مسقط _ شؤون عمانية
تعتبر تربية الدواجن واستئناسها من النظم التقليدية التي مارسها بعض العمانيين لتوفير ما تحتاجه أسرهم من منتجات اللحوم والبيض للاستهلاك المنزلي، حيث كانت تربى في القرى والمناطق الريفية حالها كحال الكثير من الشعوب التي اعتمدت على منتجاتها الريفية لتوفير أمنها الغذائي.
وأفاد المهندس أحمد بن إبراهيم الناعبي مدير الإرشاد والإنتاج الحيواني عن جهود وزارة الزراعة والثروة السمكية في الإرشاد والإنتاج الحيواني حيث قامت في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بتبني برامج ومشاريع إرشادية لإنتاج لحوم الدواجن مستهدفة بذلك تغيير مفهوم التربية التقليدية التي كانت سائدة بين المواطنين إلى تربية اقتصادية تدرعليهم بالدخل وتساهم في توفير احتياجات السلطنة من هذه المادة، وقد رافقت تلك البرامج تقديم الدعم المالي والفني للمربين المهتمين إلى جانب ما قامت به الحكومة من دعم مدخلات الإنتاج المتمثل في توفير الأعلاف بأسعار مناسبة.
وأضاف الناعبي: و كللت تلك الجهود إلى التوسع في أنشطة تربية الدواجن بين المواطنين وأصبح الإنتاج الداجني أحد أهم المشاريع التجارية المربحة التي يقبل عليها الكثير من المستثمرين مستفيدين بذلك من التسهيلات الحكومية المقدمة في هذا المجال كتوفير الأراضي الاستثمارية والقروض الميسرة والإعفاء الجمركي للمعدات وغيرها وأيضا حاجة السوق المحلية، وأصبحت السلطنة تحتوي على مشاريع تجارية كبيرة ذات صيت إقليمي محققة بذلك نموا كبيرا في هذه الصناعة، وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة الزراعة والثروة السمكية فقد وصل الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن حوالي 111 ألف طن بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 51% أما إنتاج بيض المائدة فبلغ حوالي 22الف طن بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 62%.
وعن أنواع مشاريع الدواجن قال الناعبي: أن منظومة صناعة الدواجنتتكون من عدد من المشاريع والأنشطة المرتبطة بها وهي تعمل مع بعضها البعض في تكاملية تامة محققةً بذلك تطورا وتقدما لهذه الصناعة، حيث تبدأ المنظومة بمشاريع متخصصة في تربية جدود الدواجن لإنتاج الأمهات ومن ثم مشاريع أخرى متخصصة في تربية أمهات الدواجن لإنتاج البيض المخصب أو بيض المائدة، ومشاريع أخرى متخصصة لتربية الدجاج اللاحم، ومشاريع لمعامل التفريخ ومشاريع لسلخ الدواجن ومشاريع لإنتاج أعلاف الدواجن، وهناك مشاريع أخرى تكميلية للاستفادة من الأسمدة وأخرى من مخلفات الذبح وغيرها، ناهيك عن المشاريع المتخصصة في تصنيع معدات وأدوات وبيوت الدواجن وغيرها.
وعن مستقبل صناعة الدواجن أشار الناعبي: أن السلطنة تمضي قدما وبخطى ثابته في مجال هذه الصناعة، ومع دخول الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة في هذا المجال وهي الذراع الحكومي للأمن الغذائي في السلطنة بمختلف مشاريعها، فقد برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من المشاريع ضمن المنظومة المذكورة كمشاريع الأمهات ومشاريع صناعة الأعلاف ومشاريع التفريخ والتوسع في مشاريع تربية الدجاج اللاحم ومشاريع إنتاج بيض المائدة وغيرها ولا زالت صناعة الدواجن بيئة خصبة لاستقطاب الاستثمار نظرا لتنوع مجالاتها وحاجة السوق إليها وبالأخص مشاريع المسالخ المركزية للدواجن والمشاريع المتخصصة بالاستفادة من مخلفات الدواجن ومخلفات الذبح.
وقال الناعبي: من المؤمل أن تصل السلطنة إلى نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في منتجات الدواجن خلال الأعوام القادمة بعد أن تنتهي الشركات الكبيرة أعمالها الإنشائية والتوسعية والدخول بمنتجاتها في الأسواق محققة بذلك أمنا غذائيا للسلطنة من هذه المنتجات وتصدير ما فاض من حاجتها للخارج.