مسقط- شؤون عمانية
نظمت جمعية الصحفيين العمانية ممثلة في لجنة الإعلام الرياضي ندوة ضمن ملتقى الإعلام الرياضي بالتعاون مع وزارة الشؤون الرياضية ووزارة الإعلام واللجنة الأولمبية العمانية والاتحاد العماني لكرة القدم تحت رعاية معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية وبحضور سعادة الشيخ رشاد بن أحمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية والشيخ سيف بن هلال الحوسني رئيس اللجنة الأولمبية العمانية والشيخ سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم .
بدأ المؤتمر بكلمة قدمها سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية كلمة لجنة الإعلام الرياضي بالجمعية رحب في مستهلها بالحضور وقال فيها: إن الملتقى العربي يتطرق للكثير من المسارات المشتركة في الجانب الرياضي ولعل هذه التجربة التي نقدمها بالتعاون والشراكة مع كلا من وزارة الشؤون الرياضية وزارة الإعلام والاتحاد العماني لكرة القدم، هي واحدة من البرامج المهمة التي تدعم هذه الأجيال من الشباب العماني الذي يتطلع الى تقديم أفضل البرامج من خلال الفعاليات التي تقدم لهم في هذا الملتقى والدورة الإعلامية، كما أن الملتقى يسهم في تشخيص وتحليل الكثير من الموضوعات في هذه الندوة ضمن الملتقى الإعلام العربي، كما سيتم الاحتفاء بالاستفتاء الرياضي الذي يكرم من خلاله العديد من الجهات والشخصيات الرياضية الفاعلة، موجها الشكر لكافة القيادات الرياضية التي تشارك في الملتقى والاحتفالية.
وفي كلمة الإتحاد الخليجي للإعلام الرياضي رحب سالم بن سليم الحبسي رئيس الإتحاد في مستهلها براعي الحفل وبضيوف السلطنة من الإعلاميين من الاتحادات العربية والآسيوية للإعلام الرياضي والاتحاد العربي للثقافة الرياضية وقال: ملتقى الإعلام العربي الذي يشارك فيه كوكبة من الإعلامين اصحاب الخبرات الطويلة الذين تجاوزت خبراتهم الإعلامية 40 عاما، سيقدمون جلساته المختلفة بمشاركة الإعلامين من الجيل الثاني من البارزين الذين اصبح منهم قيادات رياضية آسيوية، وبذلك يمثل الملتقى نقطة انطلاقة لإيجاد رؤية مشتركة للإعلام الرياضي الفاعل، وفي ختام كلمته وجه شكره لجميع اللجان العاملة من لجنة الإعلام الرياضي بجمعية الصحفيين العمانية الذين بذلوا جهودا في الإعداد والتنظيم لهذا الملتقى، ووجه الشكر لشركاء التنظيم وهم وزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية والجامعة الوطنية والاتحاد العماني لكرة القدم.
القى أشرف محمود رئيس الإتحاد العربي للثقافة الرياضية كلمة قال فيها: هنا سلطنة الخير التي كلما أزورها أشعر براحة نفسية غامرة، بدأت فيها كإعلامي ومعلقا رياضيا بها لذلك لها في قلبي مكانة كبيرة، كما تربطني بعدد من ابناء هذا الوطن العزيزعلاقة طيبة تعكس لي معنا التسامح في أرقى معانيه وهو شعب عربي أصيل متسامح بالفطرة، وبالتالي ما اجمل أن يكون أتحادنا للثقافة الرياضية هو من ينقل وبنشر في قيمة الثقافة ممثلا في التسامح والتعاون والإخاء وقبول الآخر والعمل الجماعي وكلها صفات أجدها ممثلة ومتأصلة في الإنسان العماني، لذلك كم هي سعادتنا في الإتحاد أن يكون هذا الملتقى الإعلامي الرياضي بمسقط 2019 زاوية وباب نذلف منه لكل القلوب العربية من إلاعلامين وغيرهم، سعيدون ان ننطلق من سلطنة عمان الى كل أهلنا في الخليج والوطن العربي لنقول لهم أن الرياضة تسامح كما هم معدن الإنسان العماني المتسامح دوما.
واضاف أن الاتحاد العربي للثقافة الرياضية تأسس في عام 2016 بمدينة الأقصر الأثرية، التي تعد أرض ثقافة وحضارة تضرب بجذورها في التاريخ الإنساني الخالد لأكثر من 7 آلاف عام، وهناك كان المصري القديم يحتفل بالرياضة احتفاء خاصا ويراها فلسفة حياة، من هنا انطلق الاتحاد العربي للثقافة الرياضية ومنها انطلقت الإتحادات في البلدان العربية، فكانت البداية في أرض فلسطين، والاتحاد اللبناني الذي انطلق ثم توالت تشكيل اللجان والجمعيات التي تعنى بالثقافة الرياضية العربية، وفي الختام توجه للسلطنة على حسن التنظيم والاستقبال وكرم الضيافة.
ثلاث جلسات متنوعة
تضمنت الندوة ثلاث جلسات في تخصصات متنوعة تجمع ما بين المهنية الإعلامية والثقافة الرياضية والأكاديمية المتخصصة والتجارب الرياضية، وكانت الجلسة الأولى بعنوان (الثقافة الرياضية والتنمية المستدامة) تحدث فيها أشرف محمود رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية عن مفهوم الرياضة والتنمية والتطرق للعلاقة بينهما والتي ينبغي عن تنعكس على المجتمعات ، فيما يتجاوز حدود الملاعب والفوز والخسارة إلى تحقيق نقلة تنموية يشعر بها المجتمع كله وتسهم في بناء الأوطان والإنسان.
وتطرقت الدكتورة سبأ جرار محاضرة من فلسطين وعضوة المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للثقافة الرياضية حول تأثير المعوقات التي تحول دون قيام الرياضة بمهتمها على أكمل وجه وضرورة تظافر جهود جميع الرياضيين والمسؤولين للإستفادة من الرياضة وإجماع الناس على ممارستها لتصبح قيمها وثقافتها واقعا يؤمن به ويلتزم بتنفيذه الجميع ليستفيد المجتمع الإنساني من ثقافتها التي تدعو للسلام والتسامح وتحدثت الدكتورة بدرية الهدابية رئيسة قسم التربية الرياضية بجامعة السلطان قابوس حول مفهوم وخصائص الثقافة وأهميتها وأنواعها وتجارب وأنشطة عمانية متميزة لنشر الثقافة الرياضية.
من جانبه تحدث الدكتور أحمد فاروق من جامعة السلطان قابوس عن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وعلاقتها بالرياضة التي توفر تعليم مدى الحياة وتداخلاتها في كافة أمور الحياة من العمل في فريق اللعب النظيف والتسامح والإنضباط وكل ذلك يحتاج إلى ثقافة رياضية موضحا أن للرياضة دور في مكافحة الفقر ونبذ التعصب العنصري والكراهية والعنف في المنافسات الرياضية كما تحدث عن تمكين المرأة في السلطنة مؤكدا على أهمية بناء مشاريع رياضية تحقق التنمية المستدامة موضحا أنه لا وجود للثقافة الرياضية دون وجود إعلام جاد وصادق وداعم ومؤثر في أحداثها ، فيما ترأس الجلسة اللبناني حسن شراره.
وكانت الجلسة الثانية بعنوان (تجارب إعلامية ناجحة) تحدث فيها الإعلامي الاردني لطفي الزعبي عن تجاربه الإعلامية في قنوات الجزيرة الرياضية وقناة الأردن وقناة العربية كما تحدث اللبناني باسم الرواس من قناة الكأس القطرية عن برنامج جرايد الذي يقوم برصد وعرض الأخبار الرياضية من مختلف وسائل الأعلام الرياضية وتطرق الأردني محمد قدري حسن عن تجربة المراسل الميداني والصعوبات والتحديات التي يواجهها المراسل وترأس الجلسة اليمني رائد عابد محاضر بمركز الجزيرة للتدريب.
وكانت الجلسة الثالثة بعنوان (نماذج عُمانية رياضية) أستعرض فيها المتحدثون تجارب رياضية حيث قدم إسحاق بن أحمد البلوشي مدير مساعد بالأكاديمية الأولمبية من اللجنة الأولمبية العُمانية تجربة (الأكاديمية الأولمبية العُمانية) وتطرق فيها إلى فكرة وبداية عمل الأكاديمية ومكوناتها وأهدافها وأهم البرامج والندوات وحلقات العمل التدريبية التي سننفذها في الروزنامة المعدة لهذا العام وأهم الخطط المستقبلية.
وقدم هشام العدوان رئيس رابطة دوري المحترفين بالاتحاد العماني لكرة القدم ورقة عن تطوير هوية وحضور مسابقات الرابطة بمشاركة جميع الشركاء والعمل على تقديم هيكلية مسابقات ناجحة وجديدة ورفع مستوى تأهيل العاملين بالأندية في أنظمة المسابقات والتراخيص وترأس الجلسة السعودي محمد الشيخ نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية.
مسارات وتطلعات
وأكد معالي الشيخ سعد بن محمد بن سعيد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية على أهمية اقامة مثل هذه الملتقيات في تبادل المعرفة والخبرات والمهارات الإعلامية وقال: إن إقامة مثل هذه الملتقيات الإعلامية والندوات بمشاركة كوكبة من الإعلاميين والأكاديميين الذين اسهموا بأوراق عمل متخصصة مهمة في تحديد المسارات لتحقيق التطلعات وإيجاد تنمية رياضية مستدامة، موضحا ان الجميع يدرك أهمية الإعلام والدور الذي يقوم به على كافة المستويات ، متمنيا للملتقى العربي للإعلام الرياضي التوفيق وللمشاركين فيه الإستفادة من أوراق العمل المقدمة ، ومن خبرات النخبة الإعلامية المشاركة فيه، ووجه معاليه الشكر لجمعية الصحفيين العمانية ولجميع الشركاء الذين شاركوا في التنظيم والإعداد الجيد لهذا الملتقى العربي.
التنمية والاستثمار الرياضي
وقال سطام السهلي رئيس الاتحاد الآسيوي للإعلام الرياضي: في البداية اتوجه بالشكر لسلطنة عمان على هذا التنظيم الرائع ممثلة في لجنة الإعلام الرياضي بجمعية الصحفين العمانية ووزارة الشؤون الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية والاتحاد العماني لكرة القدم وإقامة ثلاث فعالية في الملتقى العربي وهي الدورة إعداد مذيعي البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وندوة الإعلام العربي، وحفل الأوسكار للاستفتاء الرياضي العماني، ومن خلال تواجدنا نشاهد هذا التطور الإعلامي الرياضي الذي تسجله السلطنة، لوجود الكفاءات العمانية الرائدة التي تبحث عن التطور ونحن كإتحاد آسيوي دعمنا إقامة هذه الفعاليات.
وحول دور الرياضة في التنمية المستدامة قال: أرى أن التنمية الرياضية ترتبط بجزئين وهما الإستثمار والاحتراف اللذين يقودان الى إجاد تنمية رياضية مستدامة، للاستمرار في العطاء الرياضي، لانه في وجود الاستثمارات ستوجد الاموال التي تضمن الإستمرار في التطور الرياضي، وتطبيق الاحتراف ، وايضا تحفيز الجمهور لحضور المدرجات سيكون هناك فاعلية، لذلك فتحقيق ذلك جميعا يؤدي الى إيجات تنمية مستدامة في القطاع الرياضي، وهذا لن يتأتي الا بوضع الخطط والاستراتيجات التي تحقق هذا الجانب.
وأوضح بانه خلال الملتقى الإعلامي تم الحديث عن الرياضات التراثية كالإبحار الشراعي وركوب الخيل وهي رياضة تتميز بها سلطنة عمان أيضا، وسباق السيارات، لذلك ينبغي ان تتطور لظهور أبطال جدد في هذه الساحة، ومع تطورالرياضة تحتاج الى تغطية إعلامية مواكبة لهذا التطور، من خلال تعزيز الإيجابيات والإبتعاد عن السلبيات التي قد تحدث مع التنافس الرياضي.