وفاء بنت سالم
أنا شخص كسول، هذا ما أصبحتُ عليه هذه الفترة، أظل مستلقية على سريري لفترةٍ طويلة محاولةً جذب النوم إلي، ثم أنام لأستيقظ بعد أقل من ساعةٍ بجسدٍ مكتفٍ بالنوم، ثم أُغرق نفسي في مهام المنزل التي لا تنتهي وكأنها تحاول استفزاز رغباتي الدائمة في تعلم لغةٍ جديدة أو كتابة ? رواية اُخرى قد تجلب لي مشاكل عدة، إنني أكذب على نفسي كل يوم بينما أسمع من حولي كل الهمهمات التي تعيب موهبتي، موهبتي التي أصابتني بلعنة أشبه بالغربة ،غربة الروح، الأهل والإنتماء.
وأنا ما زلت حتى الآن أكذب على نفسي بأن كل شيء على ما يرام، لكن الحقيقة أني بدأت أُصاب بتبلدٍ غريب تسلل كل شيء حولي حتى أنه استطاع تمزيق جسدِ الكلمة لدي وأصبحتُ أرى أني في المكان الخاطئ، وأن المكان الذي أنا فيه قابل للإشتعال، إني استطيع اشتمام رائحة الدخان المنبعث من عطبٍ ما، ربما هو عطب روحي هذه المرة، وربما أنه عطب الحياة الأولى.
أنا شخصٌ كسول حتى أني قبلت بالروتين الذي جعل البياض يتسلل شعر رأسي و روحي دون أن أستطيع إيجاد حدٍ لهاذا البياض، والذي أتمنى وأنا في ذروة كسلي أن يتسلل لقلبي علني حينها أخلع جلدة الكسل هذه.
إن المكان يشتعل وإني أشعر بوجهي يحترق كيديّ وعروقه باتت بارزة وأن كل الصبر الذي أسقيته نفسي طوال سنوات عمري الماضية والحالية لم تساعد إطلاقاً على حفظِ وجهي من الإحتراق.
والسرير الذي استلقِ عليه كل يوم وجهاز التكييف ينفث هواءه البارد نحوي ورغم ذلك أشعر أنه بركان ينثر دخان غضبه لا أكثر.
هل علي أن أكرر قول أني لست أفهم العالم من حولي، هذا العالم الذي أصبح يتزاحم نحوي بشكلٍ مرعب، وتدفع جسدي لأن يصاب بمرضِ الأسئلة والمخاوف!
خوفي من بشاعة البشر التي لم تقتصر على الأرض فقط.
هل علي أن أقول أني أنتحب كلما أمسكت بالقلم لأكتب، أجل لا زلت أستخدم القلم لأكتب وكلما حدث ذلك أنتحب.
وكلما كان ذلك أُفكر في سؤال دوستويفسكي :من ذا الذي يعيش بعد الأربعين؟!
أنا التي لم أبلغ هذا الرقم بعد ولا زلت حتى الآن أحبو في عقدي الثالث، عقدي الذي يُشعرني بالشيخوخة في كلِ شيء، والذي يُطالبني أن أضع حدًا لكلِ شيء ،و أراني حقًا أُشعل النار على هذا العقد دون ندم يذكر.
دون أن أجد الحاجة لأن أكتب كيف كانت بداية كل شيء.