شؤون عمانية- جمانة اللواتي
رغم أن رمضان المبارك شهرٌ ارتبط بالمسلمين ، إلا انهم ليسوا الوحيدين الذين ينتظرونه لاسيما في الدول التي تتميز بالتنوع الديني والمذهبي على غرار : مصر ولبنان والعراق مثلاً.
وبسبب التحول الإيجابي والعولمة التي أوجدتها وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة ، والتي أتاحت لنا رؤية الكثير من الأشخاص من مختلف دول العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي يشاركون المسلمين تهانيهم القلبية ومشاركتهم المشاعر الدافئة بشهر رمضان، وانتظارهم لتذوق أصناف الحلوى والطعام التي يتم عملها خصيصاً في شهر رمضان ، بعيداً عن كل الخطابات العنصرية والطائفية المتداولة في السنوات الأخيرة.
ومن هذا المنطلق ، رأت ” شؤون عمانية” أن تسأل الوافدين ومعتنقي الديانات الاخرى الذين يعيشون في عمان حول نظرتهم لمظاهر شهر رمضان في سلطنة عمان ، واختلافها عن بلدهم وهل من تعدٍ على حرياتهم وحقوقهم يتم ممارستها من قبل البعض؟ من منطلق أن عمان من أبرز الدول التي تشتهر بالتسامح واحترام الآخر كما أشار تقرير امريكي قبل فترة قريبة عن خلو السلطنة من انتهاكات الحريات الدينية.
في هذا الاستطلاع كانت الآراء كالتالي:
قالت منى عقيل ديب (لبنان): أعيش في سلطنة عمان منذ عامين ، وأعتقد أن أجواء شهر رمضان الجميلة في عمان لا تختلف كثيراً عن بلدي من ناحية العبادات وولائم الإفطار والسهر على البرامج الرمضانية وجمعة الأهل والأصدقاء.
وتضيف: طقوس شهر رمضان في عمان جميلة وباعتقادي انها البلد العربي الوحيد الذي يحترم الوافدين ولا أحد يشعر فيه بالتمييز الديني وبالعنصرية، ويسعدني وبكل سرور أن أتقرب أكثر من الشعب العماني وأتعرف عليهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم.
ووصفت دونا من سريلانكا والتي تعيش في سلطنة عمان منذ عام 2002 أجواء شهر رمضان في عمان قائلة: يغلب عليها صفات السلام والطمأنينة، كما أن الصلوات والصيام ومساعدة الآخرين أمور تلفت نظري وتثير اعجابي في طقوس هذا الشهر.
وتقول: عمان دولة جميلة ، تعامل البشر بطريقة متساوية بفضل نظرة وتوجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم لذا فأني لا أمانع اطلاقاً الاندماج مع معتنقي الديانات الأخرى ويسرني تلبية أي دعوة إفطار تصلني من قبل المسلمين خلال شهر رمضان.
وتشير كرستين ستيوارت من الهند إلى الاختلافات التي قامت بملاحظتها بين طقوس شهر رمضان في موطنها وفي سلطنة عمان حيث تقول : يشكل المسلمون اقلية في المنطقة التي أنتمي لها، و قد لاحظت أن البالغين هناك في موطني هم من يواصلون الصيام على حد علمي، بينما في عمان أرى أن الأطفال الصغار في عمر السابعة والثامنة يصومون كذلك ؛ تمسكاً بالدين وبالتقاليد وهذا أمرٌ مذهل كما ان انخراط الناس في العبادات والصلوات ودفع الكثير من الصدقات والجاهزية الدائمة لمساعدة أي شخص مهما كانت طبقته أو عقيدته واحترام حريات الآخرين و مراعاة حقوقهم أمرٌ ملفتٌ للانتباه بحق .
اما رشا منيف (سوريا /محافظة اللاذقية) تقول: قدمت منذ أربع سنوات إلى مسقط بقصد العمل ومازالت حتى اللحظة أشغل وظيفة معلمة لغة عربية. ورغم ان مجيئي إلى السلطنة كان بسبب الحرب التي انبثقت في بلدي إلّا أني استشرقت من لحظاتي الأولى أني في بلدي الثاني؛ فطيبة سكان عمان ورقي أخلاقهم تزيل أدنى إحساس بالغربة.
وتستطرد: هذا الجو السائد الذي ألمسه طوال العام وأما أجواء شهر رمضان فهي الأروع من كل النواحي هم يجسدون بالفعل كل معاني التقية والورع والدين في كل مظاهر الحياة خلال الشهر الكريم (لمة الأسر وتعاضدها والتقية في السلوك وتهافت الناس للمساجد لأداء الصلوات وحضور المجالس الدينية وما أروع صوت قارئ القرآن الذي يسمع حتى منزلي.
أما من ناحية الأجواء الرمضانية في بلدي فهي رغم الدمار الذي لحق بها عقب فترة ليست بالوجيزة والذي مازلنا نعاني من آثاره، إلّا أن سوريا مازالت محافظة على معظم عاداتها وتقاليدها فالأسواق الشعبية والتي أضحت تعتمد على الصناعة المحلية أكثر ما تنشطخلال شهر رمضان المبارك فتكتظ بالسكان حتى أوقات متأخرة من الليل للتحضير للشهر المبارك، وكذلك عيد الفطر و العائلات تراها مجتمعة على الإفطار والنساء تتباهى بالمأكولات التي يصنعنها بأيديهن وهي مأكولات شعبية سورية أما الحلويات فالغريبة والبرازق والمبرومة وأسواره الست فهي الرائجة والمحببة لهذا الشهر .
أما بخصوص سؤالكم حول رأيي في مشاركة العمانيين في موائد الطعام فأقول وبكل مدعاة للسرور شاركت خلال اقامتي في مسقط العمانيين في طعامهم ولمرات عديدة وإنما ليس خلال شهر رمضان المبارك. آملة من الله تعالى أن يديم على عمان وأهلها الأمن والأمان والسلام والاطمئنان.