صور- شؤون عمانية
كتب: حمد بن صالح العلوي
يجتهد الشباب في دراستهم أملاً في مستقبل مهني يحقق طموحهم واستقلالهم المادي والمعنوي؛ إلا أن الظروف في بعض الأحيان سواءً كانت اقتصادية أو غيرها تُشكل محطة إحباط للبعض، فكم من شابٍ تخرج من الجامعة و فوجىء أن لا وظائف متوفرة لتخصصه مما يسبب له حالة من اليأس. ولكن في الجانب الآخر توجد فئة من الشباب لا تستلم لليأس وللصعوبات وتتحدى ذلك كله و تستغل طاقاتها وطموحاتها و هواياتها لتصل للنجاح ولمرحلة الرضا ..
بدر بن ناصر الداودي شابٌ عماني طموح درس تخصص هندسة القوى الكهربائية ولشح الوظائف للاسف عمل في مجال آخر تماماً ..
أحبه و صار شغوفاً فيه و تعلم عنه الكثير حتى استقل بعمله الخاص في هذا المجال ..
و كان هذا الحوار معه للتعّرف على تفاصيل قصة نجاحه ومثابرته
قال بدر : تخرجت من الكلية التقنية بابراء تخصص هندسة القوى الكهربائية في العام 2016م ومنذ ذلك الوقت بدأ مشواري في البحث عن تلك الوظيفة التي يتمناها كل شاب طموح محب لأهله ووطنه .
لم يكن يخطر ببالي أن المشوار سيكون طويلا وشاقا، ولكن طال البحث والانتظار ولم أترك باباً يوصلني الى حلمي إلا وطرقته حتى أتتني الفرصة في العام 2018م، لم تكن الفرصة في مستوى أحلامي وطموحاتي لكني تمسكت بها فأنا لا أملك خيارا اخر .
هذه الفرصة كانت في إحدى المؤسسات الخاصة (الصغيرة والمتوسطة) التي تُعنى بصناعة وبيع العطور ومستحضرات التجميل والبخور والتي عملت بها كمدير فرع مؤقت لمدة تسعة أشهر وبدون عقد عمل موثق من الجهات الحكومية مقابل راتب (بسيط)، ورغم أن هذه الوظيفة لم تكن ترضي طموحاتي إلا انني وجدت فيها متعة وشغفا كبيرا، كنت أقضي جل وقتي في الوظيفة اتعلم الكثير عن صناعة العطور وأسرارها، والتسويق وطريقة العرض على المستهلك، كما شاركت في الكثير من المعارض داخل السلطنة وخارجها ، أحببت هذه الوظيفة وعملت فيها بشغف كبير مما شجعني على الالتحاق بدورات تدريبية في مجال صناعة العطور ومستحضرات التجميل مثل : الصابون الطبيعي والكريمات العطرية لكن وبكل أسف لم أجد التشجيع الذي كنت اتوقعه من إدارة المؤسسة التي كنت أعمل بها ومع ذلك لم استسلم بل استمريت في شق طريقي معتمدا على نفسي ودعم كبير من والدي و جميع أفراد أسرتي والمقربون من الأهل والأصدقاء.
وأضاف الداوودي: بدأت مشواري في تصنيع منتجاتي (العطور والصابون) في المنزل وقد استخدمت الخامات المتوفرة في قريتي “واد” التي أقطن فيها كزهور أشجار الليمون و القرفة والهيل واللبان في تصنيع العطور كما قمت بصناعة الصابون من سمن الماعز وقد لاقت منتجاتي_ ولله الحمد_ رواجا وإقبالا كبيرا مما دفعني لمواصلة طريقي نحو النجاح من خلال مطالبة الجهات الحكومية المعنية (الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، وزارة التجارة والصناعة ، غرفة تجارة وصناعة عمان ) بدعمي وتسهيل الاجراءات لي ولكل الشباب العماني الطموح أمثالي وهذا سيساعد على احلال العمانين أصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة محل العمالة الوافدة في القريب العاجل، وأن أحظى انا وأمثالي من الشباب باهتمام الحكومة ودعمها بشتى الطرق والوسائل مما يسهم في تفجير الطاقات الكامنة لدينا واستغلالها في خدمة الوطن الغالي عمان.
وعن الرسالة التي يريد الداوودي توجيهها للشباب العماني الباحث عن عمل، قال:
وأنا هنا ومن خلال هذا المنبر أوجه رسالتي الى الهيئة العامة للصناعات الحرفية وغرفة تجارة وصناعة عمان فرع جنوب الشرقية بأن يكون لهم الدور الأكبر في احتضان هذه المواهب والطاقات العمانية المتوقدة ورعايتها والأخذ بيدها للوصول بالمنتجات العمانية الى التمييز والإبداع الذي ليس بغريب على المبدعين العمانين الذين اشتهروا بالصناعات قديما وحديثا وابدعوا فيها و انني أرجو من الجهات المختصة أن تبادر الى فتح منافذ تسويقية للشباب المبتدئين وتسهيل اجراءات استخراج السجلات المنزلية وتذليل كل المعوقات التي تقف أمام الشباب الطموح ليكون لهم الدور الأكبر في خدمة عمان وعدم الاعتماد على الوظيفة وانتظارها، مما سيسهم بلا شك في تقليل أعداد الباحثين عن عمل، فكلنا يعلم ما تمر به السلطنة من ظروف اقتصادية جعلت من هولاء الشباب عبئا على الوطن لا عونا له ، وما نراه من زيادة في أعداد الباحثين عن عمل يجب ان يكون دافعا للجهات الحكومية للاهتمام بأصحاب المشاريع من أجل المساهمة في حل هذه المشكلة من جهة ومساعدة الشباب العماني في تكوين مستقبله من جهة اخرى.