أسماء سويد
غاليتي، وصلنا في رحلتنا لمحطتها الاخيرة لنتكلم عن القاعدة الخامسة والأخيرة من القواعد الخمس للمراة القيادية ألا وهي: ترتيب الاولويات، وأهم مايقال فيها هي تقديس الوقت واعطاؤه حقه وأهميته في حياتك لتكوني منجزة متحكمة بكل تفاصيل حياتك مهما كانت صغيرة
فالبعد الزمني في حياتك بالغ الأهمية إن أحسنتِ إدارته وتوظيفه بشكل واعي، فأن تملكي وقتك هو نوع من أنواع الثراء والغنى، وحسن أدائك لمهامكِ ضمن وقتها دون تسويف ومماطلة أو تأجيل يوصلك الى مرتبة الناجحين،
فإضاعة الوقت جريمة إنتحار بطيئ ترتكب على مرأى ومسمع من الناس ولا يعاقب عليها احد فمن قتل وقته فقد قتل نفسه حقيقة
والوقت يتسع لديكِ عندما تعرفي كيفية استخدامه وتوظيفه بالشكل الامثل لمهامك وحياتك.
وإذا سألتكِ أين يذهب وقتكِ؟ لوجدنا إنه ينقسم بين عمل رسمي إذا كنتِ موظفة وبين علاقاتكِ الاجتماعية مع الأهل والزوج والأولاد والمعارف والصديقات، وبين أعمالٍ شخصية في حياتكِ الخاصة كعبادة وطعام وقراءة وممارسة الواجبات المنزلية. ولو طلبتُ منكِ توزيع وقتكِ بوعي وبصيرة، لوجدت أن أحد هذه الاقسام الثلاث قد يستنزف وقتك لذلك عليك ان تحسني توزيعه بين مايلي :
-وقت العبادة التي هي ثابتة غالبا كاوقات الفرائض الخمس
– وقت النوم والاستيقاظ
– وقت الطعام والشراب
– وقت العمل سواء كنت موظفة أو سيدة أعمال أو ربة منزل
– وقت الاسرة والعائلة والعلاقات الاجتماعية
– وقتك الشخصي لممارسة هواية أو تسوق شخصي أو قراءة أو تدليل نفسكِ بما تحبين
– وقت التخطيط، وهو هام جدا جدا جدا إذا أهملتيه أو لم تضعي وقتا لوضع خطة لقادم أيامكِ فأنتِ في قوضى وضياع ودوامة تسحبكِ لأداء مهامكِ بشكل طارئ ومتعب تحت الضغط مع التوتر والقلق والانفعال.
وهنا لابد من التعرف على مصفوفة إدارة الوقت لستيفن كوفي التي تحتوي أربع مربعات تنظم أولوياتك وتلقائيا ستنظم حياتك باكملها بإذن الله :
– مربع الهام والعاجل : وهذا المربع نسميه مربع الازمات؛ لأن كل ما يحويه هو ما يتطلب منكِ الإنجاز الفوري ويحول حياتكِ الى حالة طوارئ لتجدي نفسكِ تعملين تحت الضغط والاجهاد والتوتر كلما قمت بالتسويف والتأجيل.
– مربع الهام والغير العاجل : ونسميه المربع الذهبي الذي يعينك على تنظيم وقتك حقيقة باداء المهام بشكل يخلو من الضغوط والتوتر ويمنحك مساحة من التخطيط والتفكير وادارة مهامك بشكل واع ومنضبط مع الاتزان والتحكم ويقلل من التعرض للازمات والطوارئ
– مربع الغير هام العاجل والغير عاجل غير الهام : مربعان تافهان يستنزفان حياتك باشياء لا فائدة منها وانما اضاعة الوقت الفعال فيمالا فائدة منه ترجى
ولتكوني المراة الفاعلة عليكِ أن تعيشي المربع الثاني وهو الأساس للإنجاز والتخطيط وتنفيذ المهام، ولا بأس أن تنتقلي للمربع الأول أحيانًا، لكن لا ان تكون حياتك فيه طويلة والمفتاح لذلك وسره ان تحولي تركيزك واهتمامك الى الامور المهمة بدلا من المستعجلة والطارئة المستنزفة وهنا يبرز دور التخطيط الوعي من خلال جدولة مهامك بشكل يومي واسبوعي وشهري وربع سنوي ويمكنك الاستعانة باجندة سنوية تعينك على الجدولة والتخطيط وسهولة الانجاز والتقييم ..
ولابد على طريق ترتيب الاولويات ان تعي متى هو الوقت الذي تكوني فيه في ذروة نشاطك الذهني والجسدي ففي تلك الذروة قومي باعمالك التي تحتاج منك تركيزا ونشاطا وفي فترة الفتور يمكنك اداء اعمالك الروتيتة البسيطة لتحقيقي في الذروة اكبر عدد من الانجازات وفي حالة فتورك تنجزي ايضا بهدوء دون اجهاد او ضغط وانفعال ..
وهنا لابد من الحديث عن سراق الوقت ومضيعاته ان استطعتي التقليل منها او القضاء عليها كنت في موقع التحكم والانجاز الوعي والصحيح :
– عدم التخطيط فبدون خطة انت جزء من مخططات الاخرين وتنفذي خططهم وبالتالي ستفقدي وقت انجازك الخاص وتعيشي في مربع الطوارئ تحت الضغط والاجهاد
– عدم التفويض والإصرار على القيام بكل شيئ بنفسكِ لتضعي صحتكِ النفسية في تدهور وضغوط مع القلق والأرق وفقدان التركيز في أداء أغلب المهام.
– عدم القدرة على قول لا، وقبول أي طلب من صديقاتكِ أو أهلكِ أو أي كان، واستقبالكِ لزوار بغير موعد مسبق أو مرتب لتصبح حياتكِ مشاعًا ووقتكِ مهدور لصالح الغير.
– التسويف والمماطلة الغير مبررة لتجدي نفسك مجددا في مربع الازمات والطوارئ.
– عدم استثمار الأوقات المهدورة أثناء القيام بمهام هامة كوقت إنتظار في عيادة طبيب أو أثناء دفع فاتورة ما أو أثناء القيادة للوصول للعمل او العودة منه.
إن تخلصتِ حقيقة من سُرّاق الوقت لوجدت أنكِ تُنجزين أكثر في وقت ضائع مهمل غير منتبهة له.
والتزامكِ وجديتكِ في إدارة وقتكِ وترتيب أولوياتكِ بثقة ووعي هي مفتاحكِ للوصول إلى إنجاز ما تطمحين إليه في تحقيق القاعدة الخامسة من قواعد المراة القيادية.
غاليتي، ملهمتي، ثقتكِ بنفسكِ ثم مبادرتكِ مع التخطيط وحسن رسمكِ لأهدافكِ وتعاملكِ الراقي مع نفسكِ أولاً ثم مع المحيطين بكِ وقدرتكِ على إدارة أولوياتكِ وترتيبها الترتيب الصحيح هي أداتكِ لتكوني حقيقةً المراة الملهمة والمراة الأمة، لتخطي على طريق الوعي والبصيرة بتميز وتمكن، لتكوني حقا امراة من طراز خاص، فأنتِ تستحقين.