منى بنت سالم المعولية
لاشيء يدعو إلى العجب
هكذا هي الحياة ضرب من العبث
ضرب من الجنون والكثير من العدم
وجودنا يعتاد كل الأشياء
فهكذا خلقنا شعوب تباد وأخرى تتأسف
وطبول حرب تقرع وحضارات تُنسف
ولاشيء يهز عرش الكون
كل شيء ثابت في مكانه
تشاهد المذيعة تقرأ النشرة الدموية بكامل زينتها
وشاب يقود صهريج ماء بشهادة جامعية
الجيوب مفلسة والمتاجر ممتلئة
والشوارع تبتلعنا كل صباح ومزاج قائدي المركبات
وجدنا في عالم يُرى فيه المنطق …سوداوية
والطيبة سذاجة والتكبر حرص والعزلة نجاة، والناقص المعتوه يضع بينه وبين الناس لقب وباب ويتشدق فوق لجان الإنسانية!
وجدنا هكذا فلا شيء يعني شيء ولا أهمية لشيء
نحبس طائرا في قفص لنزين الدار وحوض ملئ بالسمك الصغار لنستكمل طقوس العبث
وبومة على حافة ليل ما تغتاب خصر الشجرة المستندة عليها
وعصفور صغير صغير هناك في القاع يحمل فوق عرش رأسه الصغير جبل ، نمضي عكس الحقائق لنحترق بالماء ونغرق في اللهب.