إعداد: فاطمة بنت ناصر
نشرت صحيفة الدفاع الفلسطينية في ٥-٣-١٩٤٤ مقالاً لأستاذ فلسطيني عمل في عمان لمدة ٤ سنوات ، حمل المقال عنوان : ” ماذا يجب أن نعرف عن : سلطنة مسقط و عمان ” أهم ما جاء فيه :
وصفه سلطان البلاد :
- يعد السلطان سعيد بن تيمور من أشد الملوك حرصاً على نهضة بلاده ورقيها.
- ومن أرقى ملوك العرب ثقافة وعلماً إذ أتم علومه في كلية أجمير بالهند وهي الكلية الخاصة بالأمراء وتوسع في الثقافة العربية في مدارس بغداد العالية.
- يشير المقال الذي كتب في ١٩٤٤ بأن السلطان سعيد بن تيمور يتواجد في فلسطين في زيارة غير رسمية.
وصف عام للبلاد والعباد :
- بلاد زراعية خضبة.
- أقرب البلدان العربية للهند وعلاقتها بها من الدرجة الأولى. تصدر عمان للهند : التمور و الفواكه المجففة و السمك. تستورد عمان من الهند : الأرز و الألبسة وغيرها.
- عدد سكان ظفار حوالي : ٢٠ ألف نسمة.
السياسة والشؤون الخارجية :
- البلاد مستقلة استقلالاً تاماً في شؤونها الداخلية والخارجية
- عمان البلد العربي الوحيد الذي لم يخضع للسلطة العثمانية التي خضعت لها الدول العربية لمدة تقارب أربعة عقود.
- معاهدات قديمة تربطها بدول العالم. معاهدة عمان وبريطانيا ١٧٩٨ – ومعاهدة أمريكا وبريطانيا ١٨٨٣- ومعاهدة عمان وفرنسا ١٨٤٥
- السلطان سعيد بن سلطان لقب مؤرخو عصره ب ” نابليون العرب” و كان نابليون يبعث رسائل لمحالفته إبان رغبته في الوصول للهند.
التعليم :
- استعارت حكومة مسقط من حكومة فلسطين بعض المدرسين في سنة ١٩٢٨
المحاصيل الزراعية :
- النخيل
- القطن الذي يعتبر من أجود القطن وهو ذو لون طبيعي جميل.
- محاصيل محافطة ظفار : القمح و الذرة بأنواعها و لأشكال من الخضراوات و الفواكه كالبياز – لعله يقصر الفيفاي- ( فاكهة تشبه المانجا تحتوي على الببسين) والموز والنارجيل واللبان.
- محاصيل الجبل الأخضر : العنب و الزيتون و الرمان وغيرها من محاصيل التي تنمو في المناخ المعتدل.
وصف القوة البحرية :
- ولعمان أسطول ضخم. مسلح بالمدافع الثقيلة يستطيع حمل ستين ألف مقاتل مع أسلحتهم وخيولهم.
كُتب عن عمان:
- يذكر الكاتب أنه من المؤسف حقاً أن لا نجد مصادر عربية تتحدث عن تاريخ عمان الحافل، ومن أراد زيادة التوسع فعليه بمراجعة بعض المصادر الإنكليزية مثل:
- كتاب ” سادة عمان وأئمتها” وكتاب ” الخليج الفارسي” للسر ارنولد ولسون ومذكرات السير برسي كوكس وغيرها
نص المقال
وجه إلي عدد من الإخوان و الأصدقاء أسئلة عديدة عن سلطنة مسقط و عمان التي قضيت فيها أربع سنوات، وقد دلت أسئلتهم على عدم معرفة بذلك القطر العربي ذي التاريخ الحافل والماضي المجيد. وشعرت بشوق الكثيرين و تلهفهم للاطلاع على معلومات تاريخية وجغرافية واقتصادية وسياسية، لذا رأيت أن انشر هذا المقال على صفحات جريدة ( الدفاع) الغراء خدمة للحقيقة ولاطلاع الأمة العربية في هذا الوطن العزيز.
تقع عمان في الزاوية الجنوبية الشرقية من شبه جزيرة العرب ولذا فهي أقرب بلاد العرب إلى الهند. ويمتد ساحلها من البحر العربي إلى الخليج الفارسي ويبلغ طوله ألف ميل أو يزيد قليلاً وتحتضنها صحراء الربع الخالي من الغرب.
وهي بلاد زراعية خصبة يكثر فيها النخيل و القطن وبقية نباتات المناطق الحارة إلا أن جبلها الأخضر الذي يرتفع عشرة آلاف قدم عن سطح البحر يعتبر من المناطق المعتدلة صيفاً والباردة شتاءاً وتنبت فيه جميع نباتات المناطق المعتدلة كالعنب و الزيتون والرمان والفواكه الأخرى بأنواعها. وهذا الجبل الذي يجهد الإنسان في صعوده ليشرف على الصحراء العربية من الغرب وعلى سهل الباطنة من الشرق فيه ينابيع وجداول جارية.
ولما كانت هذه البلاد قريبة جداً من الهند ولسهولة المواصلات البحرية فقد كانت علاقتها التجارية من الدرجة الأولى معها، ، وهي تصدر إليها التمور والفواكه المجففة والسمك، وتستورد منها الأرز و الألبسة وغيرها. أما القطن الذي يزرع في عمان فيعتبر من أجود أنواعه في العالم وهو ذو لون طبيعي جميل.
و البلاد مستقلة استقلالاً تاماً في شؤونها الداخلية والخارجية تربطها معاهدة قديمة مع بريطانيا تعدلت أخيراً سنة ١٩٣٩ في مصلحة البلاد، ويمثل المصالح البريطانية قنصل يقيم في العاصمة مسقط. وتربطها مع الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة أخرى عقدت سنة ١٨٣٣ وهي أول معاهدة عقدتها الولايات المتحدة بعد استقلالها، وقد احتفلت أمريكا في سنة ١٩٣٣ بمرور مئة سنة على توقيعها فزار وزيرها المفوض في بغداد مسقط لهذه الغاية، وهي مرتبطة مع فرنسا بمعاهدة عقدت سنة ١٨٤٥. وتمتاز عمان عن بقية الأقطار العربية بأنها القطر العربي الوحيد الذي لم يخضع للحكم العثماني الذي خضعت له الأقطار العربية زهاء أربعة قرون.
أما الأسرة الحاكمة الحالية فهي أسرة آل بوسعيد التي اعتلت منصة الحكم منذ نيف ومئتي سنة ومؤسسها الأول أحمد بن سعيد آل بوسعيدي الأزدي الذي تمكن ببطولته وحنكته من اخراج الجيش الفارسي الذي احتل بعض المدن العمانية الساحلية. ولأسرة آل بوسعيد تاريخ حافل بآيات البطولة وجلائل الأعمال في البر والبحر. فقد تمكن السلطان سعيد بن سلطان الجد الخامس لصاحب العظمة السلطان الحالي من توطيد أقدام العرب الفاتحين في شرقي أفريقيا حيث أتخذ زنجبار العاصمة الثانية لإمبراطوريته العربية وّحول الخليج الفارسي إلى بحيرة عمانية عربية إذ امتد نفوذه إلى وسلطانه إلى شاطئ بلوخستان ( بلوشستان) و المكران وإيران وخضعت له البحرين وطلب وده الخليفة العثماني واستعان به على اخراج الفرس من البصرة عندما عجز الخليفة عن ذلك. وقد لقبه مؤرخو الأفرنج ب ” نابليون العرب” وكان معاصراً لنابليون الفرنسي الذي كان يكتب إليه رسائل ودية ليكسب محالفته حينما كان كان بطل فرنسا يحلم بفتح الهند.
والأمة العمانية أمة بحرية من الطراز الأول وقد لها أسطول ضخم. مسلح بالمدافع الثقيلة يستطيع حمل ستين ألف مقاتل مع أسلحتهم وخيولهم، وبهذا الأسطول تمكنوا من من طرد البرتغال من أفريقيا ومن الخليج الفارسي. ومن المؤسف حقاً أن لا نجد مصادر عربية تتحدث عن تاريخهم الحافل، ومن أراد زيادة التوسع فعليه بمراجعة بعض المصادر الإنكليزية مثل كتاب ” سادة عمان وأئمتها” وكتاب ” الخليج الفارسي” للسر ارنولد ولسون ومذكرات السير برسي كوكس وغيرها.
وعمان هي الأمة العربية الوحيدة التي لها مستعمرات خارج بلادها مثل جوادر التي تقع على الشاطئ البلوشي في الجهة المقابلة من الخليج الفارسي بالقرب من كراتشي في الهند.
ومن ظفار يصدر النارجيل ( جوز الهند) واللبان، والطقس هناك معتدل، وفي شهري حزيران وتموز تتلبد سماؤها بالنجوم فينزل مطر خفيف في السهول و غزير في الجبال.
وصاحب العظمة السلطان الحالي هو السيد سعيد بن تيمور، الذي أرتقى العرش سنة ١٩٣٢ وهو في الحادية والعشرين من عمره ، من أشد ملوك العرب حرصاً على نهضة بلاده ورقيها ومن أرقاهم ثقافة وعلماً إذ أتم علومه في كلية أجمير بالهند وهي الكلية الخاصة بالأمراء وتوسع في الثقافة العربية في مدارس بغداد العالية. وعظمته يزور فلسطين الآن في زيارة غير رسمية وقد استعارت حكومة مسقط من حكومة فلسطين بعض المدرسين في سنة ١٩٢٨ و النهضة العلمية فيها تبشر بالخير الكثير في المستقبل إن شاء الله.
أنور الخطيب التميمي