا وسعته سعادة الحياة،
ولا فكرا ارتقى بالمرأة؛ إلا ووصل لآفاق الحياة.
أعود إلى دموعها السحرية، التي تستدعي بها كل قوة في داخلها خفية، وتأبى بها أن تستكين لحزن أو يأس..
تساعدها عيناها ودموعها على التخطي،
لا بأس عليك.. ابكِ قليلا يا عزيزتي،
ثم اخلعي ثوب البكاء، والبسي ثوب الرجاء، متزينة برداء الحياء..
هذا لسان حال المرأة التي تقول لها دموعها الحانية:
” قومي بنا معًا إلى العمل، ولنترك درب الضعفاء”
إرادة قوية ترفعها للعلياء،
ترى ما سر تلك الإرادة الخفية التي ظهرت فجأة، وأين كانت مختبئة؟
وجدتُ أن للمرأة الكثير من الأعداء، يلبسونها البلاء، ويعدونها الشقاء،
لكنك يا امرأتي الجميلة..
ستكونين سيدة الأنقياء؛ عندما تملكين قلبا عامرا بالعطاء.
هذه هي المرأة.. سيدة العقلاء.
**مديرة مؤسسة ” بصمة حياة ” التدريبية، ومدربة تنمية ذاتية، وتطوير شخصي، وبرمجة لغوية عصبية