شؤون عمانية- صالح البلوشي
تُعد السياحة من أبرز الركائز المهمة للاقتصاد الوطني لأي دولة في العالم، وبالأخص للدول التي تعتمد بشكل كبير جدًا على النفط مثل السلطنة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، وعليه جاء الإهتمام من مختلف مؤسسات الدولة في السلطنة بقطاع السياحة، لأجل تعزيز مصادر الدخل، وفتح فرص واعدة للشباب العماني في هذا القطاع الحيوي والمهم.
ولا شك أن السلطنة تمتلك الكثير من المقومات السياحية في مختلف المحافظات، وهذه المقومات تتنوع وتتعدد بين الطبيعية والتاريخية والتراثية والحضارية وغيرها من العوامل التي تساعد المستثمر على إنشاء وتأسيس مشروع سياحي ناجح، إلى جانب الإشادة الأمنية والعالمية بما تتمتع به السلطنة من أجواء تتسم بالتعايش والتسامح مدعومة بالبنية التحتية التي حصلت مؤخرا على مراكز متقدمة على مستوى دول العالم، حيث تصدرت طرق السلطنة قائمة أفضل طرق العالم.
واليوم جاء تعزيز آخر من لدن المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – خص به محافظة مسندم، الرأس الذهبي للسلطنة؛ لما تتمتع به هذه المحافظة من موقع استراتيجي، إلى جانب بنية تحتية متكاملة، وتضاريس تجمع الجبال والبحر والتاريخ والعراقة، والأهم من كل هذا الإنسان العماني في محافظة مسندم الذي يتمتع بالأصالة والمحافظة على تاريخ بلاده وقيمه ومبادئه في أيقونة عمانية متميزة.
وجاء التعزيز السامي بتقديم بعض الإعفاءات من الرسوم والضرائب لأي مستثمر جديد يرغب في إنشاء مشروع سياحي بمحافظة مسندم، استثناءً من أية أنظمة معمول بها في هذا الشأن، بهدف تنشيط الجانب السياحي في هذه المحافظة .
كما قضت التوجيهات السامية بأن يتم الإعفاء من الرسوم الجمركية المترتبة على مواد البناء والأدوات والتجهيزات التي يتطلبها المشروع السياحي أثناء فترة التشييد، والإعفاء من الرسوم السياحية المحددة بـ4% والرسوم البلدية المحددة بـ5% بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة 10 سنوات.
وقضت التوجيهات السامية كذلك الإعفاء من ضريبة الدخل على الشركات البالغ قدرها 15% بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة عشر سنوات وأن يتم تفعيل هذه الإعفاءات اعتبارًا من أول يونيو القادم ۲۰۱۹م.
فالكرة الآن في مضرب المستثمرين وملعب محافظة مسندم التي سوف تكون قبلة للمشاريع السياحية العمانية الرائدة بإذن الله تعالى، وسوف يستفيد الجميع من هذه المشاريع وبالأخص أبناء المحافظة العريقة بتاريخها وحضارتها وثقافتها ، وبكل ما تحمله من تفاصيل عمانية يفخر بها المواطن العماني ويفاخر بها بين الدول والشعوب.