وفاء بنت سالم
عزيزتي أ
الآن وأنا أتذكر اللحظات التي مرتني خلال الأعوام الماضية بدءًا من 2014 أجدني قد تغير فيني الكثير، وأني ما عُدت ما كنت عليه قبلها ب سبع سنوات مضت.
أُريدُ الآن أن أرجع طفلة، أقولها بصدق أُريدُ أن أكون طفلة حتى أستطيع أن أسترجع ما كان لي،و كل شيء منع عني أو أُخذ مني غصبًا، هل تبدو رغبتي غريبة ؟.
ماذا أقول لك، لا أستطيع أن أتباهى بما أنا عليه، لأني أعلم أني قد أخطأت في حق ِ نفسي وتجاوزت أحلامها، تطلعاتها من أجل الغير.
ولا أخفيك يا عزيزتي كنتُ كلما جلست خلف الطاولة لأكتب شيئًا ما كان يصيبني الخوف، وهو خوف مشابهة للذي ينتابني وأنا أُوقع كتاب ? ما، أو أُباشر بالإعلان عنه أو طباعته.
هل علي أن أشعر بالخزي وأنا أعترف لك الآن بأني قد ألغيت طباعة الإصدار الذي أعلنت عنه!
لقد حدث شيء ما يا عزيزتي ، كان أن عدتُ من العاصمة بعد أن أسدل معرض الكتاب ستارته الأخيرة لألغي أمر طباعة الإصدار ، بعدها قمت بمسح كل الملفات التي قد نسقتها مسبقا من أجل النظر في نشرها خلال الفترات المقبلة. ما يحدث لا أعرف له تفسيرًا سوى أني قد رأيت وجهًا أخر للعالم الثقافي الذي كنت أرقبه بصمتٍ خلال عشرة أيام متتالية. وعلى ذلك يا عزيزتي لم أشعر بأني عدتُ على ما كنت عليه قبلها بأيام. وأعترف لك حين إنغمست مع عالم الأطفال بعدها بعمق أحسست بسرور عميق من الصفعة التي واجهت قلبي من عالمهم، وقفتُ حينها أمام نفسي لأدرك بأن عالمنا تافهة يا عزيزتي، وأننا مهما صنعنا لا نحصل على التقدير الذي نستحقه بل نظل طوال الطريق لا نستطيع الإقتراب منا بل البحث عن شيءٍ يشبهنا، فما جدوى أن نكتب يا عزيزتي دون أن نغفر لأنفسنا ؟.
نصبح مرضى يا عزيزتي، نفتقد مهارة الحياة بصدق، نظل نكتب ونكتب ونكتب ونشعر بألمٍ يسكن أطراف الحروف التي نشكل بها الكلمة، حتى أنْا نخاف كما قال دوستويفسكي من إستشارة الطبيب عن سبب الألم الذي يصيبنا!.
هكذا يا عزيزتي أتلفت ما أتلفت ،وحرقت ما حرقت حتى أستطيع أن أعوض نفسي عن اللحظات التي تجاهلتها علني أجدني من حيث نسيت الحديث إلي قبل سنوات توقفت عن عدها.
اتذكرين حين قلت لك أن الكتابة مرحلة تطهير، هي أيضًا مرحلة عقم، أجل يا عزيزتي، عقم عن الإحساس بمتعة أنك جزء محسوس من هذا الكون، عقم من الشعور بلذة الفرح، الحب، الإمتنان.
وأخشى أن نصل يومًا لمرحلة الحقد التي رأيتها في أعين الكثيرين من حولي، المرحلة التي تدفع النفس لأذية من حولهم دون عقلانية!.
هل علي يا عزيزتي أن لا أُبالي بكل ما رأيت وما سمعت؟.