العمانية _ شؤون عمانية
أكد المكرم المهندس خلفان بن صالح الناعبي عضو مجلس الدولة أن “هناك إقبالا متزايدا على القيد في السجل الانتخابي خاصة بعد أن اعلنت وزارة الداخلية عن تمديد فترة التسجيل الى 12 من سبتمبر الجاري، موضحا ان الاقبال الذي يحصل ونتابعه في ولايات السلطنة هو دليل على ارتفاع مستوى الوعي لدى الناخبين بأن المرحلة القادمة هي مرحلة مهمة في مسيرة التنمية التي تشهدها السلطنة.
وقال في حديث لبرنامج “الشورى صوتك” الذي تبثُّه قنوات إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان ويواكب انتخابات اعضاء الفترة التاسعة لمجلس الشورى في سائر محافظات السلطنة ان “هناك وعي مجتمعي بأن على اعضاء مجلس الشورى ان يساهموا مساهمة حقيقية خلال المرحلة القادمة وان يفكروا في مستقبل السلطنة، ولن يساهم هؤلاء الاعضاء الا من خلال الاختيار الصحيح للناخب، حيث نؤكد ان صوت الناخب هو امانة وان الخيار ينبغي
ان يكون للافضل والاصلح الذي يستطيع ان يمثل المواطن خير تمثيل تحت قبة مجلس الشورى”. كما اكد سعادته ان مسيرة الشورى في السلطنة تطورت خلال السنوات الماضية وهناك صلاحيات اعطيت لمجلس الشورى وهناك استجابة حقيقية من قبل الحكومة لكثير من القضايا التي تطرح تحت قبة المجلس”.
وأضاف: إن الفترة الثامنة الماضية لمجلس الشورى شهدت العديد من مشاريع القوانين والدراسات سواء من مجلس الشورى او من قبل مجلس الدولة ومعظم تلك القوانين اجيزت واخذ برأي مجلس عمان وهذا يأتي في إطار العمل التكاملي للمجلسين من اجل المصلحة الوطنية ولخدمة اهداف التنمية في السلطنة ليس لفترة قصيرة وانما لسنوات قادمة.
ووضح ان لدى المجلسين لجان تخصصية متعددة في العديد من المجالات والتي تناقش ملفات مهمة في مجالات تخصصها والمرحلة القادمة ان شاء الله بما فيها من استحقاقات
ستشهد المزيد من العمل حيث ان على المجلسين بذل قصارى جهدهم لترجمة تلك الاستحقاقات الى واقع ومن بينها بدء تطبيق رؤية عمان 2040.
واشار المكرم المهندس خلفان بن صالح الناعبي الى ان هناك زيارات يقوم بها المجلسين للاطلاع على كثير من القطاعات ومتابعة المشاريع الاستراتيجية بالسلطنة، مشيرا الى ان مجلس عمان يستضيف الجهات الحكومية والوزارات المعنية لعرض استراتيجيتها خلال المرحلة القادمة ويتم العديد من النقاش والاطلاع على عدد من النقاط واخذ مقترحات المجلس لدعم تلك الاستراتيجيات وايضا لبلورة ملامح المراحل القادمة من الخطط الخمسية. وقال: ان “هناك قضايا اجتماعية ايضا تظهر على السطح من وقت الى اخر ومن بينها قضايا الشباب وموضوع ايجاد فرص العمل لهم من خلال اقامة مشاريع تنموية في البلاد تهيئ لفرص العمل للشباب الى جانب قضايا الثقافة والاعلام والمجلسان يعملان جنبا الى جنب مع اي مستجد والمرونة مطلب في عملهما متى
ما استجد امر ما وهما يبادران في التطرق لتلك المواضيع ودراستها دراسة مستفيضة ويمتلكان الخبرة الكافية من خلال اعضائهما في مختلف التخصصات والمتتبع لمجلس الدولة يجد هناك خبرات تراكمية تدعم اي قضية يتم طرحها على المجلس وايضا من خلال الجلسات المشتركة مع مجلس الشورى وتبادل الاستفادة من الدراسات التي يجريها المجلسان حتى لا تكون هناك اي ازدواجية”.
ومن جانبه قال الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي المستشار القانوني لمجلس الشورى في حديث للبرنامج “ان زيادة عدد المرشحين والناخبين في الفترة التاسعة لانتخابات
اعضاء مجلس الشورى تعطي رسالة لأولئك المثبطين ان وجدوا انكم لستم على حق كما تشيرون بان مجلس الشورى غير فاعل حيث نرى من خلال ما تحقق وبالأرقام الى تلك
الانجازات سواء في مجال التشريع او في مجال الرقابة او في المجالات الاخرى واكدتها وزارة الداخلية”، مؤكد ان “المجلس نشيط ومنجز ويؤدي دوره بشراكة مع مجلس الدولة، وان زيادة عدد المرشحين يعطي كذلك فرصة للناخبين ان تكون لديهم خيارات
متعددة لاختيار الاكفأ حيث ان عدد من المرشحين لديهم شهادات علمية متعددة واخرين يمتلكون خبرات واسعة”. واضاف ان الارقام المتزايدة التي يظهرها سجل الناخبين يعطينا تأكيد ان المشاركة في يوم التصويت ستكون اوسع وأكثر وانه سيكون هناك حسن
في اختيار المرشحين.
وفيما يتعلق بالملفات الحيوية التى ينبغي ان يتعاطى معها مجلسا الدولة والشورى في المرحلة القادمة اشار الدكتور الشكيلي الى ان “هناك الملف الاقتصادي الذي يضم الكثير من المواضيع الهامة ومن بينها الشراكة بين القطاعين العام والخاص والخصخصة والتنويع الاقتصادي والشباب والباحثين عن عمل وغيرها، الا ان هناك 3 ملفات هامة يجب ان تركز عليها الفترة القادمة وهي ملف التعليم باعتباره ركيزة اساسية في بناء المجتمع والتركيز عليه من خلال الكيف وليس الكم ومن خلال التنوع والمسارعة في اصدار قانون التعليم الذي يتم دراسته حاليا من قبل الحكومة ومن
خلال اعطاء قطاع التعليم الاهتمام الاوفر لان مخرجات التعليم يجب ان تواكب سوق العمل ، اضافة الى قطاع السياحة الذي لا يجب اغفاله وهو حسب اعتقادي لم يخرج بعد الى الفضاء بالشكل الذي يجب، واهمية ان يكون له عائد يساعد الاقتصاد الوطني،
والقطاع الثالث هو الاستثمار في القطاع الصحي حيث ينبغي اعادة النظر في مشروعات القوانين القائمة الان المتعلقة بهذا القطاع وعملية الاستثمار فيه”.
وحول تأهيل اعضاء مجلس الشورى الجدد قال الشكيلي: انه منذ الاسبوع الاول في بداية كل فترة يتم بناء برنامج تأهيلي تدريبي للأعضاء على فترات متعددة في مركز عمان للتدريب وهو خاص بهذا الجانب وهناك استعدادات مبكرة لأعضاء الفترة الثامنة حيث
تم وضع الخطة لاعتماد برامج معينة وهذا التأهيل لا بد من ان ينعكس على الاعضاء في ادائهم وممارستهم لعملهم واداء رسالتهم ليثبتوا للناخبين انهم على قدر المسؤولية كما تحدث لـ “برنامج الشورى صوتك” الدكتور علي بن سيف الحارثي عميد الكلية
التقنية العليا ان الدور الذي يقوم به مجلس الشورى في المجالين التشريعي والرقابي يضع على المرشح اهمية إدراك تلك المسؤوليات التي تبني عمان حاضرا ومستقبلا.
كما اشار الى اهمية مشاركة الناخب الشاب وشريحة المثقفين واهمية وجود تخصصات لدى المرشحين لإثراء عمل المجلس، واشار الى انه “لطالما ان المجتمع اخذ موضوع الشورى كموضوع وطني ومسؤولية للجميع فإن اهداف الشورى ستتحقق فالمجتمع
العماني مجتمع متعلم والاسر العمانية يكاد لا يخلو منزل الا وفيه الرجل والمرأة متعلمين، وعليه فإن فهم دور عضو مجلس الشورى هي النقطة الاساسية التي يجب التركيز عليها لتمكين ممارسة شوروية ناجحة”.
ووضح ان المجالس الطلابية في الجامعات والكليات تمارس تجربة الشورى وتطبقها في اطار اعداد هذه الاجيال فهناك المترشح والناخب والتصويت والاختصاصات والمهام والمتابعة، ومن خلال وجودي في الكلية نرى ذلك ويتم من خلال هذه المجالس نقل قضايا الطالب وانشغالاته وحل الكثير من الامور وهذه ثقافة فمتى كانت هناك قناعة بها تنمو عند الطالب وبالتالي يمارسها عند الخروج من الجامعة والكلية ويكون قد تأسس لها.
واشار يونس بن عبدالرحيم البلوشي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة الى انه يجب على المرشح لعضوية المجلس ان يتضمن برنامجه الانتخابي رؤيته لمستقبل عمان وما يمكن ان يقدمه في تناول ملفات مهمة تنتظر الاهتمام بها وتعزيزها ومن
بينها الملف الاقتصادي. واشار الى ان هناك حراكا مجتمعيا وتفاعلا من كافة فئات المجتمع مع الانتخابات الحالية وبوتيرة أكبر حيث ان عدد المرشحين قد ارتفع في العديد من الولايات وهناك منافسة في ظل وعي باختصاصات المجلس ودور عضو المجلس
ومهامه.
وقالت الدكتورة امينة بنت عبيد الحجرية المديرة العامة المساعدة للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ان “الشورى هي مبدأ انساني واخلاقي وحضاري غاية في الاهمية وخاصة في ظل التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي يشهدها هذا العصر ووجود هذا الكم من المنصات التفاعلية التي تسمح للجميع في ابداء الرأي، كانت هذه الالية التنظيمية هي آلية اخلاقية لإيصال هذه الاصوات، وعندما نأتي الى الممارسة العمانية في مجال الشورى فإنها تستحق الاشادة والاهتمام بما حققته من انجازات ولان آلياتها التنظيمية نبعت من الدين الاسلامي الحنيف ومن الحضارة
والتاريخ العماني ولها خصوصية معينة”.
واضافت ان “الشورى في السلطنة اسميها /ديمقراطية الثقة/ وهي ديمقراطية اجتماعية صرفة ليس بها اي اقصاء لأي مكون من مكونات المجتمع وليست هي ديمقراطية سياسية
بحتة”. واشارت الى الانطباع العام عن مسيرة الشورى في السلطنة في خارجها هو انطباع يؤكد ان هذه الممارسة هي عمانية بحتة وليست مستوحاة من الديمقراطية الغربية فمثلا هناك دول استمدت تجربتها في هذا المجال من الديمقراطية الغربية
ففي بعض الدول اخذت على جميع الاشكالات والتحديات التي تواجهها من الاهمية العملية في اتخاذ القرار ومن الاهمية الدينية والاهمية العلمية في ايصال الاصوات ولها اليات تنفيذية متطورة وتعتمد على التطور الزماني.
واشارت الى ان العملية الانتخابية في السلطنة تشهد تطورات في كل فترة من فتراتها وهذا دليل على قيام الجهة المناط اليها تنظيم الانتخابات بتقييم كل مرحلة والاستفادة من المستجدات في هذا المجال مثمنة جهود وزارة الداخلية في تبسيط هذه العملية وسلاستها وتجويدها، مشيرة الى الخطوات الجديدة في الفترة التاسعة في مجال التصويت الالكتروني.
واشارت الى دور منصات التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية وقالت ان تلك المنصات أكثر وصولا الى الناخب والى أكبر شريحة من المجتمع ممكنة واكثر فاعلية، مشيرة الى المرأة المرشحة لعضوية المجلس لا تتطلع في حملتها الانتخابية الى
المرأة فقط وانما الرجل ايضا ومهامها في الدعاية الانتخابية اصعب مقارنة بأخيها الرجل.