مسقط _ شؤون عمانية
تقوم البحوث الزراعية والحيوانية بجهود بحثية رائدة ومتميزة في مجال اعداد الأبحاث والدراسات لمواكبة أحدث التطورات في مجال الزراعة وتربية الحيوانات علاوة على تنمية قدرات المختصين والباحثين للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني في السلطنة وفق أسس علمية سليمة ، وهناك عدد من البحوث الزراعية التي استفاد منها المزارعين ومن هذه الأبحاث والذي يختص بـ ( نظام الزراعة بدون تربة) هو ابتكار تقنية حديثة لتبريد المحلول المغذي لنظام الزراعة بدون تربة والذي قدمه الدكتور مؤثر بن صالح الهنائي رئيس قسم بحوث الخضر بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية .
وعن الهدف من الدراسة يقول الدكتور مؤثر الرواحي : الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو رفع إنتاجية وجودة محصول الخيار خلال فترة الصيف (يونيو-أغسطس) وفترة الخريف (سبتمبر-نوفمبر) وفترة الربيع (فبراير- مايو) لمدة عامين 2016/2017 و2017/2018 على التوالي في البيت المحمي (270م²) من خلال تبريد منطقة الجذور لمحصول الخيار هو تحسين الإنتاجية وجودة محصول الخيار من خلال تحسين درجة حرارة منطقة الجذورمن أجل تحسين إمتصاص العناصر الغذائية والنمو والتطور لنباتات الخيار خلال فترة زراعة المحصول في السلطنة وقد تم تنفيذ هذه الدراسة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بالرميس وكانت النباتات مزروعة في وسط زراعي البرلايت في ثلاثة معاملات درجات التبريد في منطقة جذور النباتات الى جانب الشاهد وهي 22درجة مئوية، 25 درجة مئوية و 28 درجة مئوية والشاهد الغير مبرد 33 درجة مئوية.
مضيفا الى ان نتائج الدراسة أشارت إلى تفوق أداء النباتات لمحصول الخيار عند درجات الحرارة 22 درجة مئوية و25 درجة لمنطقة الجذور، حيث لوحظ زيادة طول النبات وعدد أوراقه ومحتوى الكلوروفيل ومساحة الورقة وعدد الثمار للمتر المربع، وإجمالي إنتاجية البيت حيث وأكد أن عملية تبريد منطقة الجذور تؤثر إيجابيا ومعنويا على النباتات حيث زادت من مقدرتها على إمتصاص جميع العناصر الغذائية في كل من الأوراق الثمار السيقان والجذور مقارنة بالشاهد لثلاث فترات زراعية، علاوة على ذلك فإن تبريد المحلول المغذي أعطى تأثيرا إيجابيا لمستوى الأكسجين الذائب في المحلول المغذي الأصل والمحلول المغذي الراجع (الصرف) لجميع فترات الزراعة الثلاث (الصيف والخريف والربيع)، وقد لوحظ وجود فروقات معنوية عالية بين المعاملات في إستهلاك الأكسجين من قبل جذور نباتات الخيار في جميع فترات الزراعة الثلاث تم تسجيل أعلى مستويات إستهلاك الأكسجين الذائب في النباتات ذات درجات الحرارة الأقل لمحلول المغذي في منطقة الجذور (22، 25 ،28) درجة مئوية مقارنة بالشاهد لجميع فترات الزراعة خلال سنتين وجميع خصائص النمو والإنتاج والجودة تأثرت إيجابيا وبدرجة كبيرة مع درجات حرارة المحلول المغذي في منطقة الجذور لمحصول الخيار مع زيادة مستوى الأكسجين الذائب في المحلول المغذي. لذا بينت نتائج هذه الدراسة أن تبريد درجة حرارة منطقة الجذر يساهم بشكل فعال في رفع انتاجية محصول الخيار خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف (يونيو- سبتمبر) في السلطنة.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن تبريد درجة حرارة منطقة الجذر توفر التهوية المثلى (مستويات الأكسجين) في المحلول المغذي وتسهم بشكل فعال في رفع إنتاجية محصول الخيار خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف (يونيو-سبتمبر) في عمان.
وكانت أعلى إنتاجية عند درجات الحرارة 22 و25 درجة مئوية لمنطقة الجذور حيث تراوحت مابين 5.0-6.0 طن/للبيت المحمي بالمقارنة مع الشاهد 33 درجة مئوية (الغيرمبرد) حيث أعطى أقل انتاجية ترواحت مابين 2.8-3.0 طن/للبيت خلال فترة الصيف (يونيو-أغسطس) لمدة سنتين وتراوحت الإنتاجية خلال فترة الخريف(سبتمبر-نوفمبر) بين 6.4-8.7 طن/للبيت وبين 7.6-8.5 طن/للبيت خلال فترة الربيع (فبراير-مايو) لدرجات الحرارة 22 و 25 درجة مئوية لمنطقة الجذور مقارنة مع الشاهد 33 درجة مئوية (الغير مبرد) حيث أعطى أقل إنتاجية لمدة سنتين من التجارب.
وعن الأمراض التي تؤثر على الخيار في أنظمة الزراعة المائية خاصة خلال فصل الصيف قال : لا تزال هذه المشكلة قائمة والعديد من المزارعين الذين لديهم نظام مائي يعانون من ذلك على الرغم من أن العديد من التدابير قد استخدمت للقضاء على هذه المشكلة وكانت أحد الحلول هو تبريد درجة حرارة منطقة الجذور للقضاء على الأمراض الفطرية لمحصول الخيار مؤكدا أن تبريد المحلول المغذي وما يصاحبه من تبريد لمنطقة الجذور يؤثر بشكل إيجابي في الحد من الأمراض الفطرية التي تصاب بها جذور نباتات الخيار اثناء فترة الصيف حيث لوحظ أن النباتات المروية بالمحلول المغذي المبرد بدرجات حرارة 22 و25 درجة مئوية لم تظهر بها إصابات فطرية تذكر مقارنة بدرجة الحرارة 28 درجة مئوية والشاهد 33 درجة مئوية وبالتالي يتضح أن تبريد المحلول المغذي خلال ارتفاع درجات الحرارة عامل مهم في الحد من الإصابات الفطرية المحصول الخيار.
وحول مكونات نظام التبريد للمحلول المغذي قال : يتكون من مبرد ، (Coil) ، ضاغط (سعة 1.5 طن) ، جهاز التحكم في درجة الحرارة وأجهزة استشعار لدرجة الحرارة الرقمية. علما بأنه تم تصميم ملف التبريد باستخدام أنابيب نحاسية مطلية بطلاء كهربائي أبيض لمنع التفاعل مع محلول المغذي في خزانات التغذية وتم تركيب نظام تبريد في كل خزان تغذية مع درجات حرارة تتراوح بين 22 درجة مئوية إلى 28 درجة مئوية مع ثرموستات وأجهزة استشعار درجة الحرارة لضمان درجة الحرارة المناسبة. وأشار الدكتور أن تجربة تقنية تبريد المحلول المغذي تنفذ لأول مرة في السلطنة ومنطقة الخليج حيث أعطت نتائج إيجابية وسوف يتم توصيتها ونشرها على المزارعين.
و أشار إلى أن درجة حرارة الماء أو المحلول المغذي هي عامل مهم يؤثر على تطور النبات في النظم المائية لذلك من الضروري دراسة متطلبات درجة الحرارة المثلى لمختلف المحاصيل التي تزرع في ظروف درجات الحرارة العالية (الصيف).
وقد أختتم الدكتور مؤثر الرواحي حديثه بالقول : أن تطوير وتطبيق التقنيات الحديثة في الزراعة أمر ضروري للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والجهود مستمرة من قبل الباحثين من أجل تطوير تقنيات الزراعة بدون تربة في السلطنة .