شؤون عمانية- محمد بن عيسى البلوشي
قرية حوراء البيضاء واحدة من القرى التي تنام على ساحل بحر العرب الهائج خلال هذه الفترة من العام، تعداد سكانها لا يتجاوز 500 نسمة ويسكنون في منازل منتشرة على مساحة المنطقة يبلغ عددها حوالي 100 منزل، ويعتمد 95% من سكانها على موارد البحر من الصيد، وفيها ساحل جميل يستهوي السياح ومحبي الغطس في مواسم معينة من العام.
يقول سكانها: سميت حوراء البيضاء نسبة إلى جبل مسطح أبيض على شكل حور ويقع في الناحية الشمالية من القرية، ومعظم أهلها يسعون في طلب الرزق بما حبا الله هذه القرية من موارد بحرية، حيث تبعد القرية حوالي 60 كم من مركز ولاية صور، وهي إحدى القرى القريبة من نيابة رأس الحد الذي يبعد عنها حوالي 15كم.
سكان القرية يفخرون بما تحقق على أرض عماننا الحبيبة من إنجازات في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي شملت جميع مناحي الحياة، فالقرية يمر عليها طريق رأس الحد- أصيلة، وحظيت بخدمة توصيل أعمدة الكهرباء لبعض منازلها، ويلتحق أبنائها بالدراسة النظامية، وتشملهم الرعاية الصحية التي يقدمها مركز صحي رأس الحد ومستشفى صور المرجعي.
ويتطلع أبناء الوطن في قرية حوراء البيضاء إلى بعض الخدمات الضرورية في هذا العهد الزاهر الميمون، حيث تتلخص معاناه بعض المواطنين في عدم توصيل خدمة الكهرباء إلى منازلهم مع وجود حالات مرضية تستلزم العناية بهم، إلى جانب مطالبتهم لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه برصف الطرق الداخلية التي يجدون فيها صعوبة التنقل بمركباتهم ووصل خدمة المياة إليهم ونقل الطلبة خصوصا في أوقات تحرك الرمال وأيضا نزول الأمطار التي تشل فيها الحركة في القرية.
كما يطالب أبناء القرية وزارة النقل والإتصالات بإنارة الطريق أو الجزء الخاص بمدخل القرية، بالإضافة إلى وضع لوحة إرشادية للقرية تدل على القرية ومدخلها وترشد المارة إليها، وأيضا المطالبة بوجود سبلة للمناسبات، ويطالبون وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتصريح لخطبة الجمعة.
يقول سالم بن سعيد الحربي الذي يعمل على صهريج لنقل مياة الشرب للقرية: أعاني كثيرا عندما أقوم بنقل المياة لمنزل القرية، حيث لا أستطيع أن أصل إلى جميع المنازل بسبب طبيعية التربة الرملية التي تعيق حركة المركبة بل في كثير من الحالات تمنعها بسبب تراكم الأتربة ونضطر إلى الإستعانة بمركبات تقوم بدفع الصهريج نحو الأمام كي نوصل الخدمة، مشيرا إلى أن بعض المنازل تبعد مسافة 2كم عن الشارع الرئيسي ونطالب وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياة ممثلة في بلدية صور برصف هذه المسافة للتسهيل على المواطنين وضمان وصول جميع الخدمات الأساسية، مؤكدا في ذات الوقت بأن الحالة تتكرر أيضا مع حافلات المدارس التي تتأخر عن مواعيد وصولها من وإلى المدرسة، وبأن الحركة تصاب بالتوقف التام في حال نزول الأمطار.
أما مسلم بن عبدالله بن خميس الحربي فيقول: نعاني من مشكلة عدم توصيل الكهرباء لبعض المنزل في القرية، فلدينا أكثر من 20 إلى 30 منزل ليست لديها خدمة الكهرباء في منازلها برغم أن أعمدة الكهرباء موجودة في المنطقة ذات الضغط المناسب للتوصيل، موضحا بأن الخدمة وصلت إلى بعض المنازل في 2010 وتم إيصال الخدمة إليهم في ذلك الوقت، وقمنا في الوقت الحالي بمراجعة الجهات المعنية في ولاية صور لتوصيل الخدمة لبقية المنازل، وتم أفادتنا بأن هذه القرية ضمن توزيع المنطقة الإداري بين ولايتي صور وجعلان بني بوعلي، داعيا الجهات الحكومية إلى زيارة القرية وملامسة معاناه أبنائها في عدم وجود خدمة الكهرباء التي أصبحت ضرورة ملحة لوجود أناس كبار في السن وأيضا حالات مرضية تستدعي رعايتها والعناية بها وخصوصا في فترة الصيف التي يرتفع فيها درجات الحرارة.
ويؤكد جمعة بن عبدالله بن سعيد الحربي بأنه يراجع مركز صحي رأس الحد في اليوم 3 مرات لأخذ أبنته البالغة من العمر 5 سنوات للعلاج والمصابة بالربو والتي يستعدي حالاتها أخذ جلسات العلاج، ويقول : أقطع في اليوم حوالي 90كم، وليس لدينا كهرباء في منازلنا، ومع حالات الغبار التي تزداد في فترة الخريف أو (الخرف) كما يسميها أهل المنطقة، تزيد حاله المريضة سوءا، ونطالب الحكومة – جزاهم الله خيرا- بتوصل خدمة الكهرباء إلى منازلنا كي نستطيع متابعة علاج المرضى وأيضا نضمن عدم تطور حالاتهم خلال فترات العلاج.
أما علي بن سالم بن سعيد الحربي فيقول : يعد البحر مصدر رزق 95% من أهل المنطقة، ولدى الصيادين بعض التحديات خلال فترة الخرف الممتدة من شهر مايو وحتى أوخر شهر أغسطس والتي يكون فيها البحر هائج الموج بسبب تأثرة بالرياح المصاحبة بفترة الخريف، ويصعب على الصيادين في تلك الفترة ركوب البحر وأيضا عدم وجود أماكن مهيئة لرفع القوارب إلى الساحل.وطالب أحمد بن تعيب بن ناصر الحربي والذي يعمل في مهنة الصيد، جهات الإختصاص بتسوية الطريق المؤدي إلى شاطئ الوطية بالقرية والذي يتميز بهدوء مياهه خلال فترة الخرف وأيضا بتهيئه للصيادين، حيث يساعد ذلك الصيادين على ركوب البحر خلال هذه الفترة وأيضا رفع القوارب بشكل أمن إلى اليابسة، ويحمي ممتلكاتهم من حوادث البحر التي قد تقع بسبب الظروف المناخية.
من جانبة أوضح محمد بن حمد بن ناصر الحربي بأن أبناء القرية يذهبون لأداء صلاة الجمعة إلى جوامع نيابة رأس الحد والمناطق الأخرى ويقطعون مسافات لأداء هذه الفريضة الواجبه عليهم، ويعاني الكثيرون من صعوبة الوصول إلى تلك المناطق لعدم توافر المركبات لديهم وأيضا لوجود كبار في السن والذين يجدون حرجا في قطع تلك المسافات، مطلبا وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمنح تصريح لخطبة وأقامة صلاة الجمعة في مسجد القرية الذي يتسع لأكثر من 150 مصليا، متطلعا أيضا إلى بناء مجلس للمناسبات نظرا للحاجة الماسة إليها.