شؤون عمانية- جمانة اللواتي
يصادف اليوم الثامن من سبتمبر ذكرى خروج جوادر من السيادة العمانية عام ١٩٥٨ وانتقالها إلى باكستان في عهد السلطان سعيد بن تيمور – رحمه الله – بعد حكم دام لأكثر من قرنين ، تميزت فيها جوادر بوجود الوفرة التجارية أثناء فترة عيش العمانيين فيها .
جوادر هي جزءٌ من تاريخ عمان العريق ومن إرثها الثقافي ،رغم أن الضوء قد لا يُسلط عليها كثيراً ؛ ومن هذا المنطلق حاورت ” شؤون عمانية ” الباحثة / المؤرخة الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية .
والزدجالية هي باحثة في التاريخ ، وصدر لها كتاب بعنوان ” جوادر تحت السيادة العمانية 1913 – 1958 م ” وهو عبارة عن بحث نالت من خلاله الباحثة درجة الماجستير في التاريخ من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الشارقة وصدر عن مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي بجامعة نزوى بالتعاون مع منشورات الجمل بألمانيا سنة 2015 .
– في البدء ، أين تكمن أهمية دراسة التاريخ ؟ هل نحن بحاجة لدراسة التاريخ لفهم المستقبل أم أن المسألة شغف لدى البعض فحسب ؟
* تعد دراسة التاريخ هامة لكون التاريخ مرآة الأمم والشعوب ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيا بوجوده وتموت بانعدامه.
– يصادف اليوم ( الثامن من سبتمبر ) ذكرى خروج جوادر من السيادة العمانية و بما أنكِ قمتِ بتأليف كتاب ( جوادر تحت السيادة العمانية ) كيف يمكنك أن تعبري عن أهمية هذا اليوم للتاريخ والإرث العُماني لا سيما للجيل الجديد؟
* جوادر كانت – ولا زالت – إحدى محطات التاريخ العماني وشاهد عيان على إمبراطورية عمانية ممتدة تركت بصماتها في تاريخ المنطقة. حينما كانت تسمى بسلطنة مسقط وعمان وجوادر لفترة ناهزت على مائتي عام منذ عهد السيد سلطان بن أحمد الى نهاية السيادة العمانية عليها في ٨سبتمبر١٩٥٨م. لتكون بذلك اخر ممتلكات الإمبراطورية العمانية فيما وراء البحار.
– لماذا اخترتِ أن تكتبين عن جوادر تحديداً ؟
* الحاجة الماسة للتطرق لمواضيع هامه في تاريخ عمان لم تجد سبيلها للنشر والكتابة، وسد الفراغ في المكتبة التاريخية العمانية في فترات لم يُكتب عنها سابقا.
– خلال زيارتكِ لجوادر ، هل لا زالت الآثار العمانية واضحةً هناك ؟
* شواهد التاريخ العماني في جوادر قائمة سواء أكانت مادية كالقلاع والحصون والابراج والاسوار والمنازل ونمط العمارة وما تبقى من المدرسة السعيدية ومكتب البريد وغيرها معالم تكاد تطمس عبر الزمن .
أما الأثر الاجتماعي فلا زال مع وجود العمانيين هناك بولائهم وانتمائهم وحبهم لعمان بحكم ازدواج الجنسية.
– كيف ترين المناهج التاريخية في مدارس السلطنة ؟ هل تعطي تاريخ عمان حقها و تسلط الضوء على الدول التي كانت تحت سيادة السلطنة ؟ و هل من مقترحات لديكِ لتطوير المناهج ام انها مرضية بشكل عام ؟
* تركز مناهجنا التاريخية على جوانب معينة من التاريخ العماني كعلاقة عمان بشرقي افريقيا .ولا تتطرق لجوانب أخرى كعلاقة عمان بموانئ الساحل الشرقي للخليج العربي وجوادر إلا في اشارات قليلة للأسف.
مما يبقى هذا الجزء مجهولا أمام الأجيال الحاضرة والمستقبلية. الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر فيه عند صياغة منهج التاريخ العماني في المستقبل.
– كلمة تودين قولها عن جوادر و عن أهمية قراءة التاريخ العُماني
* جوادر ..ما زالت تتأرجح بين حنين الماضي المرتبط بعمان..وحاضر جديد لا نعلم أثره على ما تبقى من شواهد الماضي..
ومع بقاء ازدواج الجنسية لدى سكانها يبقى ذلك الارتباط الاجتماعي والتاريخي مع عمان قائم بحكم روابط التاريخ .