كتب : زكريا بن عامر بن سليمان الهميمي
تعد قبيلة بني هميم من القبائل العمانية العريقة التي ساهم عدد من أفرادها في رقي الحياة الفكرية والثقافية في عمان وكان لهم الأثر البارز في تاريخ عمان وحضارتها، وسنتناول في هذا المقال باختصار سير وتراجم ستة عشر علما من بني هميم أسهموا في خدمة العلم والفكر والحياة الثقافية في هذا الوطن.
1- الشيخ العلامة: الحتات بن كاتب ،( أبو عبد الله الهميمي )( ق 1ه / 7 م ) :
ولد بتوام البريمي ، ونزل بسمد نزوى واستوطنها ، وله رهط بعقر نزوى سكناهم بالجهة الغربية الجنوبية من العقر شرقي محلة كرادسيين جنوبي المال المسمى بستان العقر ، يطلق على هذا المكان بستان هميم ، ولعله كان يسمى بستان بني هميم ، ولكثرة الاستعمال اختصرت التسمية فقيل بستان هميم .
والحتات فقيه فاضل نشأ بالقرن الأول الهجري وخرج من عمان إلى البصرة مع من مثله من طلبة العلم ، وله مواقف مشرفة وصلابة في وجه الحكم التعسفي الأموي ، ذو جرأة وبسالة ، لا يخاف في الله لومة لائم ، يقول الحق غير مبال لما يتعرض له من أعدائه .
لقد لازم القائد المهلب بن أبي صفرة وولده حبيبا في حملتهما ضد الخوارج ، بعد مفارقتهم لهم وبراءة عبد الله بن أباض من نافع بن الأزرق ، وقتل رحمه الله مع حبيب بن المهلب في تلك الحملة .
كان رحمه الله مع جملة الوفد الإباضي الذي يضم خيرة وعمدة المذهب آنذاك إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز الذين ذهبوا إليه يبادروا له آراءهم ويكشفوا النقاب عن الحق الذي ضيعه أسلافه من بني أمية ، ويقدموا له محض النصيحة ، ويطلبوا منه رفع المظالم التي وضعها أؤلئك الحكام على الرعية ، ويوضحوا له موقفهم منه ويبينوا له ما لعله خفي عليه لكي تبلغه الحجة أحجة ، فلا يسعه السكوت ، فأدرك الحق وعلم ما كان من أسلافه من تعسف وجور ،فألحوا عليه بطلبهم تغيير ما هو قائم من ظلم وأن يبادر برد بدعهم التي ابتدعوها في الإسلام ، وأن يعلن البراءة منهم ، وأن يحيي السنن التي أمامها أؤلئك ، وأن يميت البدع التي أحيوها “.
2- الشيخ العلامة : هاشم بن غيلان، أبو الوليد الهميمي السيجاني ( حي : 207 ه / 822 م ) :
” هو الشيخ العلامة أبو الوليد هاشم بن غيلان السيجاني ، نسبة إلى سيجا ، بلد من أعمال سمائل ،
وهاشم بن غيلان عالم فقيه، عاش في آخر القرن الثاني وأول القرن الثالث الهجري ، من بلدة سيجا من أعمال سمائل . ولد في العقد السادس من القرن الثاني الهجري تقريبا ، ونشأ مجدا مجتهدا في طلب العلم ، فأخذ العلم عن بشير بن المنذر ، وموسى بن أبي جابر ، ومحمد بن عبد الرحمن الرامي ، وأبي مهاجر هاشم بن المهاجر ، وغيرهم .
عاصر من العلماء : مسبح بن عبد الله ، وعلي بن عزرة ، والأزهر بن علي ، وسليمان بن عثمان ، والعلاء بن أبي حذيفة ، ومسعدة بن تميم ، وغيرهم ، ومن الأئمة : محمد بن أبي عفان ، والوارث بن كعب ، وغسان بن عبد الله ، وعبد الملك بن حميد ، وله نصيحة إلى الأخير .
من آثاره العلمية : 1- مجموعة رسائل :
أ . رسالة إلى الإمام عبد الملك بن حميد : ( مخ ) : أرسلها إليه لما أظهر قوم من القدرية والمرجئة معتقدهم بصحار ، ودعوا الناس إليه وكثر المستجيبون لهم ، حتى صاروا بتوام وغيرها من عمان ، فخاف هاشم على أهل مذهبه من ذلك ، وتقوم الرسالة على محورين اثنين ، الأول : تذكير بمسلك السلف الصالح في التصدي لأهل البدع ، والثاني : دعوة إلى تكليف الوالي باتخاذ موقف حاسم . وتوجد الرسالة ضمن سير علماء المسلمين .
ب . كتاب آخر إلى الإمام عبد الملك بن حميد : أرسله إليه هو وأهل إزكي جوابا على كتاب سابق أرسله إليهم ، ويتضمن الكتاب تأييد رأي الإمام في إراحة من ذهب إلى الجهاد في سبيل الله ، كما يتضمن بيان أهمية الجهاد في الإسلام وفضله ومن يقوم به ، وقد أورد الكتاب الإمام السالمي في تحفته .
ج . كتاب ثالث إلى الإمام عبد الملك : أرسله إليه أيضا هو وعلماء من إزكي ، منهم : موسى ومحمد ابنا علي ، وسعيد بن جعفر ، والأزهر بن علي ، ومحمد بن علي ، والعباس بن الأزهر ، والكتاب جواب لكتاب أرسله إليهم الإمام عبد الملك سابقا ، وقد جاء الجواب مبينا إخلاص هاشم ومن معه ، وأنهم حريصون على مصلحة الإمام والرعية . وقد أورد الإمام السالمي الكتاب في تحفته أيضا .
2- مجموع جواباته مع مسبح بن عبد الله .
3- مسائل متفرقة في كتب الأثر .
ذكر الإمام قطب الأئمة في شرحه على لا مية ابن النظر أن الشيخ هاشم أحد حملة العلم من البصرة إلى عمان ، وقال : أن العدد لا مفهوم له . ويعلق الشيخ البطاشي على ذلك بقوله : ” كأنه يشير إلى أن النقلة أكثر من ذلك – أي عن خمسة – والله أعلم . أ ه .
توفي الشيخ هاشم في سيجا في إمامة عبد الملك بن حميد على ما يبدو ، وقبره معروف بها إلى يومنا هذا ” .
3- الشيخ :محمد بن هاشم بن غيلان، أبو عبد الله الهميمي السيجاني ( ق 2 – 3 ه / 8- 9 م ) .
” هو عالم فقيه ، عاش في القرن الثاني ، والقرن الثالث الهجري . نشأ على العلم والصلاح منذ نعومة أظفاره ، ولا عجب في ذلك إن علمنا أن أباه هو الشيخ هاشم بن غيلان ، الذي حرص على تنشئة ابنه النشأة الصالحة ، وتوجيهه إلى سبل المعالي دائما ، كما استفاد من علماء عصره ، فتعلم على يد الكثيرين ، فهو يقول : ” حفظنا عن أشياخنا التي تدل على كثرة المجالسة والطلب ، وممن تتلمذ عليهم موسى بن علي ، ومحبوب بن الرحيل الذي التقى به في مكة ، فجلس إليه وكتب عنه ، ولمحبوب إليه كتاب في مسائل القدر ، وهنالك غيرهم من العلماء .
وقد نقل عنه وروى كثيرون ، منهم الحواري بن محمد بن جيفر ، وأبو معاوية عزان بن الصقر ، وغيرهما . وقد قام بعدة أسفار خارج عمان ، منها إلى : مكة المكرمة ، وبلاد حضرموت . من آثاره العلمية : 1- كتاب ينسب إليه ، 2- مسائل منثورة في كتب الأثر “.
4- الشيخ مسبح بن عبد الله الهميمي ( ق 2- 3 ه / 8- 9 م )
” قاض فقيه ، عاش في آخر القرن الثاني وأول القرن الثالث الهجري ، من بلدة هيل من أعمال سمائل ، روى عن بشير بن المنذر ، وحدث عن عبد الرحمن بن المغيرة ، ونقل عن أبي بكر الموصلي وعمر ( لعله ابن المفضل ) . وحفظ عنه أبو زياد الوضاح بن عقبة ، ولعل ابنه محمد بن المسبح ممن أخذ عنه . عاصر كثيرا من العلماء ، منهم هاشم بن غيلان ، وكانا يشتركان في الإجابة على المسائل ، وسليمان بن عثمان ، والأزهر بن علي ، وموسى بن علي ، وخالد بن سعوة ، والعلاء بن عثمان ، وغيرهم . عاصر الإمام غسان بن عبد الله ، وتولى له القضاء على نزوى . كان أعمى البصر ، نير البصيرة ، شديدا في الحق ، رابط الجأش “.
5- الشيخ محمد بن المسبح بن عبد الله ، أبو عبد الله السيجاني الهميمي ( حي : 280 ه / 893 م ) .
هو عالم فقيه ، عاش في القرن الثالث الهجري ، من بلدة هيل من أعمال سمائل ، جد واجتهد في تحصيل العلم ، وتتلمذ على يد محمد بن محبوب ، والوضاح بن عقبة ، وهاشم بن غيلان ، ولعل والده ممن تتلمذ على يديه أيضا ، شارك العلامة محمد بن المسبح في محاربة ابن بور لما جاء عمان ، فالتحق بجيش الإمام عزان بن تميم . من آثاره العلمية :
1- كتاب ينسب إليه .
2- مؤلف في فساد الدواب .
3- تعليقات على جامع ابن جعفر .
4- مسائل عديدة في كتب الأثر : قام بجمعها بدر بن سليمان بن سبيح الظفري في بحث تقدم به للتخرج من معهد العلوم الشرعية .
لا يوجد تأريخ محدد لوفاة العلامة ابن المسبح ، ويستظهر الشيخ أحمد بن سعود السيابي وفاته بعد رجوعه من القتال الحاصل بين جيش الإمام عزان وابن بور سنة 280 ه / 893 م . واستظهر أحد الباحثين ولادة الشيخ في آخر القرن الثاني الهجري على وجه التقريب ، لكونه أدرك الشيخ هاشم بن غيلان ( حي : 207 ه ) ، وأخذ عنه .
6- الشيخ محمد بن عمر الهميمي ( ق 3 ه /9 م ) :
فقيه ، عاش في القرن الثالث الهجري ، حفظ عن محمد بن هاشم عن أبي علي موسى بن علي ، له مسائل في الأثر ” .
وجاء في كتاب بيان الشرع الجامع للأصل والفرع للعلامة محمد بن إبراهيم الكندي : ” مسألة : حفظ محمد بن عمر الهميمي عن محمد بن هاشم عن أبي علي في رجل حلف لا يأكل التمر ، هل يأكل الخل والعسل والبسر المحروق والبسر الذي لم يحرق ؟ قال : نعم إلا أن يكون يمينه عن شيء محدود فلا يأكله كله ولا ما جاء منه ” .
وجاء في نفس المرجع السابق لكن في موضع آخر :” مسألة : وعن رجل حلف لا يأكل التمر هل يأكل الخل والدبس أو غيره مما هو منه ؟ قال : لا بأس بذلك ، وإذا حلف لا يأكل هذا التمر ولا تمر هذه النخلة لم يأكله ولا دبسه ولا خله ولا ما جاء منه ، لأنه محدود وكذلك أيضا حفظ محمد بن عمر الهميمي عن محمد بن هاشم عن أبي علي ” .
7- الشيخ محمد بن عمران الهميمي :
ورد ذكر اسم هذا الشيخ في كتاب منهج الطالبين وبلاغ الراغبين للشيخ خميس بن سعيد الشقصي ،
كما ورد اسم هذا الشيخ أيضا في كتاب إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان البطاشي للشيخ المؤرخ سيف بن حمود بن حامد البطاشي ، ولم يذكر في هذين المرجعين أي معلومات عن حياة هذا الشيخ ،بل ذكر اسمه فقط .
8- النقاش: عبد الله بن قاسم بن محمد الهميمي ( ق 10 ه – 16 م ):
هو رائد فن العمارة الدينية العمانية التقليدية ،و صانع المحاريب العمانية الجميلة في عمان،
لا نعرف تاريخا لمولده، لكنه ولد ونشأ في ولاية منح ونسب نفسه إليها.
قام النقاش الهميمي بتصميم خمسة محاريب لا تزال تحتفظ بحالتها الأصلية و ترتيبها الزمني التسلسلي هو كالتالي :
1. محراب مسجد العالي في ولاية منح ( 909 ه /1503 م ).
2. محراب مسجد العين في ولاية منح ( 911ه /1505 م ).
3. محراب جامع بهلا التاريخي القديم في ولاية بهلا ( 917 ه /1511 م ).
4. محراب مسجد الشراة في ولاية منح ( 922 ه /1516 م ).
5. محراب مسجد الشرجة في ولاية نزوى ( 924 ه/ 1518 م ).
وتنحصر سنوات تصميمه للمحاريب العمانية بين سنة 909 ه /1503 م و سنة ( 924 ه/ 1518 م )، أي أنه مكث في صناعة تصميم المحاريب حوالي 15 عاما.
وقد قام النادي الثقافي في السلطنة بعمل ندوة عن هذا النقاش تكريما له وابرازا لإسهاماته في فن العمارة الدينية في عمان.
9 – الشيخ حمير بن مرهون بن عنبر بن سرحان الهميمي
ولد في الجناه بولاية سمائل ، وتوفي سنة 87 أو 1388 ه / 1967 أو 1968 م ،وقال الشاعر الشيخ أبو سرور الشيخ حميد بن عبدالله بن حميد بن سرور الجامعي مثنيا عليه :
وافاك حمير لا تبغوا به بدلا * كأنه حمير لا يرتضي الدونا
في صدره حفظ القرآن مرتديا * فقها وفي الطب أستاذ يلبينا
10- الشيخ الفقيه القاضي عيسى بن حمود بن علي بن سلوم الهميمي:
ولد بالجناه من وادي بني رواحة بسمائل في القرن الثالث عشر وتوفي أواخر القرن الثالث عشر أو الرابع عشر. وقال الشاعر الشيخ أبو سرور مثنيا عليه :
هذا الهميمي عيسى طل به شرفا * نعم التقي إذا شئت التقينا
11-الشيخ ناصر بن محمد بن عبد الله بن عمر الهميمي البهلوي( ق : 13 ه / 19 م ):
كان أحد وكلاء مسجد حارة اللحمة في ولاية بهلا، وقد ذكر في المخطوطة الثانية لوقف مسجد اللحمة والتي تعد نسخة من المخطوطة الأولى.
12_ الشيخ القاضي عبيد بن مسعود بن ثابت الهميمي ( آخر : ق13 ه – 19 م )
الشيخ ” قاض عاش في آخر القرن الثالث عشر الهجري ، تولى القضاء في كشكاش في شرقي إفريقيا للسيد برغش بن سعيد بن سلطان ، ثم تولى القضاء بعدها في شكشك “
ولد في حارة اللحمة في ولاية بهلاء في عمان ، ولا نعلم تاريخ ميلاده تحديدا ، ولكنه ولد قبل عام 1290 ه / 1873 م بمدة وكذلك فإنه ولد قبل عام 1872 ه بدليل أن ابنته الأولى تذكر الاعصار الذي أصاب زنجبار أثناء وجودها هنالك في زمن السلطان برغش بن سعيد وكان الاعصار قد حدث يوم 7 صفر 1289هـ / 15 ابريل من سنة 1872 ” .
لا نعرف شيئا عن مسيرته العلمية ، ومن المحتمل أنه أخذ العلم عن بعض المشايخ في عمان ، ثم هاجر إلى زنجبار وتلقى العلم على يد علمائها ، فقد كانت زنجبار في تلك الفترة زاخرة بالكثير من العلماء والفضلاء .
وشغل الشيخ منصب القضاء في الجزيرة الخضراء ( بيمبا ) في بلدة كشكاش ، ثم شغل منصب القضاء في بلدة شكشك في عهد السلطان برغش بن سعيد بن سلطان سلطان زنجبار .
” كما توجد بعض الأحكام القضائية التي كتبها الشيخ بنفسه في الارشيف الوطني الزنجباري ، وكذلك اقرار منه يوجد أيضا في ذلك الارشيف قام بنقله الكاتب والباحث محمد بن عبد الله السيفي في احدى زياراته لزنجبار “.
” لا نعرف وفاة الشيخ تحديدا إلا أن وفاته كانت قبل عام 1324ه / 1906م أو في نفس تلك السنة ، بدليل أن ابنته الثانية نصرة التي توفيت في هذا التاريخ كانت قد ورثت من أموال والدها الشيخ بعد وفاته بمدة ، وتوفي الشيخ في زنجبار ودفن هنالك “.
وكذلك فإن الشيخ القاضي كان حيا في 7 رجب عام 1309 ه / 6 فبراير 1892 م بدليل أنه كتب اقرارا على نفسه في نفس ذلك العام ، وبذلك تنحصر وفاة الشيخ القاضي عبيد بن مسعود بن ثابت الهميمي بين عام 1309 و بين عام 1323 أو 1324 م . والله أعلم .
13- العالم :عامر بن سليمان بن عبيد الهميمي: :(توفي : ق: 15ه/20 م ):
كان ربيبا وتلميذا للشيخ العلامة بقية السلف ماجد بن خميس بن راشد العبري ، عين وكيلا لبيت المال في ولاية بهلا زمن الامام سالم بن راشد الخروصي ، كما كان نائبا عن الشيخ العلامة الوالي والقاضي أبو زيد عبدالله بن محمد الريامي في حكم ولاية بهلا، وتوفي عامر بن سليمان في شهر ذي الحجة عام 1342 ه / 1924 م بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية بعد أدائه لفريضة حج بيت الله الحرام ، عن عمر 40 عاما ودفن في مقبرة الطائف، وكان قد خرج من ولاية بهلا لأداء فريضة الحج بصحبة الشيخ مهنا بن حمد بن محسن العبري ، وقد أصيبا بمرض بعد أداء فريضة الحج أدى إلى وفاتهما مع جماعة أخرى من العمانيين.
14: العالم : سليمان بن عامر بن سليمان الهميمي :(توفي : ق: 15ه/20 م ):
ولد في حارة اللحمة في عام 1323 ه / 1904 م تقريبا، ” وكان لسليمان معرفة بعلم الأوفاق وهو أحد فروع علم أسرار الحروف والذي اشتغل به بعض علماءنا المتأخرين ،وكان يناقش في هذا العلم كلا من الشيخ العلامة أبو زيد عبد الله بن محمد الريامي ، والشيخ العالم ثابت بن سرور بن حمد الغلابي البهلوي ، كما كانت له يد في الرقى الشرعية وقد من الله على الكثير بالشفاء من الأمراض ، كما كانت لديه أيضا مكتبة تضم بعض المخطوطات و الكتب لا وجود لها الآن ، ” سافر إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة لها ،وتوفي نتيجة للمرض في جمادى الأولى عام 1373 ه / الموافق يناير 1954 م في مدينة الدمام عن عمر 50 عاما ودفن هنالك.
15_المعلم الفقيه والنحوي سيف بن سالم بن سعيد الهميمي ( توفي : ق : 15 ه / 20 م ) :
هو المعلم الفقيه سيف بن سالم بن سعيد بن سليمان بن عبيد بن محمد ،ولد المعلم سيف في حارة اللحمة بولاية بهلا عام 1318 ه / الموافق لعام 1900 م أو لعام 1901 م.
” بدأ المعلم سيف طلبه للعلم على يد الشيخ المر بن سالم بن سعيد الحضرمي ( ولد عام 1243 ه / توفي عام 1336 ه ) – ” ،” ثم درس المعلم سيف العلم على يد الشيخ العلامة أبي زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي الأزكوي (ولد عام 1301ه – ت 1364 ه ) والي ولاية بهلا، ثم واصل طلبه للعلم على يد الشيخ العلامة سعود بن سليمان بن جمعة الكندي- رحمه الله – والي بهلا ( تولى ولاية بهلا من سنة 1364 ه حتى 1374 ه تقريبا توفي عام 1435 ه .
عمل مدرسا في مسجد الرفيع بولاية بهلا حتى عام 1384 ه – الموافق لعام 1964 م ، ثم حل محله سماحة الشيخ العلامة الجليل أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله – ” حيث كان الأستاذ سيف بن سالم الهميمي هو الذي يعلم الصبيان ، وقبله كان الشيخان ناصر بن راشد المحروقي وحمود بن عبد الله الراشدي ، وأخوه مبارك كان يومها صغيرا معه ” .
ثم عمل مدرسا للقرآن الكريم وللنحو العربي في جامع بهلا التاريخي القديم لمدة طويلة في عهد جلالة السلطان سعيد بن تيمور وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله – ” فكان معلما في المدرسة الفقهية التي بجامع بهلا القديم ، وعندما سقط سقف الجامع انتقل يدرس في مدرسة القرآن الملحقة بالجامع ، وكان يجمع فيها بين تدريس القرآن وتدريس الفقه والعربية ” ، ” ومن الكتب التي كان يدرسها لطلبة العلم في جامع بهلا التاريخي القديم كتاب تلقين الصبيان ما يلزم الانسان للإمام نور الدين السالمي ( ت 1914 م ).
” كان المعلم سيف من المتخصصين في علم أحكام المواريث فكان أحد مراجع ولاية بهلا في فقه التركات يرجع إليه الناس في قسمة الميراث .
توجد له كتابات عبارة عن نصوص وقفية حول بعض أوقاف مسجد محلة اللحمة بولاية بهلا بخط يده كتبت في المخطوطة الثالثة لوقف محلة اللحمة.
له بعض الفتاوى الفقهية التي أفتى بها محفوظة في صدور بعض معاصريه وهي غير مدونة ، كما أن بعض دروسه في جامع بهلا التاريخي الكريم تم تدوينها من قبل بعض تلامذته لكن لم نطلع على شيء منها .
قام بشرح ألفية ابن مالك في النحو في دروسه بجامع بهلا التاريخي القديم : “فيروى أنه قام بشرح ألفية ابن مالك في النحو بنفسه ، وسبب ذلك أنه أرسل لرجل من بهلا وهو محمد بن حبيب اليحيائي بأن يشتري له نسخة بها شرح لألفية ابن مالك ، لكن ذلك الرجل لم يعثر على شرح لها لكن اشترى له متن الألفية ، فقام بنفسه بشرح متن الألفية في دروس ألقاها بجامع بهلا التاريخي القديم .
كان له اهتمام خاص بالقراءة والمطالعة واقتناء الكتب فكان يقتني عددا منها ككتاب الدرر المنتقى وسلم الارتقا للشيخ الفرضي عامر بن سليمان الريامي وهو كتاب متخصص في فقه التركات، وكذلك كتاب شرح النيل وشفاء العليل للشيخ العلامة قطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش الجزائري ت 1914 م وهو موسوعة فقهية في الفقه المقارن .
” توفي المعلم سيف بعد صلاة فجر الحادي عشر من شهر شوال عام 1404 ه الموافق 11 من شهر يوليو عام 1984 م عن عمر ناهز خمسة وثمانين عاما ، ودفن في مقبرة السد بولاية بهلا
16- طابع الكتب العمانية : عامر بن سليمان بن عامر الهميمي 🙁 ق: 15ه/20 م ):
ولد في حارة اللحمة التاريخية بولاية بهلا في 25 من شهر رجب عام 1353 ه/ الموافق 3 من نوفمبر عام 1934 م ، يعد أحد رواد الطباعة في عمان ، حيث قام بطباعة عدد من الكتب العمانية قبل عهد النهضة العمانية الحديثة في فترة الخمسينات والستينات الميلادية ، فقد قام بطباعة كل من : كتاب جوهر النظام للإمام نور الدين السالمي في مطبعة الكشاف البيروتية بلبنان ، وكتاب الدعائم للشيخ أحمد بن النضر في مطبعة الكشاف، وكتاب الدرر المنتقى للشيخ عامر بن سليمان الأزكوي في مطابع النصر التجارية الحديثة في نابلس بفلسطين المحتلة عام 1963 م