مسقط- شؤون عمانية:
نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة بلجنة الفكر مؤخراً ، ندوة أدبية بعنوان “القراءة بين الانفتاح والتقنين” ، وشارك في هذه الندوة عدد من الكتاب العمانيين الشباب وهم محمد الحراصي ومحمد البوسعيدي ومحمد الكيومي وناصر الحارثي.
الندوة التي أدارها سالم السناني، ناقشت أهمية القراءة عند الإنسان المتمثل في الظمأ المعرفي والحاجة الماسة للحصول على إجابات للتساؤولات. وذهبت الندوة إلى مناقشة وجهات النظر المتباينة حول الانفتاح المعرفي والتدرج في القراءة بين التأسيس والانفتاح، والتنميط والإرشاد، كما تم طرح أحد الأسس التي تقوم عليها التنمية لما لها في زيادة مستويات الوعي ونشر المعرفة بين الناس، حيث لا فرق في ذلك بين صغير وكبير ولا بين غني وفقير، وذهب المشاركون في الندوة إلى التأكيد على المنطق الذي يؤكد وجوب الدعوة إلى اعتبار القراءة قيمة عليا وهدف في حد ذاته مع البعد عن فرض القيود على القارئ وإعطائه الثقة الكاملة وتشجيع جميع القراء. كما تم التطرق إلى إيجاد التنويع في القراءات و الاطلاع على مختلف الآراء ووجهات النظر من أجل تفتيح المدارك والعمل على بالأسباب المهمة في التعايش وقبول الآخر. وأكد المشاركون في الندوة أيضا إن القراءة الحرة وغير الموجهة لها تبني المجتمعات المتحضرة وتنتج أفراداً ذوي عقليات مبدعة وخلاقة وتساهم في تحريك المياه الراكدة التي تعاني منها أمتنا و شعوبنا. كما أكد المشاركون أن الإنسان بطبعه كائن متسائل وهذا التساؤل سبب من أسباب استخلافه في هذه الأرض ولما تعجبت الملائكة من جعله خليفة بقولها كما في القرآن “أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ” ، أجابها الخالق سبحانه بأن جعله خليفة ليس لأمر يرجع لمجرد التنسك والعبادة والتقديس لله فقال “إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” ثم أعقب ذلك بما يميز آدم “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا” فقدرة آدم وأبنائه على اكتساب العلم وتوليده سبب من أسباب استخلافه في الأرض ليعمرها فالعبادة والتنسك لا يعمران الأرض بقدر ما بعمرها العلم ، لذلك فطلب العلم بالنسبة للإنسان قيام بدوره في هذا الوجود، من ثم نعلم أهمية القراءة لأن القراءة هي الأداة الأولى لاكتساب العلم النظري غير الضروري إذ الضروري يُكتسب بالحس والوجدان، ولا عجب أن يبتدئ التشريع الرباني الأخير لهذه البشرية المضمن في القرآن بالأمر بالقراءة فكان أول ما أنزل على سيدنا محمد “اقرأ باسم ربك” وبين بعد ذلك أن القراءة تؤدي للتكريم من الرب الأكرم فقال “اقرأ وربك الأكرم” القراءة إكرام للإنسان وما هذه النهضة الصناعية الحديثة إلا من تكريم القراءة لهذا الإنسان الذي سعى في العلم والمعرفة”.
الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن التواصل مع الشباب المبدعين في السلطنة وتفعيل أدوارهم الثقافية فيما يخدم محصلة الإبداع، مع صقل نتاجهم الأدبي وطرحه ضمن منظمومة عملية ملموسة.