مسقط- شؤون عمانية
بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي يصادف 16 من شهر أكتوبر من كل عام يحتفل العالم اجمع بهذه المناسبة، وجاء شعار الاحتفال بهذا العام” أعمالنا هي مستقبلنا. نظم غذائية صحية لعالم خالي من الجوع”، وتشارك السلطنة دول العالم الاحتفال بهذه المناسبة بهدف تعميق الوعي العام بِمعاناة الجياع وناقصي الأغذية في العالم.
وبهذه المناسبة نظمت وزارة الزراعة والثروة السمكية صباح اليوم احتفالا تحت رعاية معالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي وزير الزراعة والثروة السمكية وذلك بقاعة النخيل بدويان عام الوزارة.
وفي الحفل ألقى المهندس منير بن حسين اللواتي، مدير عام التخطيط والتطوير بالوزارة كلمة قال فيها نجتمع اليوم لنتداول أوضاع الأمن الغذائي والتغذية السليمة في عالم متحرك ومتجدد يواجه مجموعة من التحديات المرتبطة بإنتاج الغذاء وتداوله وأنماط استهلاكه لنقف على ما تم إنجازه في عمان الخير وما هو مطلوب إنجازه لضمان مستقبل آمن للغذاء.
وأضاف: شهد العالم تغيرات مناخية مستمرة يرافقها حصول زيادات في حدة الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو موجات الجفاف وغيرها، ويتوقع أن تترك تأثيرات سلبية في الإنتاج وبالتالي سوف تتسبب في تفاقم حالات الجوع والنقص الغذائي على مستويات الأمن الغذائي وعلى وجه الخصوص الأمن الغذائي الأسري.
ويتابع اللواتي.. تفيد الدراسات الصادرة من قبل المنظمات الدولية للعام 2018م حول الأمن الغذائي والنظم الغذائية والتغذية بأن كل شخص من أصل ثلاثة أشخاص يعانون من سوء التغذية كما يتوقع أن يعاني شخص واحد من أصل شخصين اثنين من سوء التغذية بحلول عام 2030م فيما لو لم تتخذ التدابير اللازمة لمعالجة الأوضاع وخصوصا في البلدان المنخفضة الدخل، وأن الحديث عن سوء التغذية يعبر عن حالات متنوعه : كالنقص الغذائي، والنقص في المغذيات الدقيقة والوزن الزائد والسمنة ويمكن أن تتباين هذه الحالات المختلفة لسوء التغذية في مجتمعات محددة داخل البلد الواحد وفي بعض الأحيان داخل الأسرة الواحدة، الأمر الذي يتطلب الاهتمام والمعالجة على كافة المستويات، وبات عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في تزايد مستمر فهناك أكثر من (820) مليون شخص يعانون من الجوع ، ونحو(149) مليون طفل يعانون من التقزم ونحو (49) مليون شخص مصاب بالهزال ويوجد (670) مليون بالغ و(120) مليون ولد وبنت بأعمار من (5 إلى 19) يعانون من السمنة ونحو (40) مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن ، وتفقد نحو ثلث الأغذية المنتجة على نطاق العالم في عمليات ما قبل وبعد الحصاد أو تهدر فوق مائدة الطعام، وتقدر الميزانيات الوطنية السنوية لمعالجة المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة بنحو (2) ترليون دولار كل عام .
وقال: ان سياسات هذه الوزارة باتت تهتم بتطبيق مفهوم نظم الأغذية المستدامة وتأمين مستلزماتها ونجاحها سواء في خططها وبرامجها وأنشطتها وبما يؤمن الإرتباط الوثيق بين إستغلال الموارد المتاحة ونظم الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي وإدارة عمليات ما بعد الحصاد وصولا لمرحلة الإستهلاك الغذائي لضمان جودة وسلامة الغذاء وتوفير متطلبات الصحة العامة والتغذية.
وأضاف: وقد تجسد هذا التوجه في دراسة وتنفيذ نحو (24) مشروعا كبيرا وجديدا في القطاع الزراعي و (91) مشروعا ومبادرة جديدة في القطاع السمكي ويتوقع أن توفر هذه المشاريع الجديدة بنحو (3.3) مليون طن من الغذاء خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى تحقيق (3.8) مليون طن من إنتاج الغذاء المحلي لعام 2018م.
وأشار اللواتي الى ان النتائج المحققة للفترة من 2011م ولغاية 2018م حققت معدلات نمو مقدرة للقطاعات الرئيسية المنتجة للغذاء فقد ارتفع إجمالي حجم الإنتاج النباتي من (1387) ألف طن إلى (2951) ألف طن على التوالي محققا متوسط نسبة نمو وقدرها( 11.4%) وازداد إجمالي حجم الإنتاج الحيواني من (149) ألف طن إلى (296)ألف طن بنفس الفترة محققا متوسط نسبة نمو وقدرها (10.3%) وارتفع إجمالي حجم الإنتاج السمكي من (158) ألف طن إلى (553) ألف طن محققا متوسط نسبة نمو وقدرها (19.8%) ، وأرتفعت قيمة الناتج المحلي للقطاعين بنسبة نمو وقدرها 10.7% خلال الفترة من (2011 الى 2018 م)، هذا وقد بادرت الوزارة بإنشاء لجنة الإستثمارات الزراعية والسمكية لتفعيل ومشاركة القطاع الخاص في العملية الإنتاجية حيث قامت بصياغة ومتابعة خمسون مشروعا استثماريا في القطاعين الزراعي السمكي .
كما ألقت سعادة الدكتورة نورة أورابح حداد، ممثلة مكتب منظمة الأغذية والزراعة) الفاو (في السلطنة قالت فيها: يواجه العالم في الوقت طلبا متزايدا على الغذاء، فبينما تكافح بعض البلدان ضد الجوع.
وقالت ان السلطنة وغيرها من البلدان تسعى إلى توفير طعام صحي وأكثر جودة لمواطنيها… ولفترة طويلة، عملت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالسلطنة، ومعها جميع المؤسسات ذات الصلة بقطاعات الأغذية والزراعة ومصائد الأسماك على تحقيق هذا الهدف المشترك مع تحسين التنمية الزراعية بمختلف أشكالها. وقدمت إسهامات بارزة لتحقيق الأمن الغذائي في سلطنة عمان. وباسم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أود أن أعرب عن الامتنان الخاص والتقدير البالغ للجهود الدؤوبة التي بذلتموها جميعا، وأن أعرب عن احترامنا الصادق للإنجازات البارزة التي تم تحقيقها.
وعن يوم الأغذية العالمي قالت: اليوم هو يوم الأغذية العالمي التاسع والثلاثين، وموضوع هذا العام هو “أعمالنا هي مستقبلنا. نظم غذائية صحية لعالم خالي من الجوع”، نحن نعتقد أن تحقيق القضاء على الجوع لا يتعلق فقط بمعالجة توفير الغذاء، ولكن الأهم من ذلك كله هو التغذية الصحية للبشر، وفي الوقت نفسه الاعتناء بديمومة الموارد الطبيعية لكوكبنا. وفي هذا العام، تدعو منظمة الفاو الجميع إلى التفكير فيما نأكله.
وأضافت: في العقود الأخيرة، غيرنا بشكل مثير نظمنا وعاداتنا الغذائية نتيجة للعولمة والتحضر ونمو الدخل. لقد انتقلت المجتمعات من الأطباق الموسمية التي ترتكز أساسا على المأكولات النباتية الغنية بالألياف إلى الأنظمة الغذائية عالية السعرات الحرارية. إننا نقضي وقتًا أقل في إعداد وجبات الطعام في المنزل، والاعتماد على منافذ الوجبات السريعة وبائعي الأغذية في الشوارع ومطاعم الوجبات الجاهزة. أصبح أكثر من 670 مليون من البالغين و120 مليون من البنات والبنين يعانون من السمنة، بسبب النظم الغذائية غير الصحية هذه وأنماط الحياة قليلة الحركة. وكذلك أن أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن. في هذا العام، تدعو الفاو أيضا إلى اتخاذ إجراءات في جميع القطاعات لجعل النظم الغذائية الصحية والمستدامة ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع.
وقالـت: لكل شخص الحق في الحصول على الغذاء الصحي، بوصفه أهم حقوق الإنسان الأساسية. وفي العقود الأخيرة، أحرز تقدم كبير على الصعيد العالمي في إنتاج الأغذية، وفي الوقت نفسه، أصبحت لدينا ” أزمة غذاء جديدة” تتمثل في النظم الغذائية غير الصحية وسوء التغذية.
وتطرقت في كلمتها الى حل ازمة نظم الغذاء الغير صحية من خلال العمل على زيادة توفير الأغذية المتنوعة والآمنة وبأسعار ميسرة من أجل الدفع بمنهج الأطعمة الصحية، ومعالجة سوء التغذية من جذورها، والأهم من ذلك يتعين على القطاع الخاص أن يؤثر تأثيرا إيجابيا على قطاع الغذاء عن طريق إدخال أغذية صحية بدرجة أكبر والالتزام بالقوانين واللوائح المتعلقة بالتغذية، ويتعين على كل الأفراد أن يصبحوا أكثر وعياً بصحتهم وأكثر مرونة بتغيير خياراتهم وأنماط استهلاكهم للغذاء.
وعلى هامش الحفل نظم مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالسلطنة معرضا فنيا اشتمل على لوحات الفائزة في مسابقة الرسم الفنية لطلبة المدارس وقم تم الإعلان عن الفائزين الاوائل في المسابقة وتكريمهم من قبل معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية.
وتضمنت اجندة الحفل تقديم أوراق عمل حول نظم الغذاء المستدام في قطاعي الزراعة والثروة السمكية والتنوع الأحيائي والممارسات الزراعية قدمها عدد المختصين بوزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة الصحة والجمعة الزراعية العمانية ومجلس البحث العلمي.