شؤون عمانية- محمد بن عيسى البلوشي
تحظى محافظة مسندم باهتمامٍ سامٍ من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لتاريخ هذه المحافظة الضارب في جذور الحضارة الإنسانية القديمة، وما زيارة جلالة مولانا المعظم إلى هذه المحافظة الشامخة الا دليل واضح على أن مسندم من أولويات جلالته تحرسها عناية الله، واهتمام كريم من جلالته لهذه الأرض المعطاء وأبنائها الاوفياء.
إن الأوامر السامية الكريمة المتعلقة بتقديم بعض الإعفاءات من الرسوم والضرائب في إنشاء مشروع سياحي جديد، ما هو إلا إمتداد لهذا الاهتمام ودليل جلي على أن الإرادة السامية ترى مستقبلا واعدا في جعل مسندم قبلة سياحية فريدة من نوعها في المنطقة، كيف لا ومسندم بتاريخها الهرمزي وحضارتها القديمة وموقعها الاستثنائي الفريد، واعدة بمقوماتها لنجاح المشاريع السياحية القادمة إليها.
إن نوعية المشاريع السياحية التي تحتفظ مسندم بسر نجاحها لا يكمن في إنشاء المنتجعات السياحية والمباني الفندقية والمجمعات التجارية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى إنشاء منتجعات للسياحة العلاجية مع المرافق الطبية اللازمة، والمشاريع الخاصة بالرياضات المائية النوعية، وأندية الغوص، وأنشطة الصيد، ومرافئ للأنشطة الخاصة بالسفن واليخوت السياحية والرياضات المائية المرتبطة بها، وغيرها الكثير.
وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن نوعية المشاريع السياحية التي يمكن أن تحقق نجاحا كبيرا في محافظة مسندم كثيرة ومتعددة، ولنا في مشروع الحواس السبع في ولاية دبا الذي يستقطب أعدادا كبيرة من السياح طوال العام خير دليل على خصوبة أرض مسندم الاقتصادية، وعلى أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال العمانيين أن يفكرو جيدا في استثمار هذه الفرص وبشكل جاد في ظل توفر هذه الفرص في هذا الوقت، وأيضا حجم ونوعية الامتيازات التي منحتها التوجيهات السامية لتلك المشاريع والمتمثلة في “الإعفاء من الرسوم الجمركية المترتبة على مواد البناء والأدوات والتجهيزات التي يتطلبها المشروع السياحي أثناء فترة التشييد والإعفاء من الرسوم السياحية المحددة بـ4% والرسوم البلدية المحددة بـ5% بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة 10 سنوات”.
كما قضت التوجيهات السامية بأن يتم”الإعفاء من ضريبة الدخل على الشركات البالغ قدرها 15% بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة عشر سنوات وأن يتم تفعيل هذه الإعفاءات اعتبارًا من أول يونيو القادم ۲۰۱۹م”. وتلك الامتيازات يدرك أصحاب رؤوس الأموال مدى أهميتها في نجاح مشاريعهم وهي أرضية خصبة وواعدة إقتصاديا لتقدم المشاريع على المدى المتوسط والبعيد.
في الواقع أستقرأ في توجيهات جلالته رسالة مهمة إلى مؤسسات الدولة المعنية كوزارة السياحة ووزارة التجارة والصناعة وغرفة تجارة وصناعة عمان وجهات معنية أخرى، بضرورة الإسراع في إنشاء مركز موحد لتسهيل الإجراءات المرتبطة بالتصاريح اللازمة وتخليصها بشكل سريع وذلك لضمان عدم تأخرها. كما أجد دورا مهما لوزارة النقل والإتصالات بضرورة الاستعجال في مشروع خصب_ليما_دبا وأهمية تنفيذه في أسرع وقت ممكن، الى جانب الاهتمام الاكبر بتنفيذ مشروع مطار دبا الذي سيخدم القطاع السياحي بشكل واسع. ولا أنسى دعوة مكتب محافظ مسندم إلى ضرورة النظر في إحتياجات المشاريع السياحية القائمة والاستفادة من تجاربهم والاهتمام بمطالبهم الحالية المعززة لنجاح المشاريع السياحية الحالية والمستقبلية.
إننا اليوم أمام رغبة سامية في تعزيز الجانب السياحي لمحافظة مسندم، والذي سينعكس إيجابا على حركة رؤوس الأموال الوطنية في المحافظة، ويوجد فرصا متعددة للوظائف في المرافق والأنشطة السياحية والخدمية، ويعزز بدورة نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة، ويستقطب جمهورا واسعا من السياح داخليا وخارجيا.. وهذه إرادة لابد من فهم أبعادها الاقتصادية والثقافية والإنسانية.
تبقى مسندم بندبة رجالها الكرام، وشموخ جبالها الحارسة لمياه الوطن والعالم، وقوة جرزها الذي يمثل معاني العزة والكرامة، وجمال خلجانها الهادئة المحبة للسلام، وأرضها العذراء المتعطشة للحياة، حاضرة في قلب عمان الكبير لتبقى على الدوام ميزان الأمان لكل من يعيش على ترابها الزاكي ويستنشق من نسمات هواها ويشرب من مائها الصافي.