مسقط ـ شؤون عمانية
أقامت الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء ممثلة بلجنة الفكر مؤخرا حوارًا فكريًا مفتوحًا مع سعادة الشّيخ أحمد بن سعود السّيابيّ الأمين العام بمكتب الافتاء، الذي تم من خلال طرح العديد من القضايا الفكرية الجدلية .
أجرى الحوار مروان الذّهليّ، وتم من خلال الحوار الحديث عن ثقافة الحقوق والحريات، منطلقين بداية من حرية الاعتقاد، فلا إكراه في الدّين، ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، ومن هذا المنطلق كان الحديث حول آية السّيف، وروايات الدّعوة بالجهاد، وبين الشيخ أحمد بن سعود السّيابي أنّ هذا كان خاصّا بالجزيرة العربيّة، حال بداية الدّعوة، وأمّا الآن وقد استقرت الجزيرة على الإسلام تكون الدّعوة عن طريق الحوار والجدال بالّتي هي أحسن والعرض الحسن.
ومن خلال الحوار المفتوح تطرق السيابي إلى رواية من بدّل دينه فاقتلوه، وهنا بيّن أنّ هذه الرّواية عمل بها في المذاهب الإسلاميّة، وقد كان الحاكم يعمل بها ليحقق رضا النّاس، أمّا اليوم فهناك من المفكرين من رفض التّعامل بها، ويرى أنّ هذا الرّأي وجيه، مع عدم ترجيحه لأحدهما حتى الآن.
كذلك تطرق إلى قضيّة المواطنة، وأنها مبنية على أصل الأخوة في الوطن، ولو اختلفوا دينا أو مذهبا أو فكرا، فالمواطنة تقوم على الكفاءة، فيمكن أن يكون غير المسلم وزيرا إذا كان كفؤ، ومن حق الأديان أن تكون لهم معابد، وما جاء في نجاسة المشرك هي نجاسة بمعنوية بمعنى الشّرك، وأنّ الجزية اليوم في ظل المواطن يمكن أن تستبدل بالزّكاة كالمسلمين فوق الضّريبة كما فعل عمر بن الخطاب.
وذهب الحوار إلى قضية الإلحاد، حيث انتشاره اليوم بشكل كبير، وسابقا كان الملحد يسمى زنديقا، وهنا يرى الشّيخ السيابي ضرورة فتح جانب الحوار لأبعد الحدود، وأنّ حق المواطنة يشمل هؤلاء، شريطة عدم الجهر بذلك أو التّبشير به، كما ناقش قضيّة التّمرد بأنواعه المختلفة، بما في ذلك على الدّين على اعتباره دين إرهاب، وبين أنّ اتهام الإسلام بالإرهاب جاء بعد أحداث 2011م، وذلك كعادة الدّول الكبرى، حيث تصنع لها عدوا للحفاظ على مكانتها، فالإرهاب لا علاقة له بالإسلام ولا بالأديان.
كما تم التطرق إلى الجوانب الأسريّة كالقوامة، وبين أنّها بمعنى حفظ نظام الأسرة وليس بمعنى التّسلط، كذا الطّلاق بالثّلاث مرة واحدة يقع طلقة واحدة، وهو رأي المذهب قبل السالمي، ومن بعده أخذ برأي السّالميّ، وفي الجلسة الحوارية تمت الإشارة إلى جوانب عديدة أخرى كالتّبشير المذهبي ومواثيق حقوق الإنسان والتّعايش في السلطنة وغيرها.