العمانية- شؤون عمانية
وصلت مجموعة “صرخة مونش” للقاص والروائي العماني محمود الرحبي إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها الرابعة 2018/ 2019.
وضمّت القائمة إلى جانب مجموعة الرحبي الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، أربعة مجاميع هي: “الطلبية” للكاتبة الفلسطينية شيخة حسين حليوى، و”مدن تأكل نفسها” للكاتب المصري شريف صالح، و”الساعة الأخيرة” للكاتب التونسي سفيان رجب، و”احتراق الرغيف” للكاتبة السعودية وفاء الحربي.
وبحسب بيان صادر عن جامعة الشرق الأوسط الأمريكية في الكويت، راعي الجائزة، فإن المجموعات الخمس اختيرت من أصل 209 مجاميع ترشحت للجائزة.
وجاء في البيان أن لجنة التحكيم برئاسة د. لويس ميغيل كانيادا، وعضوية الدكتور سعيد الوكيل، و الدكتور عبدالرزاق المصباحي، والدكتور رامي أبو شهاب، والكاتبة باسمة العنزي، اختارت القائمة القصيرة وفق المعايير الإبداعية والفنية التي اعتمدتها، بالتحقّق من الأسس الفنية التي يجب توفّرها لبناء وشكل القصة القصيرة الحديثة. وأكد البيان أن اللجنة أخذت في الاعتبار “القواعد الأساسية للجائزة التي تتوافق مع رؤية الجائزة، وأبرزها الشفافية والنزاهة والموضوعية”.
وتوقف البيان عند عوالم المجموعات الخمس، ومما ورد فيه عن “صرخة مونش”، أنها “تنطوي على لغة قصصية بسيطة، وحميمة، وبنزعة إمتاع واضحة، نظرا لما تتميز به من طرافة، وموضوعات ذات طابع اجتماعي يهدف إلى استلهام الثقافة العُمانية وتحولاتها، وصيغها”. وأضاف البيان: “يتسم عالم المجموعة بالغنى من حيث جمعه الموفَّق بين العبارات الفصيحة، والمفردات العمانية المحلية في النسق العربي الفصيح.
كما أن ثيمة الطفولة وذكرياتها تحوّل لمادة حكائية تشع بالتفاصيل”. ووصف البيان لغة المجموعة بأنها “رشيقة، بلا زوائد ولا إطالة، ونهايات محبوكة، وعناوين موفقة”.
ويستعير الرحبي عنوان مجموعته من اللوحة الشهيرة التي رسمها الفنان التعبيري النرويجي “إدفارت مونك” ضمن سلسلة تناولت قضايا الحياة التي تتصل بالمشاعر الإنسانية كالقلق والخوف والحب والفرح والكآبة والموت والسأم.
ويلتقط الرحبي مواضيع قصصه من البيئة المحلية العمانية، مراوحا بين الأسلوب الواقعي الذي يمثّل ما هو ممكن التحقق وليس ما جرى، وبين المتخيَّل الرمزي الذي يقود القارئ إلى فضاءات السوريالية والفنتازيا.
وينسج الرحبي نصوصه باحترافٍ وعفويةٍ قادرة على تبسيط الأشياء حد الدهشة، ويحكي القصةَ كأنه يستعيد ذكريات من الماضي بروح الرويّ الشفاهي، يسردها بلغة بسيطة، فيشعر المتلقي وكأنه يسير مع المتكلم في تلافيف الحكاية ويقابل شخوصها، أو كأنه يعرفهم.
وكتب الناقد المغربي د.حسن المودن على الغلاف الأخير للمجموعة: “في قصص محمود الرحبي نشاط غريب مقلق، فهي تنطلق من الواقع المألوف، ومن خلاله تسير بك إلى لقاء الغرابة واللامعقول في ذواتنا ودواخلنا”.
ويقول الكاتب الأردني محمود الريماوي إن قصص الرحبي “تمثل ضربا من تجديد الواقعية وإغنائها، والوفاء لها، وشحذ أدواتها على صعيد المضمون والموضوعات، وكذلك على صعيد الشكل من حيث استلهام أساليب القص القديم وروحيته التعبيرية”.
أما الناقد العراقي د.ضياء خضير فيقول إن ما يرسمه الرحبي في لوحته/ نصه السردي، هو مشاهد طبيعية.. مخلوقات، طيور وحيوانات وقمر وبشر وأشياء يراها الجميع، يمرون بها، ولكنهم لا يتأملونها كما يفعل هذا القاص.
وصدر للرحبي الذي وُلد في عام 1969، عددا من المجموعات قصصية وروايتين. وفاز بجوائز منها: جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الأولى (2012) عن مجموعته القصصية “ساعة زوال”، وجائزة أفضل إصدار قصصي في معرض مسقط للكتاب (2008) عن مجموعته “لماذا لا تمزح معي”، والمركز الأول في جائزة دبي الثقافية (2009) عن مجموعته “أرجوحة فوق زمنين”. ووصلت مجموعته “لم يكن
ضحكًا فحسب” إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة بالكويت (2017).
وتمثل جائزة الملتقى التي انطلقت عام 2015، جسرا إبداعيا وثقافيا بين القصة القصيرة العربية ونظيرتها العالمية. حيث استطاع الكاتب مازن معروف الذي فاز بدورتها الأولى، الوصول بمجموعته المترجمة “نكات للمسلحين” إلى القائمة القصيرة للجائزة البريطانية العالمية (مان بوكر).
ومن المتوقع أن تعلن إدارة الجائزة عن الفائز بالجائزة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2019، ويصاحب ذلك فعالية إبداعية وثقافية عربية وعالمية.
ويحصل الفائز بالجائزة على درع وشهادة الجائزة، ومبلغ مقداره 20 ألف دولار أمريكي، بينما يحصل كلّ من كتّاب القائمة القصيرة على درع وشهادة ومبلغ قدره 5 آلاف دولار.