حمد بن سعيد المجرفي
يجيش بنا الإحساس حين تتضارب مشاعر البعد ليجتذ منا الوصل ، وتنهال كل المشاعر تفيض ما بها من الحنين فمنها المؤلم والآخر يثير ألم وعتاب..
توردنا الأفكار بلغة الحماقة ، وتثيرنا الحماقات لتتلاعب بنا الأهواء ، فمن يدير ظهره لها تزداد حماقته ..ليخفي الابتسامة ، وليظهر بصورة مستعارة أو يلوذ بوجهه ليقطع الوصال ، ويحظر جميع محطات ووسائل التواصل بما فيها الإتصال ..
فهناك من يفربك الاحداث بنقل صورة سلبية عن أشخاص ما ، سواء وقعت بأحداث حقيقيه أو تبلئ بضغينة ومكيدة ..
يوجد بيننا من يتقبل نقل المفردات المسيئة ، ويستمتع بنقل الأقوال ، ويكشف أسرار البيوت بصورة مفضحة ، ليبقى العار يلاحقهم رغم البراءة ..
متجاهل العيب الذي أوقع به نفسه من جراء تصرفه الأرعن ، واهتزاز مكانته .
تجتاح كثيرا من أصحاب القلوب السوداء غمامة عند سماعه خبر ما ، فتعتم على بصيرته من أن يجد العذر ولا يبصر في الإيجابيات ، فيظهرون على صورهم الحقيقة ، فى لحظة غضب أو غفلة ، فيتعجلون بالرد ويتخذون قرارا خاطئا ، ثم ينشرون ما سمعوا ويلقون التهم لغيرهم .
وبعد مرور الأيام تظهر لهم الحقائق ، فخيرهم من يندم و يعتذر ، والأرعن من يكابر غروره وحماقته ، ويتخذ موقفاً حاسماً ، ويبدأ في خلق أعذار أقبح من ذنب ارتكبه .
فلذا علينا بأن نكون أكثر حذراً وفطنة من أمثال هؤلاء الاشخاص الذين يصرون على مكابرتهم ويبررون أخطاءهم .
فعندما نتساءل عن الكثير من يطعن الغير ، ويصوب سهامه على أشخاص ابرياء تنحني لهم احتراما ، وترفع لهم القبعات تقديرا لهم ، لما يصنعونه من جميل ، فى سبيل إحياء الوصل ، واستمرار التواصل ، والذين تربطنا بهم علاقة أخوة ومودة ، ليأتي الاحمق ، ليثير حماقته ، ويضع يده على الالم ، مثيرآ باستعطاف ، والمغفل يحسبه بأنه يدمي الجرح ، والاخر يضنه طبيبآ له غير أنه عكس ذالك فهو أشد ايلام وحماقه .
لنعلم جيدا بأن قمة الألم ، حين تنقاد خلف العواطف بلا شعور ، وتجعل مشاعرك كمعزوفة يعزف أوتارها الأحمق ، فتطربك بنغمتها غافل على انها هي النشاز بعينه .
وقمه الندم حين تصحو من غفلتك وتجد بأنك قد أخطأت وارتكبت حماقة فى حق أشخاص آخرين ، عندها تبقى عاجزا حتى عن الإعتذار .
فالعقل يخبرنا بان لا نبصم لأي كان بعشر الأصابع ، بل نترك إصبعاً واحدة ، فقد نحتاج أن نعضها ندماً يوماً ما !!