وفاء بنت سالم
لعل للصباح طقوسه الخاصة لدى البعض مثل أمي التي تبدأه بتشغيل التلفاز على قناة القرآن الكريم ثم تباشر في صنع اللبن والقهوة أو أعمال المنزل الخفيفة الصباحية فتنهيها صيفًا في تنقية السح من قفير كبير وضعها لها أبي في وسط الساحة المظللة أمام المطبخ..
أو بجلسة مع والدي تفوح منها رائحة القهوة والتمر أو السح المعبوك بالسمنة العمانية، وصحن القروص المدهونة بالدبس أو خبز المد المدهون بالسمن والعسل وأحاديث دافئة.. كل هذا يكون في الساحة الخلفية أو كما نسميه الحوش الوراني للبيت..
والحقيقة أن صباحات أمي أجمل ما عرفت من صباحات حتى الآن..
أما صباحاتي التي أبدأها كذلك بفتح قناة قرآنية ثم المباشرة في تهوية المنزل، ممارسة الرياضة، إعداد وجبة إفطار خفيفة والكثير الكثير من القهوة وشراب الأعشاب الخضراء..
ثم أنهيه بجلسة مع صوت الست أو فيروز وكتاب أقرأ منه أو دفتر اكتب فيه.. لإفتقادي للحظات التي كنت أقضيها في الرسم..
هذا الصيف الذي يبدو أني سأقضي فيه بقية الإجازة لوحدي يختلف عن أي صيف سابق إذ كان صغاري أكثر حظا هذه المرة في إجازتهم الصيفية..
لكني رغم ذلك بدأت أسترجع فيها بعض التوازن الذي فقدته في السنوات الأخيرة..
وأشتهي لطعم خبز أمي..
..
يا صباح المقبلين على الحياة
ارضى بنا كما نحن..
أبناء آدم الأولين..
الخارجين لوجهك بنظرةٍ جديدة..
المغتسلين من أعباء الوهم..
المنتظرين بشغفٍ للمسة النور
منك..