سعود العبري
لا شك أن البنك المركزي العماني يبذل جهودا في سبيل تحقيق مهمته في أن ” يكون سبّاقا في توفير بنية عمل مستقرّة للتنمية الاقتصادية في السلطنة من خلال الشفافية والفاعلية في التنفيذ للسياسة النقدية وأسعار الصرف بالإضافة إلى إدارة القطاع المالي”، وهذه المهمة التي أعلن عنها البنك عبر موقعه الإلكتروني تحدوه رؤية في أن ” يتميّز البنك بكيانه المبني على القيم الجوهرية والفاعلة والمؤثرة إلى جانب قدرته على تعزيز الاقتصاد الكلّي وحفاظه على الاستقرار المالي وسعر صرف الريال العماني و النهوض بأوضاع الدولة”مستعينين بقيم مهنية معلنة وواضحة.
إلا أن هناك دورًا أجد أنه من الأهمية بمكان بحيث لا يمكن إغفاله من قِبل البنك المركزي العماني، والمتمثل في جوانب التوعية والإعلام لدى أفراد المجتمع. فكما يعلم الجميع فإن التحديات المتعلقة بالمعرفة هي متطورة ومتعددة وفي كل يوم يكون هناك جديد في عوالم المال والأعمال والإقتصاد، ومن الجيد أن يلتفت البنك لمثل هذه المواضيع التي سنسرد بعضها في هذا المقال.
بتصفحي للموقع الإلكتروني للبنك المركزي العماني، وجدت العديد من الأخبار والفعاليات التي نفذها البنك خلال الفترة الماضية، وهذا أمر جيد للمجتمع المهتم بقطاع الأخبار، إلا أنني وفي مجال بحثي للمواد التوعوية والتثقيفية الخاصة بالسندات والصكوك التي يصدرها البنك المركزي لم أجد هناك مادة توعوية مبسطة يمكنني من خلالها الحصول على مبتغاي من المعلومة السهلة، وهذه إحدى الأمور التي أدعوا البنك للنظر فيها؛ لوجود جمهور مهتم بقطاع الإستثمار في هذه الأدوات الإستثمارية المتاحة للجميع ويبحث عن المعرفة فيها، مع الدعوة لتنظيم ندوات متخصصة في هذا المجال في محافظات السلطنة كالتي تنفذها هيئة سوق المال لتثقيف الفئات المستهدفة لبرنامج “ضماني” للتأمين.
وكما تعلمون فإن مسألة جرائم غسل الأموال تعتبر من الجرائم العالمية والتي تحاربها الحكومات والمؤسسات المعنية فيها، ومن الجيد أن يقوم البنك بتنظيم ندوات متخصصة ومستمرة في جميع محافظات السلطنة، لتوعية المجتمع بمخاطر مثل هذا النوع من الجرائم وكيفية رصدها والتعامل معها في حال إستشعار الخطر، وذلك من منطلق رفع الوعي لدى فئات المجتمع.
إن الدور التوعوي الذي تقوم به المؤسسات الحكومية والمتخصصة والمبادرات التي تنفذها بين الحين والأخر، تساهم كثيرا في رفع المعرفة لدى الأوساط المهتمة، وتكون خط حماية الأول لهم في حال حدوث أيه مخاطر تحدق بهم أو أيه فرصة إيجابية قد تكون أمامهم ويمكنهم الإستثمار فيها، ومن الجيد أن تعزز تلك المؤسسات من دورها الإعلامي لما فيه خير المجتمع ورفعة الوطن الحبيب.