مريم الشكيلية
ستشهد السلطنة في الفترة القادمة حدثًا ديمقراطيًا هامًا وهو: انتخابات مجلس الشورى العماني، وهي العملية الديمقراطية التي أرسى دعائمها مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – التي تمثل إحدى جوانب خدمة هذا الوطن المعطاء.
ومشاركة المواطنين في هذا الحدث الديمقراطي مهم جدا؛ لأن الإدلاء بالصوت يمثل المشاركة في صنع القرار ، وأيضا خدمة الوطن والعمل من أجل تقدمه وما يراه المواطن صالحاً لخدمة قضاياه الداخلية من أجل هذا الوطن العزيز.
ولكن نلاحظ كثيرا خاصة مع كل دورة أو اقتراب فترة قادمة لانتخابات المجلس وجود انقسام لدى بعض المواطنين بين منتخبٍ وممتنعٍ عن التصويت، بين من يسعون لمنح أصواتهم لمن يجدونه جديرًا بتمثيلهم بكل جدية، وبين من يرون او يعتقدون أن المرشحين لن يتعاملوا مع أصواتهم وقضاياهم على محمل الجد، لذلك نراهم لا يمنحون أصواتهم لأحد من المرشحين وينصرفون لأعمالهم وكأن الأمر لا يعنيهم البته.
كما إنك تجد في فترة الانتخابات أن الناس أو البعض منهم تعطي أصواتها حسب القرابة والمعرفة للمرشح فقط وليس حسب برنامجه الانتخابي وتفانيه وعمله الملموس وجدارته، وهذا ما يفسد العملية الانتخابية الجادة والبناءة…لماذا لا نحمل جميعنا شعارًا ونعمل ونؤمن ونكون على بصيرة به، وهو: أن يكون صوتك لوطنك… أن يكون صوتك أمانه لهذا الوطن، لمن تراه أهلًا لحمل أمانه صوتك، أن نترك الانحياز والتحيز ونمنح أصواتنا للوطن لتكون رسالتك واضحة لخدمة الوطن وحل جميع قضاياه وإشكالاته.
الانتخابات ليست أصواتًا وحسب، وليست كراسي فقط؛ وإنما هي مشروع بناء وخدمة وطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فكلما كانت الجدية موجودة فيها والمواطن يرى ثمارها من قبل المترشحين ووعودهم وخدماتهم وسعيهم لنقل وحل مشكلات المواطن كلما كان المواطن أحرص على المشاركة بصوته لا متفرجا وكأن الأمر لا يعنيه لقناعته أن المرشحين عند لحظه فوزهم لن يفعلوا شيئًا لهم أو كما وعدوا به. يجب على المرشح أولا تغيير هذه القناعة لدى المواطن، كما يجب على المواطن أن يعي وبصدق الأمانه في إدلاء الصوت، فإن منحت صوتك للوطن ستتلاشى منك الانحيازية، يجب أن يكون صوتك وفقًا لمبادئك وثقافتك وحبك لوطنك فهو يمثلك أنت قبل كل شي.
*الصورة من موقع محرك البحث العالمي ” جوجل “