وفاء بنت سالم
عزيزتي أ
لقد استيقظتُ منتصف الليل وأنا اشعر بحرقةٍ في جانب وجهي الأيمن، لم تكن الحرقة طبيعية وقتها جعلتني أضع حولها لطخة صغيرة من كريم الحساسية حتى لا اشعر بها، لكن الأمر كان مجرد بداية لصباحٍ اشعرني بحمى تتسلل ببطء نحوي..
لقد حاولت جاهدة تجاهل النفخة التي تعطي أنفي وجانب وجهي الأيمن حجما أكبر من الطبيعي، ولعلي أكثر حظاً هذه المرة إذ تسلحت يسيروم فيتامين سي وla roche_posay
لاحمي وجهي من حكة أكيدة من أظافري..
لقد قلتِ لي صباح البارحة أخرجي يا وفاء قليلاً أو هذا ما لمسته في رسالتك الأخيرة، لقد خرجت فعلاً وكانت الساعة العاشرة صباحا، وما ادراك ما العاشرة صباحا، إنها الساعة التي يرفض فيها جسدي الضوء المنبعث من الشمس مباشرة والتي ينقلب فيها الجلد معي بعدها إلى ساحة تحدٍ ورفض لكل الانقلاب الذي يحدث له..
عزيزتي لقد مكثت الليلة الماضية في منزل والدي الجديد، والحقيقة اني اشتقت النوم في غرفتي القديمة في بيت الحيرة القديم كما يسميه والدي كما اشتقت لمكتبتي الصغيرة التي تضم 100 كتاب تركتها خلفي كما يترك المهاجر عنوانه الذي كتب على شهادة ميلاده لأبد الدهر..
و لصوت الماء المتدفق من دينمو الطوي(البئر) مجتمعا في حوض العابية(المزرعة) ليتجه بعدها مباشرة إلى الساجة (الساقية) لينتهي به المطاف محيطا بالييل (قطعة أرض مقسومة لمستطيلات متساوية) بكل ما فيه من زرع ونخل باسق..
صوت الماء في كل مراحله يبعث في نفسي حياة جديدة نقية..
افقتد حقا لتوزيج (وضع) قدمي في ماء الحوض أو الساقية، أو ارمي بكامل جسدي في الحوض المستطيل الذي كنت أراه عميقا مخيفا في طفولتي..
عزيزتي
حتى الآن افكر متى كبرنا هكذا وتغيرت ملامح كل شيء فينا ومعنا!..
أفكارنا التي عرفناها ونامت معنا على الأرض فكبرت لتنتقل للنوم معنا على السرير وتمرجحت معنا في ارجوحة المزرعة كيف هكذا اختفت دون أثر يذكر؟!..
لقد أستيقظت هذا الصباح وغطيت وجهي بطبقة من السيروم والكريم وجلست فوق تلة المسيلة (حصى ناعم) في الساحة الخلفية لبيت العابية(المزرعة) الجديد لوالدي، برفقة كوب من شاي الأعشاب، كانت ساعة الصباح الأولى بعد الفجر باردة جميلة لذيذة مغرية بدرجة حرارتها ال24..
وعطر التربة المبتلة بالماء الذي أطلقت له أمي عنان العبور من الهوز(أنبوب الماء) كان جميلا كذلك
شعرتني إبنة ال22 عاما التي قررت فجأه الذهاب لدبي لخوض تجربة شراء بضاعة لمحلها من أجل صنع مصدر دخل خاص بها، أجل يا صديقتي في تلك اللحظة كنت تلك الفتاة حتى قطع صوت امي الغاضب من ابناء شقيقاتي تلك اللحظة..
الآن الساعة ال11 و 55 د ولا زلت افكر هل امكث يوماً آخر في بيت العابية الجديد ام اذهب لبيت الحيرة القديم أو أعود أدراجي لبيتي الذي يبعد مسافة 40 كيلو متر من هنا؟
أراكِ قريباً عزيزتي..